اليونيكورن وإنسان برأس طائر.. أغرب ما عثر عليه في كهف "لاسكو"

على الضفة اليسرى من نهر فيزير في فرنسا كان "لاسكو"، يقبع في الظلام في انتظار من يرفع عنه الستار، ليثري بمكنونه الغامض والمثير مئات الكتب والجلدات، التي تفند كنزه الدفين الذي دسرته جدرانه لآلاف السنين.

كهف لاسكو من الداخل

"لاسكو"، كهف تم اكتشافه في عام 1940، ولعل قصة هذا الاكتشاف الكبير تجسد المقولة المتعارف عليها "رب صدفة خير من ألف ميعاد"، تبدأ القصة بلعب مجموعة من الأطفال على هضبة لاسكو، ليكتشف أحد الصغار أن كلبه قد اختفى فتبدأ مجموعة الأصدقاء بالبحث عنه، ليكتشفوا أن الكلب قد سقط في فتحة كهف كبير مظلم لتبدأ عملية إنقاذه بصعوبة بالغة، وبعدما تكلل المهمة بنجاح، يعاود الأصدقاء في اليوم التالي استكشاف هذا الكهف الغامض ليفاجأوا بمجموعة ضخمة من الثيران والخيول والغزلان على جدرانه.

كهف لاسكو

جدران كهف لاسكو

يبلغ طول كهف لاسكو 100 قدم تقريبا، ويضم مجموعة ضخمة من الرسوم الجدارية زاهية الألوان رائعة الجمال، التي تعود إلى العصر الحجري القديم الأعلى، والتي يزيد عددها على 300 نقش يعود تاريخها إلى 40 ألف عام بالإضافة لأدوات أثرية أخرى، حيث قدر تاريخ تلك اللوحات والنقوش إلى الفترة ما بين  15000 – 13500 قبل الميلاد، وتتضمن تلك رسومات لثيران وخيول صينية وطيور والحيوان وحيد القرن الخرافي "اليونيكورن"، ورسم لإنسان عارٍ مستلقى على الأرض برأس طائر ويدين مفتوحتين وكل يد تحتوي على 4 أصابع فقط، وأمامه حيوان ثور ضخم مطعون بالسهام.

انسان برأس طائر

رسومات للخيول

عثر بداخل لاسكو أيضًا على خريطة للسماء يعود تاريخها إلى ما قبل التاريخ وتظهر مجموعة من النجوم، التي رسمت بدقة، وتم افتتاح الكهف للعامة عام 1948 إلا أنه أغلق بشكل دائم بعد 15 عامًا فقط من ذلك الوقت، بسبب الإقبال الكبير على زيارته، وهو ما أدى للتأثير السلبي على الرسوم والنقوش وإغلاق الكهف عام 1963، وإدخال مجموعات محددة من الزوار، إلا أن جدران الكهف أصابتها الفطريات، نتيجة لمكيفات الهواء والإضاءة الصناعية، مما أدى لإغلاقه تمامًا عام 2008 وعدم السماح بالدخول سوى للعلماء فقط.

يُذكر أن منظمة اليونسكو، أدرجت كهف لاسكو على قائة مواقعها للتراث العالمي عام 1979، لأهميته التاريخية والأثرية الفريدة.