عاجل
الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

د. هناء إسماعيل: تكريم محافظ أسوان للجمعية المصرية للتنمية المتكاملة وسام شرف

ترميم كلي وجزئي لـ44 منزلًا كمرحلة أولى جراء كارثة السيول الأخيرة بأسوان

د. هناء إسماعيل
د. هناء إسماعيل

منذ فجر التاريخ والكوارث الطبيعية والكوارث العامة الناتجة عن قيام الإنسان بالأنشطة المختلفة، تشكل خطراً بالغاً على حياته وممتلكاته، فعندما تضرب الكارثة مجتمعاً من المجتمعات تترك خلفها خسائر فادحة في الأرواح من قتلى وجرحى وأمراض وعاهات، وتُحدث أضراراً مادية وتُعطل المرافق العامة وقد تقضى على جميع وسائل الحياة من انهيار للمساكن وتدمير للمنشآت، وتؤدي هذه الكوارث في الوقت نفسه إلى تغيير مسار التقدم الاجتماعي والاقتصادي مما ينتهي بملايين من البشر إلى حالة من الفقر المدقع، ويجعل الفقراء أكثر فقرًا واحتياجا للمساعدة.



وهنا يأتي دور الجمعيات الأهلية ومنظمات المجتمع المدني في حياتنا اليومية الذي كان لا بد من وجود دور ملموس لتلك المنظمات في الإغاثة الإنسانية إلى جانب الدولة والجهات المعنية أو بمعنى آخر أن تكون هي الشريك الفعال الذي يمكن أن يتكامل مع الحكومة والجهات المعنية الأخرى وذلك لمواجهة الكوارث والأزمات المجتمعية سواء كانت طبيعية أو من صنع الإنسان.

 

 

 

وهو ما وضح جليا خلال مواجهة الدولة لأزمة السيول بمحافظة أسوان، حيث تضافرت الجهود بين مؤسسات الدولة ومنظمات العمل المجتمعي في  تخطى آثار هذه الأزمة، ومن هذه المنظمات التي كان لها عظيم الأثر في تلك الأزمة الجمعية المصرية للتنمية المتكاملة برئاسة الدكتورة هناء إسماعيل – رئيس مجلس الإدارة – حيث إن الجمعية لها ثلاثة فروع في خدمة ومساعدة أهالي أسوان بداية من عام 2007، حيث تم إنشاء الفرع الأول للجمعية في مدينة دراو، والفرع الثاني المركز التدريبي والتنموي بطريق الخزان أمام الأكاديمية البحرية وتم إنشائه منذ ثلاثة أعوام، والفرع الأخير الوحدة الشاملة لرعاية الأطفال والأحداث والتي تم إنشاؤها منذ أربعة أشهر فقط.

 

وتوضح د. هناء أن مدينة أسوان بصفة عامة ومناطق مخرات السيول بصفة خاصة تتعرض إلى ضرر كبير خلال أزمة السيول، التي قد تحدث سنويا جراء هطول الأمطار بشدة على البلاد، لكن لاحظنا هذا العام اهتمام الدولة والجهات المعنية بمواجهة الأزمة على أعلى مستوى وكان تعامل قيادات المحافظة بقيادة اللواء أشرف عطية محافظ أسوان على مستوى الحدث، طبقا لرؤية وتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي لجميع الجهات التنفيذية بضرورة التواجد بالشارع لحل أي مشكلات تنتج عن هطول الأمطار والسيول التي تنتج عن ذلك بكافة محافظات الجمهورية، ويأتي ذلك نابعا من إيمان الدولة بضرورة توفير حياة كريمة للمواطن المصري.

 

 

 

وتم إطلاق مبادرة "الناس لبعضهم"، بالمشاركة مع محافظة أسوان ومنظمات العمل الأهلي  وتم توزيع المناطق المنكوبة على هذه الجمعيات لإعادة إعمارها وتأهيلها مرة أخرى بعد الدمار الذي خلفته السيول التي لم تستمر أكثر من 25 دقيقة ولكن خلفت وراءها دمارا وخرابا كبيرين حيث إن البيوت هناك تتميز بالبساطة ومصنوعة من الطوب النيء أو القباب مما أدى إلى خسارة كبيرة جدا، ولقد تقدمت الجمعية بطلب إلى المحافظ بتولي رعاية المناطق التي تتولى الجمعية تقديم الرعاية لها من قبل أزمة السيول وتمت الموافقة عليه.

 

وتضيف د. هناء أن الميزانية التي كانت مرصودة في بداية الأزمة مليون جنيه كمرحلة أولى، وتم تجاوز هذا الرقم بكثير مع استمرار المساعدات العينية والنقدية للمواطنين هناك حيث تم صرف نحو 650 ألف جنيه في مساعدات عينية مثل تقديم كسوة شتاء وبطاطين وكراتين مواد غذائية للمواطنين المتضررين، والباقي تم تخصيصه للترميم الكلي والجزئي للمنازل المتضررة وبناء الأسقف وهدم وبناء المنازل التي تضررت بالكامل.

 

 

 

ومن بين المناطق التي تم تقديم الخدمات المتكاملة بها قرية الجعافرة وجزيرة جبل تقوق وعزبة العسكر والكرور وبركة الدماس وجزيرة عواض التي شهدت مجهودات جبارة لأنها تعتبر جزيرة وسط النيل ويعمل أهلها بالسياحة مثل بركة الدماس وغرب سهيل، ولقد تدمر المرسى الخاص والوحيد بالجزيرة فتم إعادة بنائه مرة أخرى وتم رفع كفاءته، وأيضا تم إعادة ترميم وبناء نحو 13 منزلا هناك وسيتم افتتاحها بحضور محافظ أسوان، وأيضا ستكون هناك احتفالية خاصة بزواج الفتيات اليتيمات والفقيرات الأسبوع المقبل حيث سيتم تجهيز 75 عروسا من بنات أسوان بكل ما تحتاجه لبداية حياة جديدة وسعيدة.

 

وتشير د. هناء إلى أن المرحلة الثانية من مبادرة "الناس لبعضهم"، ستشمل إعادة دهان ورفع كفاءة عمارات السلام "عمارات الإيواء"، وبالفعل تم تجهيز 10 شقق سكنية بالأثاث الكامل في بداية أزمة السيول لاستيعاب عدد من متضرري السيول، وستشمل أيضا إعادة تأهيل مناطق تنجار ونجع المحطة وجزيرة سهيل، ونستهدف في المرحلة الثانية استكمال نحو 100 منزل مابين ترميم كلي وجزئي وإعادة بناء، كما أننا نراعي عند الترميم وإعادة بناء المنازل ضرورة الحفاظ على ملامح البيئة النوبية الجميلة من حيث الألوان والدهانات والقباب وشكل المنازل.

 

 

 

بالإضافة إلى المشروع الجديد الذي تعمل على إنشائه وهو دمج كبار السن المشردين بلا مأوى المنتشرين بكثرة في الشوارع المصرية مع وحدة رعاية الأطفال والأحداث، حيث إن هذه الفئة تعاني كثيرا من فقدان الرابط الأسري والدفء العائلي، وهناك الكثير يعيشون بلا هوية ولا يعلمون أسماءهم ويعانون من أمراض الشيخوخة المتأخرة، والتي يجب تقديم الرعاية الكاملة لهم، لأنهم لاحول لهم ولا قوة.

 

كما أن هناك مشروعا مهما آخر تتشرف الجمعية المصرية للتنمية المتكاملة المشاركة فيه، وهو أن الجمعية أصبحت عضوا مشاركا مع جمعية حماية المستهلك في إطلاق مبادرة تستهدف جعل مدينة أسوان مدينة صديقة للمستهلك حيث تنتشر هناك البازارات والمحال التجارية التي تبيع الهدايا التذكارية والمنتجات اليدوية والأعشاب للسائحين، ومن ثم نشر ثقافة احترام السائح، من خلال استرجاع أي منتج تم شراؤه بنفس القيمة والعملة التي تم الشراء بها، وأيضا إصدار فاتورة مبينة ومفصلة للمنتج وبقيمة الشراء، والتشديد على أهمية نقل صورة إيجابية وحضارية عن مصر والمصريين، لأن ذلك يساهم في نمو حركة السياحة لمصر وبالتالي يعود بالنفع على الاقتصاد المصري.

 

 

 

وستشمل المبادرة، أيضا، إنشاء قائمة بيضاء بأسماء المتاجر والتجار التي تتعاون في هذا الشأن، وسيتم تحديدهم من خلال عدة اختبارات للتأكد من تطبيقهم لأهداف المبادرة والمحافظة عليها، وكذلك سيتم إطلاق خدمة "call center" بعدة لغات للاستفسار والشكاوى.

 

وأما عن التكريم الأخير من محافظ أسوان فتقول د. هناء أن هذا التكريم يعد بمثابة وسام شرف لجميع العاملين بالجمعية، لأن ذلك يمثل تقدير لحجم المجهودات المبذولة في إعادة رسم البسمة على وجوه المواطنين البسطاء بأسوان، وهنا أصخ بالذكر القيادات الشابة المتعاونة من مستشارين المحافظ الذين هم في الأساس من أبناء أسوان الجميلة ويعلمون حجم المعاناة والمشاكل التي يعاني منها الأهالي هناك، وعلى رأسهم د.م. غادة يحيى أبو زيد نائب محافظ أسوان التي لا تتوان في خدمة المواطنين هناك على مدار الساعة وتعمل على تذليل العقبات وحل المشاكل التي تواجه المواطنين، مما يعطينا طاقة كبيرة ودفعة أمل لاستكمال المشوار الكبير الذي بدأناه في العمل التنموي والخدمي للمجتمع وأفراده.

 

ويرجع الفضل في ذلك إلى توجيهات وتعليمات الرئيس عبد الفتاح السيسي بالتأكيد على ضرورة الاهتمام بالمواطنين ومد يد العون لهم والعمل على إطلاق العديد من المبادرات المجتمعية لتحقيق حياة كريمة ومستوى معيشة يتناسب مع مستلزمات الحياة الحالية من مأكل ومشرب وخدمات طبية وتعليمية جيدة.

 

جدير بالذكر، أن الجمعية المصرية للتنمية المتكاملة تعتبر من إحدى الجمعيات الرائدة في مجال العمل التنموي والمجتمعي في مصر، وتتعاون مع كافة مؤسسات الدولة والقطاع الخاص والأفراد لتحقيق التنمية والعدالة الاجتماعية بين أفراد وطننا الغالي مصر، كما أن الجمعية تستمد شعارها من الحديث النبوي الشريف "خير الناس أنفعهم للناس"، وذلك إشارة إلى أن أفضل الناس في الدنيا والآخرة هو من يمد يد العون والمساعدة للآخرين.

 

أما عن الخدمات التي تقدمها الجمعية من خلال سبعة أفرع رئيسية على مستوى الجمهورية فهي خدمات متنوعة ومختلفة لتشمل جميع الفئات تحت مظلتها ومنها على سبيل الذكر لا الحصر: تقديم معاشات شهرية، مساعدات طبية، زواج يتيمات، كفالة طالب علم، إطعام يومي، تسديد ديون الغارمات، قوافل إغاثة للحالات الطارئة، ترميم المنازل، محطات معالجة مياه، تركيب وصلات مياه، دار لرعاية الأحداث، دار لرعاية مسنين بلا مأوى، دار أيتام للمعاقين.  

 

 

تسجيلي

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز