عاجل
الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

مع اقتراب حلول شهر رمضان.. الضفة الغربية وإسرائيل على صفيح ساخن

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

مع اقتراب حلول شهر رمضان المبارك، بات الوضع الأمني في مُحافظات الضفة الغربية مُلتهبًا للغاية، بما ينذر بوقوع انفجار لا تحمد عواقبه، وسط تصعيد من قبل المُستوطنين في مناطق القدس الشرقية تحديدًا والضفة الغربية، ومن قبل الفلسطينيين في الضفة الغربية وداخل الخط الأخضر، وخاصة بعد هجمات في النقب والخضيرة و"تل أبيب" خلال الأيام القليلة الماضية. 



 

المُتابع للوضع يُلاحظ أن التصعيد في الضفة الغربية في الاعتقالات والمداهمات بدأ منذ واقعة هروب أسرى فلسطينيين من سجن "جلبوع" شديد الحراسة في شهر سبتمبر الماضي، وهو ما وضع سلطة السجون الإسرائيلية في موقف "مُحرج"، وإن كان أعيد اعتقال كل من هربوا في غضون أيام من هروبهم. 

 

هرب أسرى سجن "جلبوع"، وتصاعدت وتيرة الاعتقالات والمداهمات وخاصة في محافظة "جنين" الواقعة في شمال الضفة كونها مسقط رأس كل من هربوا من السجن، وأسفرت المُداهمات والإعدامات الميدانية، بعد واقعة "جلبوع"، إلى زيادة لا تخطئها عين في عمليات الطعن في أحياء البلدة القديمة في القدس المحتلة، وزاد من الطين بلة، تزامن عمليات الطعن مع اعتداءات المُستوطنين على المزارعين الفلسطينيين في موسم قطف الزيتون في شهر أكتوبر الماضي . 

وحذر محللون فلسطينيون وإسرائيليون من مغبة تصاعد أعمال العنف المُتبادل بين الفلسطينيين والإسرائيليين في الضفة الغربية في الآونة الأخيرة. وشهدت مُحافظة نابلس، على وجه التحديد، فترة عصيبة للغاية، جراء هجمات من قبل المُستوطنين على القرى في أعقاب مقتل مستوطن عن مدخل بؤرة "حومش" الاستيطانية في منتصف شهر ديسمبر الماضي. 

 

الإحباط والقهر يولدان الانفجار. 

تصاعدت وتيرة الاعتقالات والعنف، وفي الـ 15 من شهر مارس، قتل الفلسطيني سند سالم الهربد (27 عامًا)، برصاص وحدة "المستعربين" في الشرطة خلال عملية مشتركة مع جهاز "الشاباك" في مدينة رهط في النقب. وهو والد لـ 4 أطفال. وقال أقارب الهربد إنه كان في طريقه للعمل ولم يكن مطلوبًا وجرى إعدامه ميدانيًا.

وقال عضو بلدية رهط سليمان العتايقة إن الشرطة تركته لفترة طويلة على الأرض بعد إصابته دون تقديم العلاج له. 

وشهدت مدينة رهط إضرابا شاملا حدادًا على مقتل الهربد الذي وصف من أهالي المدينة بأنه من عائلة طيبة. وطالبت القائمة المشتركة، بالكنيست، في بيان صحفي، وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي عومر بارليف بالتحقيق في الواقعة.

 

ولم يمض نحو أسبوع على عملية رهط، حتى قام فلسطيني من النقب يدعى أحمد أبو القيعان، بتنفيذ عملية دهس وطعن، أودت بحياة خمسة إسرائيليين على الأقل في مدينة بئر السبع الواقعة بالنقب وكان ذلك يوم 22 مارس، قبل أن يقتل هو الآخر برصاص أحد المارة. 

 

وقبل ثلاثة أيام، قتل شرطيان إسرائيليان في مدينة الخضيرة الشمالية، في هجوم أعلن تبناه تنظيم"داعش". ولم تمض 24 ساعة على هذا الهجوم حتى وقع هجوم آخر نفذه أسير مُحرر من مُحافظة "جنين" وأسفر عن مقتل خمسة إسرائيليين في منطقتين في تل أبيب. 

تصعيد لا ينذر بخير.

وسط هذه الهجمات، قرر عضو الكنيست المُتطرف إيتمار بن جفير، المعروف بكراهيته الشديدة للعرب، اقتحام المسجد الأقصى اليوم الخميس، رغم تحذيرات مُفتي فلسطين، وإمام المسجد الأقصى، الشيخ محمد حسين، من مغبة الأمر مع اقتراب حلول شهر رمضان المبارك خشية خروج الأوضاع عن السيطرة.

وكان بن جفير، المعروف بعصبيته الشديدة، اشتبك مع وزير الأمن الداخلي عومر بارليف، لدى تفقد الأخير الخضيرة وتل أبيب في أعقاب الهجومين اللذين وقعا يومي الاثنين والثلاثاء . 

ويتوقع مُحللون إسرائيليون وفلسطينيون أن يحدث تصعيدا في الهجمات وعنف المستوطنين مع اقتراب حلول شهر رمضان. وكان حي الشيخ جراح، في رمضان الماضي، هو النقطة الساخنة في المواجهات بين المستوطنين والفلسطينيين.

وكان حاخام مُستوطنة "بيت إيل" نشر الأسبوع الماضي قرارًا، بغلق مدخل رام الله الشمالي احتجاجًا على عملية بئر السبع. واعتدى مُستوطنون على السيارات المارة ونكلوا بقائديها. 

وبعد هجوم تل أبيب ليل أمس الأول الثلاثاء، قررت الشرطة الإسرائيلية، ولأول مرة منذ عملية "حارس الأسوار"، رفع حالة التأهب القصوى. وفي تطور لاحق، قرر رئيس أركان الجيش الإسرائيلي أفيف كوخافي، السماح لجنود الجيش بالعودة بالسلاح إلى منازلهم، في ظل تصاعد العمليات الفلسطينية، والتي خلفت 11 قتيلا في ظرف أسبوع، كما أعلن رئيس الحكومة الإسرائيلية نفتالي بينيت الدفع بـ 15 كتيبة إضافية للضفة الغربية. 

برميل البارود.. تزامن عيد "الفصح" مع شهر رمضان 

وفيما يشبه برميل بارود قابل للانفجار، تخشى إسرائيل من تكرار سيناريو إطلاق الصواريخ من قطاع غزة مرة أخرى، في ظل الاقتحامات المتوقعة من قبل المستوطنين للمسجد الأقصى في فترة عيد "الفصح" والتي تستمر أسبوعًا اعتبارًا من منتصف شهر أبريل، وتتزامن مع بداية الأسبوع الثالث لشهر رمضان.

ويكثف المستوطنون الإسرائيليون اقتحاماتهم للمسجد الأقصى خلال فترات الأعياد اليهودية وبخاصة عيد الفصح.

ويخشى المسؤولون الفلسطينيون والدبلوماسيون الدوليون من أن تزامن هذه الاقتحامات مع الوجود الكثيف المتوقع للمصلين في المسجد الأقصى سوف يؤدي إلى تفجر الأوضاع.

ويطالب المسؤولون الفلسطينيون والدبلوماسيون الدوليون والعرب إسرائيل بأن تحترم الوضع القائم بالمسجد الأقصى كونه مسجدًا لصلاة المسلمين وحدهم لكن وسائل إعلام عبرية قالت إن الشرطة الإسرائيلية قررت السماح للمستوطنين باقتحام المسجد الأقصى خلال شهر رمضان كما هو معتاد. 

وكانت الفصائل المسلحة في قطاع غزة قد أعلنت في وقت سابق أنها لن تترك القدس والمسجد الأقصى بمفردهما يواجهان إجراءات الاحتلال وهجمات المستوطنين، حال تدهور الأوضاع في الضفة والقدس في رمضان، كما حدث في شهر رمضان الماضي، الذي تخللته اعتداءات إسرائيلية خطيرة ضد المدينة والمسجد الأقصى، دفعت بالفصائل المسلحة في قطاع غزة إلى إطلاق الصواريخ بشكل مكثف على أنحاء إسرائيل. 

ونسبت وسائل الإعلام العبرية إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت قوله الليلة الماضية في أعقاب اجتماع للمجلس الوزاري المصغر “الكابينت” أنه يحث مالكي الأسلحة الإسرائيليين على قطع الطريق أمام ما وصفها بـ "موجة الإرهاب القاتلة" في إشارة إلى هجمات الفلسطينيين. 

وأغلق العشرات من الإسرائيليين، الليلة الماضية، شارعًا قريبًا من موقع هجوم تل أبيب في الليلة السابقة، ورددوا هتافات "الموت للعرب".

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز