عاجل
الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

هكذا احتفت المتاحف المصرية بيوم المرأة العالمي

تلقي متاحف الآثار المصرية الضوء على عدد من السيدات المصريات، لإبراز دورهن في رفعة ورقي المجتمع عبر العصور التاريخية في مختلف المجالات، وذلك بمناسبة الاحتفال بيوم المرأة العالمي، والذي يوافق 8 مارس من كل عام.



وقال رئيس قطاع المتاحف بالمجلس الأعلى للآثار مؤمن عثمان - في تصريح، اليوم الثلاثاء - "إن شخصيات تلك السيدات تتنوع بين ملكات حكمت قديما، وأسماء معبودات عرفها المصري القديم، وأميرات الأسرة العلوية، ونساء أثرت في التاريخ المصري الحديث، حيث يقوم كل متحف بسرد معلومات عن السيرة الذاتية لإحدى هؤلاء السيدات، وذلك على صفحات التواصل الاجتماعي الخاصة به، كما يقوم أمناء المتاحف بتقديم شرح تفصيلي لدور تلك السيدات داخل قاعات العرض لجميع زائري المتاحف".

ويسلط متحف (قصر المنيل) الضوء على الأميرة شويكار، والتي لقبت بـ"المرأة العالمة"، وهي الزوجة الأولى للملك فؤاد، ووالدتها الأميرة نجوان وجدان حفيدة محمد شريف باشا أبو الدستور المصري، وقد ولدت في عام 1868، ولها العديد من الأعمال الخيرية، وأنشأت جريدة نسائية عام 1945 باسم "المرأة الجديدة"، وترأست جمعية مبرة محمد على مدى حياتها، وكانت رئيس شرف لمؤسسة مدينة فاروق الأول الجامعية، كما كانت تستقبل العديد من الشخصيات المهمة في قصرها يوم الأحد من كل أسبوع، فيما عرف باسم "صالون الأحد".

وحصلت الأميرة شويكار على الوشاح الأكبر من نيشان (الشفقات) من السلطان مراد الخامس، وكانت حتي وقت وفاتها عام 1947 واحدة من بين ست سيدات تحملن "نيشان الليجيون دونير" من درجة كومندور. وتوفيت في 17 فبراير عام 1947 في القاهرة، وقد كانت على علاقة طيبة بالملك فاروق، وقد أحضر لها الرخام المستخدم في قبرها من إيطاليا خصيصًا لهذا الغرض، وصمم مدفنها على هيئة سرير، وهو قمة في الجمال من ناحية التصميم والشكل.

أما (المتحف القبطي)، فيلقي الضوء على السيدة "إيريس حبيب المصري"، وهي باحثة وكاتبة في تاريخ الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، قدمت العديد من المحاضرات في التاريخ القبطي في الكلية الإكليركية في كل من القاهرة والإسكندرية ومعهد الدراسات القبطية، كما قامت بتوثيق ما يقرب من 2000 عام من تاريخ الكنيسة. وولدت إيريس حبيب المصري عام 1910، وكان والدها حبيب المصري وكيل المجلس المالي العام للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، كما شغل مناصب عدة بالمجتمع، واتقنت اللغتين الإنجليزية والقبطية منذ صباها، وحصلت على ليسانس في الآداب من كلية البنات الأمريكية، ثم أوفدتها وزارة المعارف في بعثة إلى لندن لدراسة علم النفس وعلم تربية الأطفال، ثم عُينت في معهد التربية بالزمالك التابع لوزارة المعارف، وأثناء تلك الفترة قامت بكتابة "التربية العلمية وعلم النفس"، وبعد عدة سنوات استقالت لتكرس وقتها لدراسة تاريخ الكنيسة التي شغفت به، وفي عام 1953 ذهبت في بعثة أخرى لدراسة علوم القبطيات في جامعة "Dropsie". ومن أهم إنجازاتها مجموعة من المؤلفات، أشهرها التسعة مجلدات التي جمعت فيها تاريخ الكنيسة بعنوان "قصة الكنيسة القبطية"، وقد وهبت كل الإيراد للكنيسة، وتوفيت عام 1994.

ويلقي (متحف المركبات الملكية) الضوء على عدد من نساء الأسرة العلوية، اللاتي تتميزن بجمالهن وثقافتهن الفكرية إلى جانب الأنشطة والأعمال المتميزة والمؤثرة في المجتمع، وهن الأميرة فوزية (درة التاج الملكي)، وأمينة هانم إلهامي (أم المحسنين)، ونازلي فاضل (أميرة التنوير)، وإنجي هانم، ونعمت الله (صاحبة قصر التحرير)، والأميرة فائقة إسماعيل.

وفي (متحف مطار القاهرة الدولي صالة 2)، يتم إلقاء الضوء على السيدة مبروكة خفاجى، والدة الدكتور على باشا إبراهيم أول عميد مصري لكلية الطب بجامعة فؤاد الأول، ثم أصبح بعدها رئيساً للجامعة، وفي عام 1940 تم تعيينه وزيرًا للصحة.

والسيدة مبروكة خفاجى هي والدة الدكتور المعروف علي إبراهيم، وهي فلاحة مصرية بسيطة من إحدى قُرى محافظة كفر الشيخ، انتقلت إلى الإسكندرية مع والدتها بائعة الجبن في شوارع الإسكندرية لتدخل ابنها  المدرسة، وبعد أن حصل على الابتدائية ذهب والده ليأخذه، لكنها هربت به إلى القاهرة وأدخلته المدرسة الخديوية في درب الجماميز وعملت لدى أسرة السمالوطي لتستطيع أن تنفق على تعليمه.

وتفوق ابنها في دراسته واستطاع دخول مدرسة الطب عام 1897 وتخرج منها عام 1901، وبعد 15 عاما مرض السلطان حسين كامل وتحير الأطباء في مرضه، وتمكن ابنها الدكتور علي إبراهيم من علاجه وأجرى له جراحة خطيرة، فمنحه الملك فؤاد الأول عام 1922 رتبة الباشوية، وفي عام 1929 تم انتخابه أول عميد مصري لكلية الطب بجامعة فؤاد الأول.

ومن جهته، يلقي (متحف الشرطة) الضوء على السيدة نجوى الحجار أول شهيدة في الشرطة النسائية في تاريخ وزارة الداخلية، وهي من مواليد عام 1963 وتخرجت من كلية الشرطة عام 1987، وتولت العديد من المواقع الشرطية، وشغلت مناصب عدة، منها عميدة بالشرطة المصرية، ونائب مدير شرطة تصاريح العمل، ثم قائدا للشرطة النسائية لتأمين الأعياد بالكنيسة.

أما (متحف شرم الشيخ)، فيلقي الضوء على عدد من أهم الشخصيات النسائية التي أثرت في مجتمعاتهن باللغات الروسية والإيطالية والإنجليزية والعربية، ومن بين هؤلاء السيدات، هدى المراغي، والنتينا تيريشكوفا، وكريستيانه نوسلاين، وكيارا كافلياري، وفلورنس نايتنجل. وفي (متحف التحنيط بالأقصر)، يتم إلقاء المتحف الضوء على (الملكة حتشبسوت)، فهي ملكة حاكمة مصرية قديمة والخامسة ضمن تسلسل ملوك الأسرة الـ18، وقد حكمت بعد وفاة زوجها الملك تحتمس الثاني، واتسمت فترة حكمها بالسلام والرفاهية، وكذلك قوة الجيش ونشاط البناء، حيث أعادت فتح المحاجر والمناجم التي أهملت لفترة طويلة، وخاصة مناجم النحاس والملاكيت في شبه جزيرة سيناء.

ومن أشهر إنجازاتها تنشيط حركة التجارة الخارجية وإرسال البعثات التجارية، ومنها بعثة بلاد بونت (الصومال حاليا، وجنوب اليمن)؛ حيث أرسلت بعثة تجارية على متن سفن كبيرة تقوم بالملاحة في البحر الأحمر محملة بالهدايا والبضائع المصرية، مثل البردي والكتان، حيث استقبل ملك تلك البلاد البعثة استقبالا جيدا، ثم عادت محملة بكميات كبيرة من الحيوانات المفترسة والأخشاب والبخور والأبنوس والعاج والجلود والأحجار الكريمة، وتم تصوير أخبار تلك البعثة على جدران معبد الدير البحري على الضفة الغربية من النيل بالأقصر.

و(متحف تل بسطا) يلقي الضوء على (الملكة تتي شيري)، إحدى الملكات التي صنعن النصر؛ وهي أم الملك سقنن رع، وتولت الحكم كوصية على العرش حتى استطاع ابنها الملك أن يتولى الحكم حتى وفاته في حربه مع الهكسوس، الذين احتلوا قطاع شرق الدلتا. وفي (متحف سوهاج القومي)، يسلط الضوء على (المعبودة حتحور)، وهي تعد من أشهر وأقدم المعبودات المصرية القديمة، وكانت معبودة لدى المصريين القدماء للجمال والأمومة والسماء، والأرض، والحامية للمحاجر والمستقبلة للموتى، والموسيقى والغناء والعديد من الألقاب. وتعددت أشكالها وهيئاتها من مدينة إلى أخرى، بل أضفوا عليها صفة "معبودة الإقليم"، ونظراً لحب المصريين لها شيدوا لها المعابد والمقاصير في جميع الأنحاء مثل المعبد الجنائزي للملكة حتشبسوت، ومعبد في جزيرة فيلة بأسوان، ومقصورتها بمحاجر سمالوط، ودير المدينة بالأقصر.. كما أهتم بمعابدها البطالمة، فشيدوا لها مجموعة من المعابد، أهمها معبد دندرة الذي يعتبر المدينة الرسمية لعبادتها، وكان يرمز لها برأس البقرة والمحاربة وشجرة الجميز وسيدة تحمل فوق رأسها قرص الشمس والثعبان، كما تم تصويرها علي هيئة وجه أدمي لسيدة لها أذن بقرة.

ويسلط (متحف الإسماعيلية) الضوء على الدكتورة سعاد ماهر، وهي عالمة مصرية تخصصت في الآثار الإسلامية من مواليد 1917، وحصلت على الدكتوراه في الآثار الإسلامية من جامعة القاهرة سنة 1954، وعينت عميدة لكلية الآثار بجامعة القاهرة خلال الفترة من 1974 إلى 1977، ثم أعيرت لكلية الآداب بجامعة الملك عبد العزيز بجدة أستاذا للدراسات العليا حتى 1985، ثم عادت إلي جامعة القاهرة كأستاذ متفرغ بكلية الآثار حتى وافتها المنية عام 1996.

وحصلت على وسام الجمهورية من الطبقة الثانية عام 1977 ونيشان الاستحقاق من هيئة فرسان العصور الوسطى من جمهورية النمسا تقديرا لكتابة المادة العلمية لثلاثة أفلام عن اليهودية والمسيحية والإسلام، ووسام جمهورية مصر العربية من الدرجة الأولى في الفنون والآداب وجائزة الدولة من الدرجة الأولى من المملكة العربية السعودية تقديرا لمؤلفاتها عن مكة والمدينة ودرع دولة الإمارات العربية المتحدة.. كما ألفت أكثر من 80 كتابا عن الحضارة والآثار والفنون الإسلامية والقبطية.

أما (متحف طنطا)، فيلقي الضوء على الدكتورة سميرة موسى، من مواليد مارس 1917، وهي أول عالمة ذرة مصرية، وأول معيدة في كلية العلوم بجامعة فؤاد الأول (جامعة القاهرة حالياً)، وقد نالت المراتب الأولى في جميع مراحل تعليمها، ومما يشهد بنبوغها أنها قامت بإعادة صياغة كتاب الجبر الحكومي في السنة الأولى الثانوية، وطبعته على نفقة أبيها الخاصة، ووزّعته بالمجان على زميلاتها عام 1933. وحصلت على بكالوريوس العلوم، وكانت الأولى على دفعتها، فعُينت معيدة بالكلية ثم حصلت على شهادة الماجستير في موضوع التواصل الحراري للغازات، وسافرت في بعثة إلى بريطانيا درست خلالها الإشعاع النووي، وحصلت على الدكتوراه في الآشعة السينية وتأثيرها على المواد المختلفة، وقامت بتأسيس هيئة الطاقة الذرية، كما حرصت على إيفاد البعثات للتخصص في علوم الذرة.

وسافرت سميرة موسى إلى بريطانيا ثم إلى الولايات المتحدة للدراسة في جامعة "أوكوردج" بولاية تنيسي الأمريكية، كما لبت دعوة للسفر إلى الولايات المتحدة في عام 1952، حيث أُتيحت لها الفرصة لإجراء أبحاث في معامل جامعة "سانت لويس" بولاية ميسوري الأمريكية، وتلقّت عروضا للبقاء هناك لكنها رفضت، وقبل عودتها بأيام استجابت لدعوة لزيارة معامل نووية في ضواحي كاليفورنيا في 5 أغسطس، وفي طريق كاليفورنيا الوعر المرتفع لقت مصرعها إثر حادث تصادم سيارة.

و(متحف ملوي) يلقي الضوء على السيدة هدى شعراوي، وهي ابنة محمد سلطان باشا، ومن مواليد المنيا عام 1879، تلقت تعليمها في منزل أهلها؛ وتزوجت في سن الـ13 من ابن عمتها على الشعراوي، وأنجبت منه بثينة ومحمد.

وأسست جمعية لرعاية الأطفال عام 1907، وفي 1908 نجحت في إقناع الجامعة المصرية بتخصيص قاعة للمحاضرات النسوية، وكان لنشاط زوجها السياسي الملحوظ في ثورة 1919 أثرا كبيرا على نشاطاتها، فشاركت بقيادة مظاهرات السيدات عام 1919، وأسست "لجنة الوفد المركزية للسيدات" وقامت بالإشراف عليها.. وفي عام 1921 أثناء استقبال المصريين لسعد زغلول، وجهت هدى شعراوي الدعوة إلى رفع السن الأدنى للزواج للفتيات ليصبح 16 عاما، وكذلك للفتيان ليصبح 18 عاما، ودعت إلى تأييد تعليم المرأة وعملها المهني والسياسي.

وأعلنت هدى شعراوي عن إشهار أول اتحاد نسائي في مصر حمل اسم "الاتحاد النسائي المصري" وذلك عام 1923، وشغلت منصب رئاسته حتى عام 1947، كما كانت عضوا مؤسسا في "الاتحاد النسائي العربي"، وصارت رئيسته عام 1935، وفي نفس العام صارت نائبة رئيسة لجنة اتحاد المرأة العالمي.

ودعمت هدى شعراوي إصدار نشرة "المرأة العربية" الناطقة باسم الاتحاد النسائي العربي، وإصدار مجلة "المصرية" عام 1937، وكانت هي حلقة الوصل بين الحركات النسائية العربية ونظيرتها الغربية، إذ شاركت في 14 مؤتمراً نسائياً دولياً في أنحاء العالم العربي، وأسست 15 جمعية نسائية في مصر وحدها، كما أصدرت مجلتين نسائيتين، واحدة بالعربية والأخرى بالفرنسية، ونقلت أفكار تحرير المرأة من مصر إلى بقية الدول العربية. 

وتركت هدى شعراوي العديد من المؤلفات، منها "عصر الحريم" وهو كتاب يحكي مذكرات المرأة المصرية في الفترة ما بين 1880 - 1924، وتوفيت في يوم 13 ديسمبر 1947.

وأخيرا في (متحف الوادي الجديد)، فيتم إلقاء الضوء على السيدة درية عمر عبد الحافظ سلطان، وهي من مواليد الواحات الخارجة بالوادي الجديد عام 1944، وحصلت على الثانوية من مدرسة الخارجة الثانوية المشتركة سنة 1965، ثم التحقت بكلية العلوم بالمنيا ومن بعدها أسيوط، كما حصلت على بكالوريوس علوم ودبلوم تربية وتخرجت في عام 1970.

وكان أول عمل لها مدرس علوم بمدرسة الخارجة، وتدرجت في المناصب حتي أصبحت مدرس لعلوم الفيزياء والكيمياء، ثم تمت إعارتها للعمل بالمملكة العربية السعودية بين 1977 و1988 حتى وصلت لمنصب مديرة مجمع مدارس طريب بالمملكة، وعملت مديرة بمدرسة نجيب محفوظ سنة 1995 إلى أن أحيلت إلى المعاش سنة 2004.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز