عاجل
السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
المرأة وإتيكيت اختيار ألوان أثاث البيت

المرأة وإتيكيت اختيار ألوان أثاث البيت

الكثير من الناس يسأل ما علاقة فن الدبلوماسية وعلم النفس الاجتماعي باختيار أثاث وبقية مستلزمات البيت والحياة اليومية.



أثبتت البحوث والدارسات الحديثة أن علم النفس الاجتماعي، وكذلك علم الاجتماع يعتبر الحجر الأساس للدبلوماسية بجميع فروعها، وأن اختيار أثاث منزل الدبلوماسي أو ممتلكات السفارة يعكس بالذات ثقافة وذوق وكاريزما الشخص المسؤول، وبذلك تتحمل ربة البيت على مستوى العائلة المسؤولية الأولى، كون المرأة ينبوع المشاعر والأحاسيس والذوق الراقي.

وفي وقتنا الحاضر تتابع يوميًا آخر الموضات والأزياء وتلمس من المرأة لمسات فعلًا جميلة وذات بعد نظر في تناسق الألوان، وطبعًا لا نلغي دور الرجل، لكن المرأة بطبيعتها مخزن الحب والحداثة ودائمًا تبحث عن الجديد. 

نتطرق في هذا المقال على إتيكيت اختيار الألوان لأثاث البيت، على ان نتطرق لاحقًا إلى الملابس.

إن استخدام اللون يعكس شخصية وكاريزما المرأة، ومدى تقبلها للتطور الحضاري الحديث، وبالتالي على المرأة الاهتمام بإتيكيت اختيار الألوان اعتمادًا على المدارس والمعاهد الحديثة الرصينة التي تهتم بهذا النوع من الفنون، بعيدًا عن تحقيق الأرباح المالية، وبالنسبة إلى الأثاث عليها التنسيق مع ألوان الجدران والستائر وأثاث المجلس والصور التي تعلق على الحائط، وبطبيعة الحال فإن مجلس الضيوف يختلف اختلافًا كليًا عن مجلس العائلة، وغرف النوم للأطفال والزوجين.

تركز مدارس علم النفس الاجتماعي بخصوص الألوان لغرف الأطفال وتنصح بتغييرها كل سنة تقريبا بألوان هادئة وجميلة ومعبرة مع بعض الصور، استنادًا لعمر الطفل، ولا تدهن أو تصبغ باللون الأحمر أو الأصفر أو الألوان الشعاعية التي تؤثر على نفسية الطفل، بسبب البعد الفيزيائي لهذه الألوان، وما نشاهده هذه الأيام بصبغ الجدران بألوان فسفورية مثل الأحمر أو الأزرق الداكن، وهي صراحة ما تروجه الشركات التجارية التي تكدست فيها هذه الألوان في مخازنها، ما دفع الشركات الرخيصة التي تهتم بالدهان إلى إشاعة هذه الأفكار وهي أفكار غير صحيحة، لذلك على الوالدين، خاصة المرأة، الاهتمام كثيرًا بنفسية الأطفال بين الأعمار سنة واحدة إلى خمس سنوات. 

الألوان وكما هو معلوم تختلف بين الذكور والأناث، ولذلك تنصح المدارس الدبلوماسية المتخصصة بإتيكيت الألوان بالاعتماد على المعاهد والماركات العالمية الرصينة، والتي دائمًا تنشر آخر المعلومات حول الألوان الهادئة، ومن مجموعة الفواتح (الوردي، السمائي، البيج، الأخضر) التي تضيف للطفل مشاعر الهدوء والاتزان في بداية حياته، على عكس مجموعة اللون الأصفر والأحمر والأسود. 

فن الدبلوماسية يدخل في هذه الأمور، لأنه من خلال زيارة الضيوف إلى منزل الدبلوماسي أو الشخص العادي، سوف يعكس طبيعة ثقافة وذوق أصحاب البيت، وتكون في الواجهة طبعًا المرأة سيدة المنزل، ولذلك يعتبر اختيار الألوان من أهم ميزات كاريزما الدبلوماسي الناجح، وللمرأة الدور الكبير بذلك.

مجلس الضيوف هو الواجهة الرئيسية للبيت، قبل اختيار الألوان علينا الأخذ بالحسبان مساحة المجلس وشكله (مربع، مستطيل) وعدد الشبابيك، وجهة شروق الشمس أو غروبها، وهو ما نراه عندما تقوم الملونات بتعديل الضوء فيزيائيًا، بحيث تراه العين البشرية (تسمى عملية الاستجابة) ويترجم في الدماغ، واللون هو أثر فيسيولوجي ينتج في شبكية العين، حيث يمكن للخلايا المخروطية القيام بتحليل ثلاثي اللون للمشاهد، سواء كان اللون ناتجًا عن المادة الصبغية الملونة أو عن الضوء الملون، ولذلك يفضل أن تكون ألوان الأثاث والستائر ولون الجدران متناسقة من حيث درجة اللون، مثال ذلك يتم اختيار اللون الأخضر الفاتح للأثاث، فلا يستحسن تركيب ستائر باللون الأحمر ولون الجدران بيج فاتح، وهذا أصلًا لا تقبله حتى العين البشرية، ومع هذا نجده في كثير من المنازل بسبب الشركات والمقاولين الذين يروجون للبضائع المتكدسة لديهم.

أما المطبخ فهو مملكة وقلب المرأة ويفضل أن يكون بألوان مجموعة البيج، أو مجموعة الأبيض أو الفضي لكي يعطي راحة للعين وهدوءًا للمرأة، حتى إن آخر الدارسات والبحوث في علم النفس الاجتماعي تشير إلى أن هذه الألوان تعطي دفعة قوية للإبداع في تجهيز الأكل.

ويتفاخر الدبلوماسيون من مختلف المدارس الدبلوماسية الأجنبية حول طبيعة بروتوكول وإتيكيت نظام اختيار الألوان لأثاث المنزل أو المكاتب، سواء على المستوى العائلي الشخصي أم على مستوى الرسمي، وكيف يتبارون في تنسيق الأثاث والديكورات التي تبدي أهمية اللون وهيبة المكان، ومدى تقبّله عند الطرف الثاني، حيث درست المدارس الدبلوماسية تأثير اللون ونوعه على نفسية الأشخاص وسلوكهم، وكان علم النفس والاجتماع يلعب دورًا مهمًا في وضع استراتيجيات هذا الإتيكيت، لأنه يعكس كاريزما المرأة أو حتى العائلة. 

وحسب آخر الدارسات الحديثة من المكاتب الاستشارية الهندسية، وبالاعتماد على بحوث ومفاهيم علم النفس يتم التوضيح للمدارس الدبلوماسية مدى تأثير جمالية وذوق الألوان اعتمادًا على المعلومات الفيزيائية العلمية، وكما يلي فإن مدى الطول الموجي للضوء المرئي والمؤثر على العين هو:

الأحمر 700، البرتقالي 635، الأصفر590، الأخضر560، الأزرق 490، البنفسجي 450.

وفي الختام علينا جمعيًا أن ندرس ونتعلم من النهج الرباني المتكامل بخصوص اختيار الألوان، حيث نرى في الحدائق والبساتين نوعا واحدا من مشتقات اللون الأخضر، وهو لون واحد، وكذلك عندما نذهب للتخييم في الصحراء أو البادية، سبحان الله نجد كذلك لونا واحدا، وهو مشتقات اللون البيج الصحرواي، ولذلك على المرأة أن تطور من ذوقها في اختيار الألوان المتشابهة والمتناسقة، بعيدًا عن اللون الداكن بجميع أنواعه.

 

دبلوماسي سابق 

كلية عُمان للإدارة والتكنولوجيا

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز