أصدقاؤه بالأردن يبحثون عن أهله بعد احتجاز جثمانه بالمستشفى منذ أكثر من شهر
بعد 32 سنة.. جثة صلاح تبحث عن أهلها لدفنه
عيسى جاد الكريم
مازالت تأثيرات وتبعات غزو العراق للكويت تلقي بظلالها، وهذه المرة بقصة إنسانية مؤثرة للمصري صلاح عبد الرحمن أحمد إبراهيم ابن مدينة فاقوس بالشرقية، والتي باتت جثته تبحث عن أهلها ليواري الثرى بعد أكثر من شهر على وفاته بمنطقة صويلح بالعاصمة الأردنية عمان، حيث يحجز الجثمان بمستشفى البشير هناك، حيث يحاول زملاء الفقيد العثور على أهله لدفنه، حيث ترفض المستشفى دفنه إلا بعد وجود أحد من أهله لاستلامه.
وبداية المأساة، كانت عام 1991 بعد غزو العراق للكويت، الأمر الذي جعل صلاح عبد الرحمن، والذي كان وقتها في الثلاثينات من عمره، ويعمل عاملا في مجال المعمار يترك العراق مع الآلاف المهجرين من العراقيين والمصريين الذين اضطرتهم ظروف الحرب للعبور للأراضي الأردنية، وهناك دخل بوثيقة جواز سفر مؤقت تعطى لمن هجرتهم الحرب، وصلاح مثله مثل المئات من الشباب الذين سافروا للعمل بالعراق قبل الحرب ليعملوا ليكونوا نفسهم ويأمنوا لأنفسهم حياة مستقرة، ولكن جاءت الحرب لتقزف بكل أحلامه في الهواء، الأمر الذي جعله يقرر الاستمرار في الأردن ويسعى لإيجاد عمل له ربما تتحسن أموره فكيف يعود لأهله خالي الوفاض وليس معاه ما يملكه، وعام بعد عام استقر في الأردن وكل عام يقول سوف أذهب لمصر، ولتكون عودتي لأهلي مفاجأة، خاصة أن الجميع يظن أنه مات، وفقد ضمن مئات المفقودين وفي عامه الأخير كما يقول زملاؤه المصريون المجاورين في السكن أنه أنهى كل معاملاته، وقرر النزول لمصر بشكل نهائي، وأنه كان يحاول إنهاء إجراءات استخراج جواز سفره للسفر لبلدته بالشرقية، حيث أخبرهم أنه من مدينة فاقوس بمحافظة الشرقية.
صلاح لم يكن متزوجاً، وكان يعيش وحيداً وفي أيامه الأخيرة عانى من التعب فنقله أصدقاؤه للمستشفى، ولكن لم تمر أيام إلا وكان قد فارق الحياة ولم يجدوا معه إلا وثيقة جواز المرور المؤقتة التي عبر بها من العراق للأردن فترة حرب الخليج، وفشلوا في العثور على أحد من أهله، ولذلك هم يناشدون وزارة الهجرة ومن يتعرف عليه من أهله أن يسارع في التواصل معهم لكي يتم استخراج تصريح الدفن له، وذلك لأنه توفي منذ أكثر من شهر ولايزال جثمانه محجوز بالمستشفى منذ وفاته، حتى الآن، حيث تطلب المستشفى وجود أحد من أهله لاستلام جثته رحمه الله.