عاجل
الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

سخر من إسراء سيدنا محمد وأساء لزوجاته وسيدنا عيسى

الإدارية العليا تقضي بفصل فنان بالثقافة

الإدارية العليا
الإدارية العليا

قضت المحكمة الإدارية العليا بمجلس الدولة، في الطعن رقم 104500 لسنة 65 قضائية عليا بفصل الطاعن "ش.م.م" فنان بالبيت الفني للفنون الشعبية والاستعراضية التابع لوزارة الثقافة من الخدمة، سخر من إسراء النبي وازدرى الدين الإسلامي، وأساء لزوجات النبي في مسرحية من تأليفه، وأساء لنبي الله عيسى وأمه البتول، ونشرها على صفحته بمواقع التواصل الاجتماعي فيس بوك.



وأكدت المحكمة أن الفصل من المهنة جزاءً وفاقًا وعدلًا وقسطاسًا ليذوق وبال أمره، ويكون عبرة لمن تسول له نفسُه ارتكاب ازدراء الأديان أيا كان موقعه، وأن من يزدرى الدين ليس له الاحتماء بحرية الاعتقاد أو حرية التعبير تحت ستار مضلل من الدين لإثارة الفتنة.

صدر الحكم برئاسة المستشار عادل بريك، نائب رئيس مجلس الدولة، وعضوية المستشارين صلاح هلال والدكتور محمد عبد الوهاب خفاجي، ومحسن منصور وأحمد ماهر نواب رئيس مجلس الدولة .

وكان الطاعن “ش.م.م” بصفته فنانا أول بالبيت الفني للفنون الشعبية والاستعراضية التابع لوزارة الثقافة في غضون عام 2017 نشر على صفحته بمواقع التواصل الاجتماعي فيس بوك مسرحية من تأليفه تحت اسم "ألم المعلم يعلم" تضمنت ألفاظا وعبارات تنتطوي على ازدراء الإسلام وسخر من إسراء النبي والحث على الفتنة الطائفية والإساءة لزوجات النبي محمد عليه الصلاة والسلام بل وأساء لنبي الله عيسى وأمه البتول.

وقال الفنان للمحكمة في دفاعه عن نفسه أن الدستور كفل حق التعبير وحرية إبداء الرأي وحرية الإبداع، وأن ما ذكره عن زوجات النبي محمد عليه الصلاة والسلام مذكور تاريخيًا وهو ليس ببدعة من المؤلف والقصد منها تسليط الضوء على الأفكار المتشددة كعمل فني اقتضى بعض العبارات كحرية تعبير على اثنين من أنبياء الله واَل بيتهما محمد وعيسى.

وذكرت المحكمة في حيثياتها، أن المشرع أضفى حماية واجبة للأديان السماوية فجعل ازدراء الأديان جريمة يعاقب عليها قانون العقوبات فجَرم كل من استغل الدين في الترويج أو التحبيذ بالقول أو بالكتابة أو بأي وسيلة أخرى لأفكار متطرفة بقصد إثارة الفتنة أو تحقير أو ازدراء أحد الأديان السماوية أو الطوائف المنتمية إليها أو الإضرار بالوحدة الوطنية أو السلام الاجتماعي.

وعلى هذا النحو فإن ازدراء الأديان يكون عند العدوان على قدسية الاعتقاد الديني والإساءة للأديان السماوية أو النيل من سيرة الأنبياء والصحابة واَل البيت، وأنه ولئن كانت حرية الاعتقاد مكفولة بموجب الدستور إلا أن هذا لا يبيح لمن يجادل عقائد الأديان أن يمتهن حرمته أو يحط من قدره أو يزدريه.

وأضافت المحكمة أنه إذا ما تبين أن أي شخص إنما كان يبتغي من تعرضه للعقائد والأديان المساس بحرمة الدين والسخرية منه فليس له أن يحتمي من ذلك بحرية الاعتقاد فحينئذ يكون مرتكبا لجريمة استغلال الدين في الترويج لأفكار متطرفة قوامها المادي الترويج أو التحبيذ بأي وسيلة لأفكار متطرفة تحت ستار مموه أو مضلل من الدين، تحقيقا لواقعة غير مشروعة، هي إثارة الفتنة أو تحقير أو ازدراء أحد الأديان السماوية ، ولا يمكن الاحتماء بحرية الرأي والتعبير ذلك أن حرية الرأي ليست طليقة ولها حدود بعدم المساس بالنظام العام أو الآداب العامة أو المصالح العليا للوطن، ولا ريب أن على القمة من تلك الحدود احترام الأديان والطوائف المنتمية إليها فلا يتعداها.

وأشارت المحكمة أن الثابت بالأوراق أن زملاء الفنان المذكور تقدموا بشكواهم إلى رئيس الإدارة المركزية للبيت الفني للفنون الشعبية والاستعراضية ضد الطاعن بسبب التجاوزات المسيئة الصادرة منه التي وصلت إلى ازدراء الأديان والهجوم على شخص النبي الكريم محمد- صلى الله عليه وسلم- حيث نشر على صفحته بمواقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك مسرحية من تأليفه بعنوان "ألم المعلم يعلم" وعلى الصفحة الخاصة بنقابة المهن التمثيلية تتضمن تجاوزات دينية في حق الرسول الكريم، كما تقدم (26) فنانًا من أعضاء نقابة المهن التمثيلية بشكوى مماثلة عن ذات الموضوع إلى نقيب المهن التمثيلية ضد الطاعن باعتباره عضوا بالنقابة لما ارتكبه من ازدراء الأديان يستهزئ فيها بآل بيت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- والدين المسيحي من خلال مشهد نشره على الصفحة الرسمية للنقابة، ما يحدث فتنة بين الممثلين المسلمين والمسيحيين وغيرهم من فئات الشعب.

وأوضحت المحكمة أن ما نسب إلى الطاعن بصفته فنانًا أول بالبيت الفني للفنون الشعبية والاستعراضية التابع لوزارة الثقافة أنه في غضون عام 2017 نشر على صفحته بمواقع التواصل الاجتماعي مسرحية من تأليفه تحت اسم "ألم المعلم يعلم" تضمنت ألفاظا وعبارات تنتطوي على ازدراء الإسلام والحث على الفتنة الطائفية والإساءة زوجات النبي عليه الصلاة والسلام، فهي ثابتة في حقه ثبوتا يقينيا من اعترافه في التحقيقات، وبالاطلاع على نصوص تلك المسرحية فإن الطاعن سلك مسلكا خطرا تمثل في أنه أجرى مقابلة ومواجهة بين الديانة الإسلامية والديانة المسيحية وصولا منه أيهما الأصح في الجدال النفسي من خلال بطل المسرحية كانت بدايته تعرضه للآية الكريمة "وَمَن كَانَ فِي هَٰذِهِ أَعْمَىٰ فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمَىٰ وَأَضَلُّ سَبِيلًا" الاَية 72 من سورة الإسراء ليقابل بها رجلا مسيحيا بالكتاب المقدس ومن خلال الأدوار تقول المسرحية تهكما على المسلمات المحجبات (تنتبه إخصائية المكتبة المتشددة المحجبة) ثم (ولما أنت مسلم زي ما بتقول إيه اللي يخليك تقرأ كتاب المشركين) (اعرف إللي عندهم لتأمن شرهم) (اخرج بره يا كافر يا بتاع مسرحيات الكفرة).

ثم تناول الطاعن في المسرحية ما يتضمن إساءة وازدراء لسيدنا عيسى عليه السلام وعلى السيدة مريم البتول ابنة عمران رضي الله عنها، من أفضل وأطهر النساء لما خصها به الله تعالى من الاصطفاء والتكريم، وذلك من خلال مشهد شخص يقول (أمك على أم المسيح بتاعكم) ثم يبلغ به الشطط ويتجرأ على الإساءة إلى رسول الإنسانية وخاتم المرسلين محمد- صلى الله عليه وسلم- من خلال التهكم والإساءة إلى أم المؤمنين زينب بنت جحش، إحدى زوجات النبي محمد- صلى الله عليه وسلم- وابنة عمته أميمة، وهي أخت الصحابي عبد الله بن جحش، وكانت زوجة زيد بن حارثة فطلقها، فأنزل الله تعالى يخاطب رسول الله صلى الله عليه وسلم "فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا" سورة الأحزاب الاَية 37، فتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم، من خلال مشهد يقول الشخص فيه (من هي زينب بنت جحش) وآخر يرد عليه (زوجة ابنه) ثم يقول (بالتبني يعني صاحبه) فيرد آخر (صح مرات صاحبه.. اتجوز مرات صاحبه) ثم يمضي ويقول الشخص في المشهد متناولا بالإساءة والتجريح من بين أمَّهات المؤمنين، وأجلِّهنَّ مكانةً وأكثرهنَّ قدرًا أمّ المؤمنين عائشة بنت أبي بكر الصّدِّيق رضي الله عنهما، بقول شخص (ومين تاني– عيشة) فيرد آخر (اسمها ستنا عيشة يا كافر) (تعرف كان عندها كم سنة لما الرسول اتجوزها 12) رد الشخص (كان عندها 9 سنين يا كافر يا متخلف) (أنت لازم تتوب) ثم يقول شخص ملتحٍ لآخر مسيحي (قول أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله) فيرد المسيحي (أنا مسيحي والمسيح أبويا وإلهي وربي) ثم اختتم المسرحية بشخص يردد الآية 72 من سورة الإسراء "وَمَن كَانَ فِي هَٰذِهِ أَعْمَىٰ فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمَىٰ وَأَضَلُّ سَبِيلًا" أعقبها فرح شديد وقوله (كنت أعمى والآن أبصر) . وذكرت المحكمة أن ما ارتكبه الطاعن على النحو المتقدم يمثل ازدراء بالدين الإسلامي والمسيحي على السواء بأفكار متطرفة بقصد إثارة الفتنة والتحقير والإساءة لسيدنا عيسى عليه السلام والسيدة مريم البتول، ثم بلغ به الشطط والانحراف بالتجرؤ والإساءة إلى رسول الإنسانية وخاتم المرسلين محمد- صلى الله عليه وسلم- من خلال التهكم والإساءة إلى أم المؤمنين زينب بنت جحش، إحدى زوجات النبي محمد- صلى الله عليه وسلم- وابنة عمته أميمة، ثم تناول بالازدراء والإساءة والتجريح أمّ المؤمنين عائشة بنت أبي بكر الصّدِّيق رضي الله عنهما، وهو ما يضر بالوحدة الوطنية والسلام الاجتماعي، وهو ما أكده تقرير الفحص العلمي المعد من مجمع البحوث الإسلامية الإدارة العامة للبحوث والتأليف والترجمة التابعة للأزهر الشريف بأن المسرحية تشتمل على مخالفات شرعية وحث على الفتنة الطائفية وتتضمن ازدراءً للإسلام مما يتعين بتره من وظيفته بالفصل من الخدمة، وبهذه المثابة فإن ما اقترفه الطاعن من إثم وثبت في حقه من جرم وهو يتبوأ مركزًا فنيًا يحمل فيه رسالة الفن وتقديم الصورة الصالحة للتقدم بهذا المُجتمع يُعد جريمة أخلاقية بالغة الخطورة وعظيمة الأثر، وتُمثل انحرافًا أخلاقيًا يمس السلوك القويم وحُسن السُمعة مما يفقده ليس فقط الاحترام الواجب بين زملائه الفنانين وجمهوره ولكن يفقده أيضًا الصلاحية لأداء واجبات وظيفته فنيا وأخلاقيًا، وهذا الفعل ليس له جزاء إلا الفصل من الخدمة، فكان جزاء الفصل جزاءً وفاقًا وعدلًا وقسطاسًا ليذوق وبال أمره، وليكون عبرة لمن تسول له نفسُه ارتكاب ما نُسب إليه من مُخالفات.

واختتمت المحكمة أنها لا تعتد بما ذكره الطاعن بأن ما كتبه ونشره من قبيل حرية الفكر والرأي والإعلام وأن حرية الفن هي أساس الإبداع، ذلك مردود بأن الفن رسالة ترتقي بالمجتمع وتنهض به وترتقي بوجدان الناس يتناول قضاياهم ومشكلاتهم فيؤثر في وجدانهم بالإيجاب، وعلى عاتق كل فنان مبدع مسؤولية كبيرة تجاه وطنه من خلال نوعية ما يقدمه من إبداعات فيكون فنه أداة تأخذ بيد المتلقي إلى آفاق سامية بعيدا عن الابتذال والإسفاف وازدراء المعتقدات والأديان والسخرية من الرموز الدينية والمقدسات، ويجب على الفنانين الموهوبين المبدعين ألا يتخلوا عن مواقعهم تاركين الساحة الفنية لمن حولوا الفن إلى وسيلة لتخريب العقول والطعن في المعتقدات ومخاطبة الشهوات والغرائز لتدمير قيم وأخلاقيات المجتمع.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز