بالأرقام.. كم تحتاج مصر من الأراضي لزراعتها قمحًا للاستغناء عن الاستيراد؟
أميرة عبدالفتاح
في خضم الأزمة الناشبة على خلفية الحرب الروسية الأوكرانية، مما يهدد بارتفاع أسعار القمح، نتيجة استحواذ الدولتين على 30% من إجمالي صادرات القمح عالميًا، يظهر مدى ما يرتكب في حق الوطن من اعتداء على الأراضي الزراعية وتقلص مساحتها يومًا بعد يوم ما جعل الدولة تتخذ إجراءات حاسمة ضد المعتدين، آخرها قرار الحكومة بإلغاء الدعم التمويني على المعتدين على الأراضي الزراعية.
مصر تزيد المساحة المنزرعة قمحًا .. والدولة قادرة على تعويض المستورد من روسيا وأوكرانيا
كانت بيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، قد أظهرت أن التعديات على الأراضي الزراعية منذ عام ٢٠١١ بلغت نحو ٢ مليون حالة تعدٍ بإجمالي ٩٠ ألف فدان من أفضل الأراضي الزراعية بمصر.
وبحسبة بسيطة، تفيد المعلومات المتوفرة أن متوسط إنتاج فدان القمح 18إردبًا، فكان من الممكن أن تنتج هذه المساحة 1 مليون و620 ألف طن قمح، إذا لم يتم الاعتداء عليها بالبناء وإقامة مشروعات غير تنموية، لتساهم في تقليص كمية الأقماح المستوردة من الخارج، البالغ إجماليها 13 مليون طن قمح، كأكبر مستورد في العالم، لذلك تسعى لتعويض الخسائر من الأراضي الزراعية بمشروع الدلتا الجديدة باستصلاح 2.2 مليون فدان ومشروع تنمية سيناء والوادي الجديد لتوفير احتياجات مصر من الغذاء".
استصلاح الأراضي الصحراوية تظل أقل خصوبة وإنتاجًا عن الأراضي الزراعية
ورغم المبالغ المالية الطائلة التي تنفق في استصلاح الأراضي الصحراوية، تظل أقل خصوبة وإنتاجًا عن الأراضي الزراعية في الدلتا وعلى جانبي النيل في الصعيد، فوفقا لتقرير الجهاز المركزي للإحصاء الصادر في يونيو الماضي، فإن محافظة الإسماعيلية بمنطقة وادي الملاك وصلت تكلفة الفدان 20054 جنيها، وفي المنيا بمنطقة اشبيليا 50000، وفي أسيوط بمنطقة القطوف بلغ استصلاح الفدان تكلفة 10417 جنيها.
وبحسب تقرير حكومي، يبلغ عدد حالات التعدي على الأراضي الزراعية بلغ في يونيو 2020 نحو 55626 فدانًا مقابل 44701 في عام 2019.
وأضاف التقرير أن نسبة الزيادة خلال عامي 2019/2020، تقدر بـ 21.2%، فيما بلغ عدد ما تم إزالته بنهاية يونيو 2020 حوالي 44104 أفدنة/ مقابل 35336 فدانًا تم إزالتها في 2019، بنسبة 24.8%.
وبحسب التقرير فإن تكلفة استصلاح الفدان تختلف من موقع لآخر وفقا، لطبيعة أراضي المنطقة، فعلى سبيل المثال، أشار إلى أن تكلفة استصلاح الفدان الواحد داخل حيز محافظة البحيرة تراوحت بين 4468 جنيها في مزرعة بشمال سيناء، و600 في مزرعة باسم 6 أكتوبر، ووادي النطرون 6440 جنيها للفدان، والكنانة بواقع 17810 جنيها للفدان الواحد.
وانخفاض مساحة الأراضي المستصلحة، إلى تراجع مساحة الأراضي الخاصة بالجمعيات التعاونية إلى 96.5 % عن العام السابق، حين بلغت مساحة الأراضي للشركات الخاصة 77.3 ألف بنسبة 95.4% ثم بلغت مساحة الأراضي بالجمعيات التعاونية 1.8 ألف فدان بنسبة 2.1%. فيما بلغت مساحة الأراضي المستصلحة من جانب الهيئة العامة للتعمير والتنمية الزراعية ألفي فدان بنسبة 2.5% من إجمالي المساحة المستصلحة خلال 2020-2019.
والمساحة المحصولية من الأراضي المستصلحة بشركات الاستزراع بلغت 38.3 ألف فدان، عام 201—2020، مقابل 30.7 ألف فدان عام 2018-2019 بزيادة تصل إلى 24.9%. اقرأ أيضا محافظة الجيزة تزيل 12 حالة تعد على الأراضي الزراعية وأملاك الدولة بمنشأة القناطر مشروعات زراعية فيما بلغت المساحة المقام عليها مشروعات الثروة الحيوانية.
وتشمل «إنتاج ألبان، وتسمين وتربية ماشية وأغنام» 181 فدانًا، مقابل 337 فدانًا خلال عام 2019 -2018، بنسبة انخفاض وصلت إلى 46.3%.
واستحوذت شركات القطاع الخاص على نصيب الأسد عن الجمعيات التعاونية في نسبة الأراضي المستصلحة خلال الفترة من 2015-2016 حتى 2020-2019، حيث سجلت في عام2020 – 77.3 ألف فدان، مقابل 1.8 ألف فدان للجمعيات.
وفي عام 2016-2015 سجلت مساحة الأراضي المستصلحة من قبل شركات القطاع الخاص 7.3 ألف فدان، مقابل 2.5 ألف فدان للجمعيات التعاونية.
كان الرئيس عبد الفتاح السيسي، قد وضع نصب عينيه ضرورة أن تأكل مصر مما تزرع ولا تظل أسيرة الاستيراد من الخارج، لذلك سعى إلى استصلاح الأراضي بالتزامن مكافحة التعديات على الأراضي الزراعية ومواجهتها بكل حسم، إذ تحتاج مصر لمضاعفة زراعة المساحة المنزرعة قمح من 3 ملايين و659 ألف فدان هذا العام بزيادة 260 ألف فدان.
وبحسب المعلومات المتوفرة، يبلغ متوسط إنتاج القمح في مصر 9 ملايين طن تحصل وزارة التموين منها على 3.5 مليون طن قمح، ونظرًا لأن مصر تستورد من روسيا وأوكرانيا 3 ملايين طن، يمكن للحكومة أن تزيد من الحصول على كمية القمح من الداخل، للسيطرة على أزمة الكمية المستوردة من الدولتين.