هل ينقذ "قبو يوم القيامة" البشرية من نهاية العالم أم بحاجة لمن ينقذه؟

ربما لم يخطر ببالك يوما وأنت تطالع أخبار التغير المناخي أو الأزمات الإقليمية والدولية حول العالم، أن هناك من لم يتوقفوا عند حد المتابعة فقط، ولكن تفتقت أذهانهم عن أفكار وأطروحات وحلول لكيفية استمرار الحياة في المستقبل وسط هذا الكم الهائل من النزاعات والصراعات والمجاعات. 

"قبو يوم القيامة" أو "سفالبارد" أو مخزن البذور العالمي، تعددت الأسماء والهدف واحد، هو أحد تلك الحلول الطموحة، حيث رأى منفذوه أنه قادر على تأمين استمراية الحياة في المستقبل وسط هذا الكم من الأزمات، والتطور الهائل في صناعة الأسلحة البيولوجية والكيميائية وغيرها وزيادة وتيرة الحروب المتطورة التي يشهدها العالم الآن أو مستقبلا، فما قصته؟

قبو يوم القيامة

سفالبارد

"سفالبارد"  هو قبو تحت الأرض أشبه بالقلعة المحصنة، يقع على جزيرة سبتسبرجن النائية على بعد 1313 كيلومترا تقريبا عن القطب الشمالي في النرويج، وتبلغ مساحته ما يقرب من 11.000 قدم مربع، على عمق يصل إلى 120 مترا بداخل جبل من الحجر الرملي، على ارتفاع 130 مترا فوق سطح البحر.

أنشئ القبو بهدف الحفاظ على استمرارية الحياة على كوكب الأرض عن طريق حفظ عينات من بذور محاصيل الجنس البشري في مكان آمن تحت الأرض لإنقاذ البشرية في حالة وقوع كوارث بيئية أو أزمات عالمية وإقليمية حيث يعمل القبو كاحتياطي لمحاصيل العالم المتنوعة.

تبلغ سعة القبو التخزينية حوالي 4.5  مليون نوع من المحاصيل، مع اعتبار أن كل محصول يمثله 500 بذرة، وتحتفظ الدول التي ترسل بذورها للإيداع في "سفالبارد" بحقوق ملكية خاصة حيث لا يتم توزيع بذورها لأي طرف دون الحصول على إذن منها.

النرويج

مولت الحكومة النرويجية بناء "سفالبارد"  كليا بتكلفة تقرب من 45 مليون كرونة نرويج أو بما يعادل 9 ملايين دولار تقريبا، وأسسه "كاري فاولر" وهو عالم زراعة أمريكي بالتعاون مع المجموعة الاستشارية للبحوث الزراعية الدولية، وتم وضع حجر الأساس في يونيو عام 2006 وافتتح في عام 2008.

يدار قبو يوم القيامة بموجب اتفاقية ثلاثية بين الحكومة النرويجية والصندوق العالمي لتنوع المحاصيل ومركز الشمال للموارد الوراثية ، وهو ليس المكان الوحيد من نوعه بل يوجد أكثر من 1700 مكان مماثل له منتشر حول العالم ، إلا أنه يعد من أكثر الأبنية أمنا ، حيث يخضع للحراسة المشددة ولا يسمح بدخوله إلا للعلماء ومن يحملون تصريحات الدخول، كما تم تصميمه بطريقة آمنة مقاومة للهزات الأرضية والحروب النووية أو اصطدام أحد المذنبات بالأرض وكذلك مقاومة التغيرات المناخية العاتية.

تصميم سفالبارد

إلا أنه بالرغم من تصميمه الآمن، فإن تعرض مناخ جزر أرخبيل "سفالبارد" في السنوات الماضية لارتفاع كبير في درجات الحرارة تسبب في ذوبان الجليد بالمنطقة التي بني عليها مخزن بذور العالم، وغمرت المياه النفق المؤدي إلى القبو، مما عرض هذا الكم الهائل من بذور المحاصيل لخطر داهم، وسرعان ما تم تدارك الأزمة وتجديد النفق بتكلفة تجاوزت 13 مليون دولار لجعله عازلا للماء، فهل ينقذ قبو يوم القيامة الأرض أم سيحتاج من ينقذه من تلك التغيرات المناخية القاسية؟