عاجل
الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

 الموت يغيب قائد أكبر معركة دبابات في العالم بعد الحرب العالمية الثانية

الفريق عبدرب النبي حافظ
الفريق عبدرب النبي حافظ

غيب الموت اليوم رجلًا من رجالات مصر العظام، قلما يجود الزمان بمثله، والذي يسجل التاريخ الحديث، بطولاته بأحرف من نور في أنصع صفحاته، إنه الفريق عبد رب النبي حافظ، رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية الأسبق، وقائد الفرقة ١٦ مشاة ميكانيكي، في حرب ٦ أكتوبر ١٩٧٣، التي خاضت معارك بطولية، حيث دخلت فرقته أكبر معركة دبابات ضد قوات العدو في سيناء، بعد معركة الدبابات في الحرب العالمية الثانية، باستيلنجراد في روسيا، لتحصل على وسام الجمهورية العسكري للتشكيلات.



 

 

 قائد من طراز نادر.. عبد رب النبي حافظ

 

 

كان الرئيس عبد الفتاح السيسي، قد حرص يوم الأربعاء الموافق، 7 أكتوبر 2021، على الاحتفاء بالفريق عبد رب النبي حافظ، رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية، في بداية فعاليات الندوة التثقيفية، بمناسبة الذكرى ٤٨ لانتصارات أكتوبر المجيدة، وهذا ما جعل وسائل الإعلام المصرية، والعربية، والأجنبية، آنذاك تبحث في سجل هذا القائد العسكري الملهم.

 

ولد الفريق عبد رب النبي حافظ، يوم ١٦ يونيو عام ١٩٣٠؛ وتخرج في الكلية الحربية في الأول من فبراير عام ١٩٤٩، ليعين في الكتيبة الثانية بنادق مشاة، ليبدأ مسيرته المهنية والعسكرية الحافلة بالبطولات، حيث سافر إلى اليمن ضمن القوات المصرية لمساندة الثورة اليمنية، وعين قائدًا للكتيبة ١٧ بمحور قتال ريحانة، ضد ميليشيات الإمام اليمني المخلوع زيد.

 

الفريق عبد رب النبي حافظ.. رجل لا يعرف المستحيل

  يعود إلى مصر أواخر عام ١٩٦٧، ليخوض الملاحم في حرب الاستنزاف كقائد للواء ١٠٨، أحد التشكيلات القتالية بنطاق الجيش الثاني الميداني، ثم عين رئيسًا لأركان حرب الفرقة ١٦ مشاة ميكانيكي، ليصدر قرار-خلال فترة الإعداد-التجهيز للمعركة الفاصلة بتعيينه قائدًا للفرقة.   وجاء اليوم الموعود، وصدر قرار الحرب، لاقتحام أكبر مانع مائي لتسطر الفرقة ١٦ مشاة ميكانيكي، ضمن الفرق المشاة الخمس، ملاحم القتال الضاري شرق قناة السويس، وتتوالى بطولات الفرقة ١٦ تحت قيادته، لتحصل على وسام الجمهورية العسكري للتشكيلات، حيث خاضت فرقته أكبر معركة دبابات ضد قوات العدو في سيناء، بعد معركة الدبابات في الحرب العالمية الثانية، باستيلنجراد في روسيا.

 

 

وفي الفيلم التسجيلي، الذي أعدته الشؤون المعنوية للقوات المسلحة المصرية، عام ٢٠١٩ في الذكرى ٤٦ لانتصارات حرب أكتوبر المجيدة، يقول الفريق عبد رب النبي حافظ، إن الفرقة ١٦ مشاة ميكانيكي بقيادته، خاضت أشرس المعارك وسطرت بطولات كبيرة جعلتها تحصل، وقال إن الفرقة خاضت معارك طاليا الأولى، وطاليا الثانية، ومنطقة كتيب الخيل، والمزرعة الصينية، ولما وجد شارون فشل قواته في إحداث اختراق في قواتنا، وخاف من إلغاء عملية الوصول للقناة، شن ٤ هجمات بالمدرعات على الكتيبة ١٦ مشاة بقيادة المقدم محمد حسين طنطاوي- آنذاك- لإزاحتها من طريق القوات الإسرائيلية، التي تعرضت لخسائر فادحة، حيث قتل قائد الكتيبة الإسرائيلية، ويكفي أن الجيش الإسرائيلي اعترف بهول ما لاقاه من ضربات عنيفة من الكتيبة ١٦ مشاة المصرية.

 

 

  وفي الندوة التثقيفية للقوات المسلحة المصرية، عام ٢٠١٩، ألقى الفريق عبد رب النبي حافظ، كلمة عن الظروف التي خاضت فيها الفرقة ١٦ مشاة ميكانيكي، المعركة، وموازين القوى مع قوات العدو، والإصرار على الانتصار أو الشهادة ولا خيار ثالث غير ذلك، مما جعل قوات فرقته تحقق المستحيل، وتكبد العدو خسائر جعلته يبكي دمًا.

 

وقال الجنرال الإسرائيلي إيرئيل شارون، كما يظهر في مقطع "فيديو"، لقد فقدت فرقتي حوالي ٣٠٠ فرد قتلوا وحوالي ١٠٠٠ فرد أصيبوا، كلنا من الجنود إلى قادة الفرقة، أمضينا ليلة من أسود الليالي في حياتنا.

 

وانتهت الحرب، ولم ينته العطاء، ليعين الفريق عبد رب النبي حافظ، أمينًا عامًا لوزارة الدفاع، ثم رئيسًا لأركان الجيش الثاني الميداني، فقائدًا له، وواصل مسيرته ليتولى رئيس هيئة عمليات القوات المسلحة، وفي إبريل عام ١٩٨١ يتقلد منصب رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية، ويشرف على انسحاب آخر جندي إسرائيلي من سيناء يوم ٢٥ إبريل ١٩٨٢، ليرحل اليوم ومصر في أعز مجدها مرفوعة الراية والهامة.

 

وكان حقًا على القوات المسلحة المصرية، أن تطلق على الدفعة ١١٥ حربية، اسم الفريق عبد رب النبي حافظ، الذي يرى أن الإنسان يستطيع أن يحصل بالقانون على الواجب، ولكن بالحب يحصل على المستحيل، كما حدث في حرب أكتوبر المجيدة.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز