عاجل
الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
الحضارة الإسلامية.. مرجع لفن الدبلوماسية

الحضارة الإسلامية.. مرجع لفن الدبلوماسية

الحضارة في اللغة هي الإقامة والسّكن في الحضر، وتُعرّف الحضارة على أنّها إنجازات الإنسان عبر الزمن، سواء كانت إنجازات مادية أو فكرية، وقد عُرفت الحضارة أيضاً على أنّها نمط من أنماط الحياة المستقرة، بداية الحضارة الإسلاميّة كانت منذ عهد النّبوّة (1- 11هـ) بدأ اهتمام المسلمين بالمدارس في عصر النبوة، إذ جعل رسولنا الكريم المسجد مكاناً للتعلم العبادة، وحيثما يُؤسس مسجد يبدأ فيه التعليم.



استمرّت الحضارة الإسلاميّة في تطوّرها وإزدهارها في عهد الخلفاء الرّاشدين (11- 40هـ)، والدولة الأموية والعباسية،وهناك آثار واضحةٌ في تطور وازدهار الحضارة الإسلاميّة وتوسّعها في مختلف بقاع العالم،وانتشرت منجزات الحضارة الإسلاميّة في مختلف المجالات، ومنها مجال الفلك/ الطب/ الرياضيات/ العمارة / القانون والتشريع / وبقية المجالات الأخرى، خاصة فن وعلم الدبلوماسية التي اعتمدت كثيراً على القرآن الكريم، وحياة رسولنا الأعظم في أغلب البلدان والدول.

تتسابق مختلف المدارس الدبلوماسية والمختصة في فنون علم الدبلوماسية على مدى الزمن على وضع أساسيات ومفاهيم هذا العلم، ونجد بأن تاريخ الدبلوماسية يبدأ من القرن السابع عشر أو السادس عشر، ومن الغرب حصراً،وبأصول ومفاهيم بسيطة بفن الدبلوماسية وأقسامه من البرتوكول والاتيكيت والإعلام الدبلوماسي والمفاوضات، وكل ما يتعلق بهذا العلم، إلا أن الحقيقة بأن الحضارة الإسلامية كانت هي الأقدم في ذلك، حيث احتوى القرآن الكريم على أرقى المفاهيم في كل تفاصيل الحياة، وعلى مدى الدهر سواء في الماضي أو المستقبل ومنها فن علم الدبلوماسية، بقوله تعالى ( وكل شي أحصيناه في إمام مبين) سورة يس 12، والمقصود حسب بعض التفسيرات أن الامام المبين هو القران الكريم، لاحتوائه وبصورة متكاملة على كل المعلومات الرصينة، كونه منزل من رب السموات والأرض.

وتعتبر الحضارة الإسلامية وعلى مدى مراحلها المتعددة شعاع نورت الطريق لكل البشرية من حيث التعاليم السماوية الراقية في تمدن الحياة، وانتقالها من العصور الجاهلية السوداء في كل شيءإلى قمة الحياة المبنية على العدل والمساواة والمحبة والإخاء والانفتاح على العالم بقلب واسع، يشع بالخير وحب الجميع، وعند بزوغ رسالة الاسلام الشريفة على يد خاتم المرسلين سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام، الذي بشر بمبادئ الدين الحنيف، وأرسى دعائم المدنية العصرية في كل شيء، ومنها فنون الدبلوماسية حيث كان إرسال المبعوثيين لكل أرجاء المعمورة، واعتماد الختم  الشريف،  وفن االتفاوض في صلح الحديبية كانت هذه بوادر إرساء علم الدبلوماسية في إنشاء الدولة الحديثة المبنية على أسس مقومات العلاقات العامة والقيادة في إدارة الدولة، ويعتبر الرسول الكريم مدرسة لأصحابه وأهله في تعليم فنون الدبلوماسية بكل مراحلها، وكان جبرائيل عليه السلام وبأمر من رب العزة يردف الرسول بالآيات الكريمة من القرآن الكريم، لغرض تدريسها وتعليمها لجميع شرائح المجتمع الإسلامي الذي كان سابقاً يصول ويجول في الجاهليه السوداء، بعيداً عن كل معاني العدالة السماوية وأدآب وأتيكيت الحياة اليومية.

ولقد كان سيدنا الرسول الأعظم  هو القدوة لنا في فن الدبلوماسية في تعامله مع عائلته / أصحابه /عامة الناس، وفي قوله تعالى (هو الذي بعث في الأميين رسولاً منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة .. إلى أخر الآية)  وتطرق القرآن الكريم إلى عدة أبواب وفصول، ومنها الأزمات، المفاوضات، واستقبال الضيوف وآداب الزيارات الاجتماعية بين الأصدقاء والأقارب والقيمة العظيمة للمرأة عند الإسلام، وكيف اهتم بها، وكما ورد بالحديث النبوي الشريف وروى الترمذي (1162) وصححه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (أَكْمَلُ المُؤْمِنِينَ إِيمَانًا أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا ، وَخَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لِنِسَائِهِمْ).

وكذلك تطرقت الحضارة الإسلامية إلى العلاقات العامة والإعلام، والمصداقية في نقل وسرعة الخبر، قال تعالى بسم الله الرحمن الرحيم: قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ ۚ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِندَهُ قَالَ هَٰذَا مِن فَضْلِ رَبِّي.... سورة النمل أية 40، وفن كتابة الأخبار ولباقة اللسان واختيار الكلمة والعبارات المتزنة والهادفة وغيرها، قال تعالى بسم الله الرحمن الرحيم: وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَانًا فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءًا يُصَدِّقُنِي ۖ إِنِّي أَخَافُ أَن يُكَذِّبُونِ.سورة القصص أية 34 ، وكذلك من الفنون والعلوم والتي سوف نتكلم ونخوض فيها لاحقاً وبصورة تفصيلية في هذه المواضيع.

كذلك تطرقت  إلى مواضيع عديدة، منها إرسال المبعوثين والختم النبوي الشريف،وأن سيدنا الرسول هو أول من استعمل الختم في الرسائل، وكان الختم آنذاك ( محمد رسول الله) ليضيف الخصوصية والسرية بذلك، وحث القرآن الكريم على العلم والاجتهاد بأفضل ما يمكن، وقال الله تعالى تعالى في محكم كتابه أيضاً، مرغباً في العلم وحاثاً على طلبه{يرْفعِ اللهُ الذينَ آمَنُوا مِنكمْ والذينَ أوتوا العلْمَ دَرجات} سورة المجادلة اية 11

والرسول محمد (ص) خاتم الأنبياء والرسل هو أول من أرسى القواعد في الاتيكيت والبرتوكول ومنها اختيار ألوان الملابس وأنواعها وطبيعتها، وفن الدبلوماسية والتواضع في المقابلات واحترام العدو في السلم والحرب في شتى أرجاء المعمورة، حيث أرسل من يمثله يحملون رسائل المحبة والسلام لكل قادة وملوك العالم من مختلف الأجناس والديانات، وسوف نتطرق إلى فصول القيادة والبروتوكول والإتيكيت والدبلوماسية في الحضارة الإسلامية، وأننا مهدُ لهذه الأسس والعلوم في المقالات القادمة ان شالله.

 

دبلوماسي سابق

كلية عُمان للإدارة والتكنولوجيا

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز