عاجل
الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
فن الدبلوماسية.. إتيكيت مفاهيم استخدامات نبرة الصوت

فن الدبلوماسية.. إتيكيت مفاهيم استخدامات نبرة الصوت

تعتبر نبرة الصوت  في غاية الأهمية للشخص والتي تعكس  شخصيته وخاصة للمرأة؛لأن هدوء نبرة الصوت عند الشخص يسمى في العرف الدبلوماسي ( الصوت الملكي أو السلطاني) لكونه منخفض المستوى وهادئ النبرة ومعبراً بنفس الوقت، وهذا ما هو مطلوب في كل شرائح المجتمع بدءأً من العائلة والتي هي نواة الحياة  الجوهرية الى أكبر المجمعات البشرية وهي الإسواق والموالإت ومحطات القطارات وصالات المطارات وما شابه ذلك.



 

تتنافس المدارس والمعاهد الدبلوماسية على مختلف مستوياتها حول طبيعة إتيكيت مفاهيم واستخدامات نبرة الصوت سواء على المستوى الشخصي أو على مستوى كبار الشخصيات، وكيف يتبارون في وضع المفاهيم لتصل الى أرقى مراحل كاريزما الشخص  خاصة للكادر الدبلوماسي في حياته العملية، وكلٍّ حسب مستواه وطبيعة العلاقة مع الطرف الثاني. 

 

كانت مدرستنا الاسلإمية سباقة وهي الأولى في هذا المجال حيث حثت على الصوت الهادئ المنخفض وهناك آيات قرانية كريمة بهذا الخصوص، واضعين بعين الاعتبار  المكانة الاجتماعية والدينية والعلمية والعمرية لكل شخص، وكانت هذه الاية الكريمة ذات دلائل كبيرة في نبرة الصوت حيث قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ ...(سورة الحجرات  اية 2) وهو مثال ودرس رباني راق وكامل علينا الاقتداء والعمل به لنا جمعياً حيث نبرة ومستوى الصوت له دلالات جوهرية في حياتنا ابتداءً من الأسرة الصغيرة من الابن والوالدين/ الرعية والمسؤول بين الأدنى والأعلى /الموظف ومديره الى آخر الأمثلة التي يمكن تطبيقها.

 

يؤكد علماء النفس الاجتماعي وكذلك المدارس المتخصصة بالدبلوماسية وفن البرتوكول والإتيكيت بأن الابتسامة أثناء الحديث ونبرة الصوت الهادئة الرقيقة مع الآخرين تعطي إنطباعاً جيداً عنك، لأنها تعكس  جمال الروح  وطيبة القلب وبساطة وتواضع الإنسان وهي سبب من أسباب النجاح والتفوق بالإضافة الى أنه يكون أكثر جاذبية وقدرة على إقناع الآخرين وهي أهم مقومات إتيكيت نبرة الصوت، وكلما كان  الحديث هادئاً وصوت منخفض كلما دلل على رقي الشخص في أخلاقه وتربيته ومستوى تعليمه، ويعتبر إتيكيت نبرة الصوت في السلك الدبلوماسي من أحد أهم الدلائل الايجابية للدبلوماسي ورقي معلوماته وحنكته وشخصيته وخاصة في المحافل الدولية وحضور المناسبات الوطنية في ساحة عمله.

 

 

أن حسن الصوت وهدوء نبرته ووضوح مخارج الأصوات من العلامات التي علمنا إياها رسولنا الكريم محمد "صلى الله عليه وسلم" في حديثه الشريف: : ( زَيِّنُوا الْقُرْآنَ بِأَصْوَاتِكُمْ )  أي بتحسين أصواتكم عند القراءة فأن الكلام الحسن يزيد حسناً وزينة بالصوت الحسن، لذلك نرى الخشوع وحسن الصوت في الترتيل والتجويد لتظهر نعمة الصوت التي وهبها الله لنا لذلك علينا أن نربي اطفالنا وابناءنا على ذلك بدلاُ من ان نلهث خلف المدارس الغربية.

 

  القرآن الكريم يعتبر الحجر الاساس لكثير من نظريات ومفاهيم وإتيكيت نبرة الصوت من خلال الآيات الكريمة التي تطرقت الى ذلك، وليس المدارس الأجنبية الدبلوماسية حيث حثت على الصوت الهادئ المنخفض وهناك إيات قرآنية كريمة كثيرة بهذا الخصوص قال تعالى: وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ (12 لقمان) وهنا كلمة أغضض بمعنى أخفض  الصوت على أن يكون هادئاً وجميلاً . ان هناك تكريماً من رب العزة الذين يخفضون الصوت أمام الرسول الكريم لذلك فان الاسلام والقران الكريم يعلمان البشرية وإتيكيت الصوت قال تعالى: ِأنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَىٰ ﴿٣ الحجرات﴾ ؛ إن هذا التكريم الالهي يقابله في الدنيا كل الاحترام والتقدير من هذا الشخص الذي يجسد ويعمل بما أمره الله سبحانه وأن قرآننا الكريم لهو فعلا أفضل من كل المدارس الدبلوماسية لذلك علينا الالتزام والعمل به على محتلف الأزمان والأماكن من العائلة الى أسرة الموظفين سواء في الوزارة او الأماكن الرسمية الاخرى بمختلف وأنواعها .

 

أن إتيكيت الصوت وما يحمله  من أدب التعامل يعكس صورة حضارية وراقية وسوف ينظر لك الجميع بكل إحترام وتقدير لما له من سمات جميلة وحساسة وهادئة ولا ننسى أختيار الكلمات المناسبة والمتدوالة على العكس من الصوت المرتفع والنبرة العالية المستهجنة من أغلبية افراد المجتمع، يستثنى من ذلك المجال العسكري والتدريبات التعبوية وكذلك التدريبات الرياضية وبعض مجالاتها  وكل مجال يحتاج الى شدة وخشونة في التعامل لأثبات الوجود وهو ما لاينطيق عليه مبدأ إتيكيت نبرة الصوت خاصة في التدريبات العنيفة.

 

وفي الختام فأن نبرة  ومستوى الصوت يعكس كاريزما الشخص من حيث إنتقاء المفردة المهذبة الصحيحة والمناسبة وكذلك لباقة الحديث وسترسال الأفكار ووضوح مخارج الأصوات ومعرفة متى يتوقف ومتى يستمر بالكلام واضعاً في حساباته طبيعة ونوع المكان الذي هو فيه بالاضافة الى نوع ثقافة وتراث الجمهور والأعتماد بصورة كاملة على مهارة الاتصال والتواصل الاجتماعي بالاضافة الى الاستمرار في القراءة وتطوير الذات ومواكبة ما هو حديث وعصري.

 

دبلوماسي سابق وأكاديمي

عضو جمعية الصحفيين العمانية

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز