قنبلة نووية مالية من الغرب لاستهداف روسيا

منذ الإعلان عن استبعاد روسيا من نظام "SWIFT"، تراجعت البورصة الروسية، وانخفض الروبل. يعتقد الكثير من الناس أن روسيا ستقع في حالة انهيار في المستقبل، ولكن جاءت النتائج بما لا يشتهي الغرب.

 بعد اندلاع الصراع العسكري الروسي الأوكراني، يوم ٢٦ فبراير الماضي، زادت العديد من الدول الغربية العقوبات ضد روسيا. 

ووافقت الدول الغربية، بما في ذلك الولايات المتحدة وفرنسا وكندا وإيطاليا والمفوضية الأوروبية "EC" على استبعاد روسيا من نظام الدفع الخاص بشبكة الاتصالات المالية بين البنوك "SWIFT". وفقًا لموقع سوهو الإخباري الصيني، ينظر العديد من الاقتصاديين الغربيين إلى نظام "سويفت" على أنه "قنبلة نووية مالية" تستهدف روسيا. ومنذ الإعلان عن استبعاد روسيا من نظام "SWIFT"، تراجعت البورصة الروسية، وانخفضت قيمة الروبل. 

واعتقد الكثير من الناس أن روسيا ستقع في حالة انهيار في المستقبل. لكن روسيا اتخذت إجراءًا لم يكن في حسبان الدول الغربية، حيث أعلنت يوم ٢٣ مارس الماضي أنه يجب دفع معاملات الغاز الطبيعي مع جميع "الدول غير الصديقة" بالروبلات. 

واقترحت بعض الأرقام في روسيا أيضًا توسيع قائمة المعاملات التي سيتم دفعها بالروبل، بما في ذلك: النفط، والمعادن، والإنفاق الاستهلاكي، والخشب، والحبوب. وبعد فترة وجيزة، ارتفع الروبل مرة أخرى. 

وبحسب وكالة رويترز، في جلسة التداول يوم الثلاثاء الماضي في بورصة موسكو، بلغ سعر صرف الروبل في بعض الأحيان 83 روبل إلى 1 دولار، وهو أعلى مستوى في أكثر من شهر. وكانت آخر مرة كان فيها الروبل بهذا المعدل يوم 25 فبراير-بعد يوم من إطلاق روسيا عملية عسكرية خاصة في أوكرانيا. وتساءل الكثيرون عن سبب عدم نجاح "القنبلة المالية النووية" التي توقعها الغرب في السابق مع روسيا. 

ويحلل موقع "سوهو الصيني أن العملة في الواقع منتج وسيط يساعد في تسعير مجموعة متنوعة من السلع، وطالما أن هناك سلعًا وأصولًا حقيقية كافية، فسيكون للروبل قيمة معينة. بعد استبعادها من نظام SWIFT، يمكن لروسيا الانضمام إلى نظام لا تريده الولايات المتحدة والغرب وفقًا لإحصاءات منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة "الفاو"، تعد روسيا وأوكرانيا من بين أهم الدول المنتجة للزراعة في العالم، حيث تمثل 19٪ و14٪ و4٪ من الإنتاج العالمي على التوالي: الشعير، القمح والذرة، يأتي أكثر من نصف إنتاج زيت عباد الشمس في العالم أيضًا من روسيا وأوكرانيا. كما أن روسيا غنية بالغاز الطبيعي والنفط والموارد المعدنية. يأتي حوالي 40٪ من إمدادات الغاز الطبيعي في الاتحاد الأوروبي من روسيا. طلب الاتحاد الأوروبي على الغاز الطبيعي والمعادن الروسي مسعر بالروبل. يتم تسعير الطلب العالمي على الغذاء والنفط بالروبل. 

وفقا لسوهو، فإن النقود الورقية هي ائتمان الأمة، ولكن العملات الصعبة في الأساس مثل النفط والحبوب والذهب. وطالما أن كمية البضائع والمواد الخام الروسية كبيرة بما يكفي، فسوف يستعيد الروبل قيمته على المدى الطويل بعد صدمة قصيرة المدى.