عاجل
الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
عيد تحرير سيناء
البنك الاهلي

أمير الشهداء في ذكراه الـ49.. استشهد في مثل هذا اليوم

"الرفاعي" ما بين ميلاد واستشهاد.. قصص يخلدها التاريخ

إبراهيم الرفاعي
إبراهيم الرفاعي

للبطولة خصائص وسمات وللأبطال ملامح وصفات تخلدهم في صفحات التاريخ وتجعلهم نموذجًا يحتذى به علي مدار الأجيال، البطل الذي لقي استشهاده في مثل هذا اليوم منذ 49 سنة هو الشهيد البطل العميد "إبراهيم الرفاعي" الذي يلقبه الإعلام المصري بأمير الشهداء.



 

ميلاد "إبراهيم الرفاعي"

 

ولد الشهيد إبراهيم الرفاعي في الـ27 من يونيو عام 1931 في حي العباسية بالقاهرة لأسرة تنتمي لقرية "الخلالة" مركز "بلقاس" محافظة الدقهلية، ونظرا لكثرة تنقلات والده الذي كان يعمل ضابطًا في الشرطة، حصل الشهيد على الابتدائية من الغربية والإعدادية من الزقازيق عام  1949 والثانوية عام 1951.

 

النشأة العسكرية

 

نشأ الراحل الشهيد في أسرة عسكرية وكان هو أكبر إخوته، بدأت مسيرته العسكرية عندما التحق بالكلية الحربية في أواخر 1951، وبرزت قوته الفائقة في الرماية واللياقة البدنية وألعاب القوى، تخرج "الرفاعي" في الكلية الحربية في 27 يونيو 1954 وانضم إلى سلاح المشاة.

 

 

حصل الشهيد الرفاعي في مسيرته العسكرية على الدورات الأساسية في سلاح المشاة وعلى عدد من الدورات التخصصية، ثم أهلته قدراته البدنية الفائقة للالتحاق بأول فرقة للصاعقة عند انعقادها عام 1955 بمنطقة "أبو عجيلة" في شبه جزيرة سيناء، وجاء ترتيبه الأول على فرقته.

 

وفي عام 1959 حصل "الرفاعي" على دورة استطلاع من الاتحاد السوفيتي، عين بعدها مدرسا في وحدات الصاعقة، اشتهر عنه إبداعته في استنباط فنون جديدة في القتال وتنفبذ العمليات الخاصة.

حرب اليمن

 

كان الشهيد "الرفاعي" من أوائل الذين شاركوا في حرب اليمن التي شهدت بطولاته في العمليات الخاصة، أبرز تلك العمليات استيلاؤه على منطقة "الجبل الأحمر" من القوات الملكية وأصيب في تلك المعركة بأول إصابة نارية في العمليات العسكرية، وحصل بسببها على ترقية استثنائية تقديرا لجرئته وشجاعته.

حرب يونيو

 

ثم شارك في حرب يونيو 1967 كضابط لفرع استطلاع للمخابرات الحربية، حيث كلف من اللواء "محمد أحمد صادق" مدير إدارة المخابرات آنذاك، بتنفيذ عدة عمليات لتدمير مخلفات الجيش المصري في سيناء من مخازن الذخائر والمستودعات الإدارية حتى لا تقع في أيدي العدو، وقام أيضًا بعدد آخر من العمليات الحربية التي شارك فيها معه عدد من ضباط الصاعقة وضباط البحرية ذوي الكفاءة العالية والمهارات القتالية الفائقة.

 

المجموعة 39 قتال

 

كان "الرفاعي" ومن معه يعملون تحت اسم "منظمة سيناء العربية" ثم أصبحوا القوى الرئيسية في مجموعة" 39 قتال" عند إنشائها في يوليو1969، ولم يستغرق تدريبهم علي العمليات الخاصة فترة طويلة، ما هي إلا عدة أيام منذ تأسيسها وأصبحت جاهزة لتنفيذ أصعب وأعقد المهام.

 

وخاض "الرفاعي" أكثر من 50 عملية قتالية، كل منها يحمل سمة من سمات الشجاعة والإقدام، وتنوعت عمليات المجموعة "39 قتال" بين الاستطلاع والحصول على المعلومات إلى عمليات قتالية متنوعة.

 

الأخذ بثأر "عبد المنعم رياض"

 

صبيحة استشهاد الفريق عبد المنعم رياض في 9 مارس عام 1969 طلب الرئيس الراحل "جمال عبد الناصر" القيام برد فعل سريع وقوي ومدوٍ حتى لا تتأثر معنويات الجيش المصري باستشهاد قائده، فعبر الرفاعي القناة واحتل برجاله موقع المعدية 6، الذي أطلقت منه القذائف التي كانت سبباً في استشهاد الفريق رياض، وأباد كل من كان في الموقع من الضباط والجنود البالغ عددهم 44 عنصرًا إسرائيليًا.

 

حتى إن إسرائيل من هول هذه العملية وضخامتها تقدمت باحتجاج إلى مجلس الأمن يفيد بأن جنودهم تم قتلهم بوحشية، ولم يكتف الرفاعي بذلك بل رفع العلم المصري على حطام المعدية 6، بعد تدميرها وكان هذا العلم يرفرف لأول مرة على القطاع المحتل منذ عام 1967 وبقي مرفوعًا قرابة الـ3 أشهر.

 

استشهاد "الرفاعي"

 

وبعدما اندلعت حرب أكتوبر المجيدة، واصل الشهيد الأسطورة ورجاله الأعمال البطولية فأباد عديدًا من الجنود الإسرائيليين، كما نجح في إعادة الاستيلاء على حقل بلاعيم للبترول، وإعادته إلى مصر، وبعد حوالي 13 يومًا من اندلاع الحرب، قام الرفاعي ومعه أطقم قواذف خفيفة مضادة للدبابات باحتلال تبة يقع عليها أحد مواقع صواريخ الدفاع الجوي وخلال قصف العدو لهذه التبة واشتبك البطل مع العدو بالأسلحة المضادة للدبابات المنتشرة معه لإحباط محاولة العدو تدمير مواقع الصواريخ.

 ويستمر الاشتباك بشراسة وعنف من الجانبين وتسقط إحدي دانات مدفعية العدو وتنفجر بالقرب من إبراهيم الرفاعي ويسقط البطل المغوار شهيدا يوم الجمعة 19 أكتوبر الموافق الـ23 من رمضان عندما حلَّ وقت الأذان بعدما اصابته إصابة مباشرة من دانة أطلقتها إحدى الدبابات، ليوارى جثمان الرفاعي الثرى ويبقى حيًا بسيرته العطرة تتناقلها الأجيال جيلًا بعد جيل، وكان حقًا أن يموت الرفاعي موتة تكيد الأعداء، وتطمئن قوم مؤمنين، إذ استشهد في ليلة قدرية في العشر الأواخر من رمضان، وقيل إنها كانت ليلة هادئة يتوقع من حاضرها أنها ليلة القدر، مات الرفاعي ميتة تمناها خالد بن الوليد، قائد الأبطال ولم ينلها.

 

ومن أبرز سمات شخصية الشهيد البطل هو إصراره على تنفيذ المهام القتالية على أكمل وجه مهما كلفه الأمر.

 

وفي خزائن الأوسمة والميداليات للشهيد البطل "إبراهيم الرفاعي" الكثير وذلك يعبر مجد البطولات التي قام بها في مسيرته وعظم عطائه وتعدد ميادين شجاعته وإقدامه منها عدد 2 "وسام الشجاعة" و"وسام الترقية الاستثنائية" وعدد 3 "وسام النجمة العسكرية" و"وسام نجمة الشرف" و"وسام نجمة سيناء".

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز