من أقدم المعالم الأثرية في مصر
"الوحوش" يكشف أسرار العصر الحجري بأكثر من 5000 لوحة
هدى زكي
في هذا القيظ الحارق وسط الصحراء الشاسعة تتلألأ الرمال الذهبية تحت قرص الشمس يمنة ويسارا، لتكشف عن كنز دفين خبأت الجدران أسراره منذ آلاف السنين، لتبوح به في وقت معلوم وتبهر به العقول والعيون.
"الوحوش" كهف صخري يعود تاريخه إلى 7000 عام، احتضنته صحراء مصر الغربية في وادي "صورة" بمنطقة هضبة الجلف الكبير بالقرب من الحدود المصرية الليبية، اكتشف بواسطة 3 مستكشفين هم أحمد المستكاوي والإيطالي ماسيمو فودجني وابنه ياكوبو ، لذلك أطلق على الكهف اسم كهف مستكاوي، وكهف فودجيني نسبة لمكتشفيه، أو كهف صورة نسبة لموقعه.
يضم الكهف لوحات جدارية تعود للعصر الحجري الحديث يزيد عددها عن 5000 لوحة من الفن الصخري، ويبلغ عرضه 17 مترا ، بينما ارتفاعه 7 أمتار ، ويعد من أقدم الأماكن الأثرية في مصر وأهمها لما يحتويه من رسومات جدارية للبشر والحيوانات المختلفة والأسطورية، بأصباغ ملونة من الأبيض و الأحمر والأصفر والأسود.
تجيب رسومات كهف الوحوش عن سؤال، كيف عاش إنسان ما قبل التاريخ؟، فتكشف عن المهن التي قام بها بداية من الصيد وجمع الثمار ثم الرعي وصناعة الفخار، كما تؤرخ لمناخ تلك المنطقة من مرحلة الأمطار الموسمية إلى الجفاف والندرة، بما تحتويه كل مرحلة من طيور وحيوانات مختلفة، بالإضافة لتصوير مجموعة من الوحوش، والماشية، والرجال ذات الأشكال والأحجام المختلفة، كما تتضمن الجدران بعض الرسوم للكفوف المحفورة في الحجر والملونة بالأصباغ الحمراء والتي أعتقد أنها تعود لأطفال صغار، إلى أن أثبتت إحدى الدراسات الحديثة أن تلك الرسوم يرجع تاريخها إلى 8000 عام، وأنها لأقدام تماسيح صغيرة أو سحالى صحراوية.