عاجل
الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

مطالبات باستراتيجية عربية لمستقبل الإعلام الثقافي في ظل التحولات الرقمية 

رئيس تحرير بوابة روزاليوسف أثناء إلقاء كلمته
رئيس تحرير بوابة روزاليوسف أثناء إلقاء كلمته

التميمي: ثورة الذكاء الاصطناعي حتمية وعلى الإعلام الثقافي ملاحقة المستجدات 

"عبد المجيد": نحتاج لاستراتيجية عربية لتعزيز حصون الوعي واقترح جائزة صحفية برعاية جامعة الدول العربية واتحاد الصحفيين العرب

 



أكد المشاركون في الحلقة النقاشية، حول مستقبل الإعلام الثقافي في ظل التحولات الرقمية، التي نظمتها إدارة البحوث والدراسات الاستراتيجية بجامعة الدول العربية اليوم، على ضرورة اهتمام الدول العربية بالإعلام الثقافي ومواكبة متطلبات الثورة الرقمية.

وشهدت الحلقة النقاشية التي أدارها الوزير المفوض الدكتور علاء التميمي مدير إدارة البحوث والدراسات الاستراتيجية بجامعة الدول العربية، مشاركة فاعلة من نخبة من الإعلاميين والأكاديميين العرب، سواء بالمشاركة من مقر جامعة الدول العربية أو عبر مداخلات الفيديو كونفرانس بعدد من الدول العربية. 

وأكد التميمي، أن مبادرة التحول الرقمي التي أطلقها المنتدى الاقتصادي العالمي في عام 2015 بوصفها جزءًا من مبادرات متعددة أطلقها العالم لتشكيل المستقبل، لملاحقة التطورات التكنولوجية، تمر بثلاث مراحل: الكفاءة أو المهارة، والاستخدامات الرقمية، والتحول الرقمي.

وشدد التميمي على أن الإعلام الثقافي يتمثل في نسق الإعلام المتخصص الذي يتناول المسائل والفعاليات والظواهر المتصلة بالشأن الثقافي وترتيباته، ويتوجه هذا النمط من الإعلام إلى مختلف أنواع الجمهور العام أو الجمهور المخصوص بنوعه والمهتم بالمسائل الثقافية، حيث يضطلع الإعلام الثقافي برصد وعرض، وتحليل، ونقد والتفاعل مع مختلف الإنتاجات والنشاطات الثقافية وإيصالها لجميع فئات المجتمع.

وأضاف: أن الإعلام الثقافي نسق في مجمل مفاصله إلى مواكبة التحولات التي تمس بآليات النشاط الثقافي والسياسات الثقافية في صيرورتها المختلفة، وتفاعلاتها مع باقي القطاعات المجتمعية، والمساهمة في تعضيد الذائقة الثقافية الجمعية، وبذلك تلمس أن آفاق التدخل التي يحددها الإعلام الثقافي اليوم لنفسه واسعة، وتشمل عدة مجالات وتخصصات، حيث يحدد الإعلام الثقافي اليوم لنفسه مهمة متابعة مستجدات الحياة الثقافية وأجندتها ورهاناتها وتحدياتها. 

وأكد التميمي، أن "التحول الرقمي"، ضرورة حتمية واتجاهًا عصريًا يتوافق وطبيعة ما يشهده عالمنا من متغيرات وما تصبو إليه دول العالم وشعوبها من تطور وازدهار، والتحول الرقمي في المؤسسات يعني الانتقال من الاتجاهات والأنماط التقليدية الحالية إلى الاتجاهات والأنماط المستقبلية التي تشدد على إنتاج المعرفة وابتكارها والانفتاح على الثقافة العالمية؛ بما يكفل عدم العزلة عن العالم من جهة، ويحفظ الهوية الدينية والثقافية والقيمية من جهة أخرى. 

وقد أصبح التحول الرقمي في الإعلام واقعًا معاشًا في الدول المتقدمة التي دخلت بالفعل عصر الإعلام عبر المنصات الرقمية، وفتحت شبكات الجيل الخامس الباب أمام التحول الرقمي الذي شمل كل أساليب الممارسة الإعلامية، استنادًا إلى التقنيات الحديثة، وأصبحت تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي جزءًا رئيسًا في الطفرة التي يشهدها الإعلام المعاصر، وأصبحنا أمام واقع يصعب فيه الفصل بين الواقع والشبكات الاجتماعية وتطبيقات الهواتف الذكية، وبات كل ذلك يندرج تحت مسمى "الحقيقة المبرمجة" Compact Reality، الأمر الذي يستوجب بحث تلك التحولات والتعاطي معها.

من جانبه أكد الكاتب الصحفي أيمن عبدالمجيد، رئيس تحرير "بوابة روزاليوسف"، وكيل نقابة الصحفيين، أن هناك سيولة في تحديد المصطلحات لدى الكثير ممن يتصدى لقضية الإعلام الرقمي والثقافة، تتمثل في خلط البعض بين وسائل الإعلان الرقمية والصحافة كمهنة من جانب، ووسائل التواصل الاجتماعي مقدمي المحتوى بها من غير المهنيين، وعلى الجانب الآخر، فالثقافة أعم وأشمل من كونها أدبًا وسينما وشعرًا وترجمة، فالثقافة بنية معرفية وثوابت مجتمعية، ثقافة سياسية وصحية ومعرفية، وهنا يجب الانطلاق من استراتيجية شاملة.

وأوضح "عبدالمجيد"، أن عناصر الاستراتيجية تشمل القائم بالاتصال بما يتطلبه من تدريب وتأهيل والتزام النقابات المعنية الصحفية والإعلامية بالدول العربية ببنية تشريعية تحدد من هو الصحفي والإعلامي المتصدر لقضايا الشأن العالم وبناء الوعي.

وشدد "عبدالمجيد" على أن المعركة تدور داخل الجماجم، والقذائف الذهنية خلقت مذهبية وطائفية وصراعات أيديولوجية هددت بنيان الدولة العربية الوطنية في عدد ليس قليلًا ومن ثم يجب وضع استراتيجية مكتملة الأركان لتعزيز حصون الوعي.

وأضاف: الرسالة يجب أن تحتوي على ما يعزز المشترك، والقيم العربية وقبول الآخر، ليأتي دور المتلقي بضرورة العمل على تنمية قدرات التلقي الفعال للجمهور، ليكون قادرًا على الفرز ومواجهة الرسائل التخريبية للذهنية العربية.

واقترح "عبدالمجيد"، تأسيس جائزة للصحافة والإعلام الثقافي العربي، بالتعاون بين جامعة الدول العربية واتحاد الصحفيين العرب، تستهدف إبراز الأعمال القيمة وتحفيز المتميزين على إنتاج أفضل الأعمال المهنية.

وأكد عزت إبراهيم، ممثل المركز المصري للدراسات السياسية والاستراتيجية، أهمية الاهتمام بالإعلام الثقافي في ظل الانشغال بجائحة كورونا وما تلاها من حرب روسية- أوكرانية جعل مساحات الاهتمام بالمحتوى الثقافي تتضاءل، مشيرًا لأهمية الاهتمام بإعلام الطفل والمحتوى المقدم إليه.

فيما أكدت الإذاعية رضا الكرداوي، استشاري تكنولوجيا الإعلام ورئيسة المجلس العربي للإعلام والإنماء سابقًا، أهمية التكيف مع تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي والتي يرى البعض أنها تسببت في مأزق للإعلام، بينما ترى الكرداوي أن هذه التكنولوجيا يمكن أن تكون هي الحل وليس المأزق. 

ونبهت الكرداوي إلى أننا يجب علينا أن نتحدث نفس لغة الشباب، الذي نطلق عليه الجيل الرقمي، والذي أصبح يتحدث الآن بلغة التكنولوجيا.  

وأكدت الكرداوي أن المجتمعات العربية، يجب أن تدرك بأنها سيفرض عليها التعامل مع التقنيات الحديثة مثل نظارات الواقع الافتراضي، التي يستعد الآن مؤسس فيس بوك لطرحها في الأسواق.

مشيرة إلى عدة تجارب تنموية لها، وكذا تسجيلها أفكارًا في هذا الشأن، تستهدف التعاطي مع مستجدات العصر، وتحدياته، خاصة الذكاء الاصطناعي، لأن سلاح يهدد ثقافة أبنائنا من الجهات المعادية، ويستوجب مواجهته بذات السلاح.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز