عاجل
الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

حكاية الفتاة الجميلة سيا.. سيندريلا التراث الإفريقي

د. إسماعيل حامد
د. إسماعيل حامد

  يعج التاريخ الإفريقي القديم بالعديد من الحكايات والمرويات التي ترتبط بالنساء، ولعل من أشهر حكاية تلك الفتاة التي يمكن أن نصفها بأنها سندريلا التراث الإفريقي القديم.



 

وقد وردت حكاية هذه الفتاة الغامضة ضمن إحدى الروايات المحلية للأسطورة الغانية القديمة الخاصة ب(الثعبان بيدا) الذي كان يحمي أراضي مملكة غانة القديمة في مقابل قربان كان يقدمه الناس له في وقت محدد.

 

وتذكر الحكيات الشعبية القديمة أن الأمور سارت على هذا النحو، حيث التزم كل طرف بما يجب عليه، فالتزم أهل وجدو (غانة) بتقديم القُربان إلى "الثعبان المقدس"، وكان هذا القربان فتاة جميلة تقدم للثعبان الحامي، في وقت محدد من السنة، ويتم ذلك في احتفال شعبي مهيب وكبير. 

 

ولقد دام ذلك عدة أجيال غير مُحددة الزمن، وظل خلالها أهل المملكة يعيشون في استقرارٍ، ورخاءٍ، وأمانٍ، حتى وقع أمرٌ ما بدل الأحوال، وذلك أن أهل البلاد استقر أمرهم في إحدى السنوات على تقديم القربان للثعبان (بيدا). 

 

وذات سنة كان القربان عبارة عن فتاةً جميلة كانت تُدعى باسم "سيا" Sia، وقيل: كان اسمها "آسيان"، وقيل أيضًا: كانت الفتاة تدعى "سيان" Asyan، وهي أسماء محلية قريبة من بعضها البعض من ناحية التشابه اللفظي.

 

وكانت سيا مخطوبة لشاب من بلدتها اسمه- بحسب بعض الروايات- ممادو، أو أمادو، أي محمد، أو أحمد، الذي أصابه الهم والغم، لما علم أن حبيبته سوف تكون قربانًا لهذا الثعبان.

 

ثم تحكي الأسطورة الغانية أن الفتاة "سيا"، رغم ما كان، قد حل بها الألم لما آل إليه مصيرها الحزين، حاولت أن تُثني حبيبها عن قتل "الثعبان" بيدا حتى لا تحل اللعنة على بلادهم، وأنها سوف تُضحي بنفسها حتى يبقى أهل البلاد في رفاهية، وحتى لو أدى ذلك إلى أن تفقد حياتها. 

 

وعن ذلك الأمر، يقول المستشرق الفرنسي شارل مُونتي: "وعبثًا حاولت سيان إثناءه عن مشروعه هذا (أي قتل الثعبان) بأن تُثبت أن تضحيتها ضرورةً للرفاه العام، وأنها ستُنجز عملًا سيغمر الجميع بالفخر، ولا يوجد ثمة اختلافات واضحة بينها. 

 

متخصص في التاريخ والتراث الإفريقي

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز