حكاية السلطان منسا علي حاكم دولة مالي القديمة

خلف الملك "سندياتا كيتا" (ماري جاطة) على عرش مملكة مالي القديمة ملك يدعى "منسا ولي" الذي حكم في الفترة (653-669ه/ 1255-1270م)، وقيل: اسمه (منسا أولي) في روايات الأخرى. وفي الغالب تصحيف لاسم: "علي". 

كما ورد في بعض المصادر الأخرى، وهو ما يشير إلى توغل الإسلام في هذه البلاد آنذاك. وعلى أي حال استمرت حركة التوسع في عهد السلطان الجديد، حيث إنه استولى على منطقة وانجارة، وهي التي تشتهر بوجود "مناجم الذهب". كما استولى السلطان "منسا ولي" على مدينتي بامبوك وبندو. 

وصار التوسع سياسة اتبعها ملوك مالي بعد ذلك، حتى زمان السلطان الأشهر في هذه المملكة، وهو منسا موسى (712-738ه/ 1312-1337م). واشتهرت "مملكة مالي" من جانب آخر إبان حقبة "العصور الوسطى" Middle Ages باسم ذائع ارتبط بها بقوة، وهو اسم "بلاد التكرور"، لا سيما بين العامة من أهل مصر أيام سلاطين المماليك (648-923ه/ 1250-1517م). 

وعن ذلك يقول العُمري (المتوفى سنة: 749ه/ 1348م) (في كتابه المعروف: مسالك الأبصار): "ويغلب على سلطان مالي عند أهل مصر سلطان التكرور، ولو سمع هذا أنف، لأن التكرور إقليم من أقاليم مملكته، والأحبُ اليه أن يقال له صاحب مالى، لأنه يعد الأقليم الأكبر، والتكرور مدينة من مدنها". بينما يذكر "القلقشندي" (ت: 821ه/ 1418م) في كتابه "صُبح الأعشى": "مالي، المعروفة عند العامة ببلاد التكرور".

متخصص في التاريخ والتراث الإفريقي