المستشار الألماني الأسبق: لا يمكن لألمانيا الاستغناء عن النفط والغاز الروسي
أميرة عبدالفتاح
يعتقد المستشار الألماني السابق جيرهارد شرودر أن بلاده بحاجة إلى إمدادات الطاقة الضخمة لروسيا، للحفاظ على قوتها الصناعية.
ربما يعجبك
وفقًا لمقابلة نشرتها صحيفة "نيويورك تايمز" أمس السبت، أكد المستشار الألماني السابق شرودر أنه لا يمكن عزل بلد مثل روسيا لفترة طويلة.
يأتي هذا البيان في الوقت الذي يواصل فيه المسؤولون الألمان عدم الاستجابة لدعوات فرض حظر على النفط والغاز الروسي.
وقال المستشار الألماني الأسبق، إن روسيا وألمانيا بحاجة إلى بعضهما البعض، فهم بحاجة إلى عائدات النفط والغاز، ونحن بحاجة إلى النفط والغاز للتدفئة والحفاظ على استمرار الاقتصاد".
وأضاف شرودر: "الصناعة الألمانية بحاجة إلى المواد الخام التي تمتلكها روسيا- ليس فقط النفط والغاز، ولكن أيضًا إلى التربة النادرة، لا يمكن استبدال هذه المواد الخام".
وقال الزعيم الألماني السابق "من المستحيل عزل دولة مثل روسيا على المدى الطويل سياسيا واقتصاديا".
يتمتع شرودر بعلاقة شخصية وثيقة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين منذ أن كان مستشارًا لألمانيا "1998-2005"، وحتى بعد تركه لمنصبه.
كما أشرف على بناء أول خط أنابيب نورد ستريم بين روسيا وألمانيا، ويواصل تقديم المشورة للعديد من شركات الطاقة الروسية.
وفي أول مقابلة له منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية يوم ٢٤ فبراير، أوضح شرودر أنه على استعداد لاستخدام هذه العلاقة الجيدة للتوسط في النزاعات.
في مارس، ذهب شرودر إلى موسكو للتحدث مع الرئيس بوتين، بينما قال المستشار الألماني الحالي شولتز، إنه لم يتلق معلومات حول هذه الرحلة.
وشدد شرودر على ضرورة التوصل إلى حل سلمي بأسرع ما يمكن بين الجانبين: "أنا أمثل دائمًا مصالح ألمانيا، أفعل ما بوسعي ويثق بي جانب واحد على الأقل".
ويعترف المسؤولون الألمان أنفسهم الآن أنه بدون الطاقة الروسية الرخيصة، يمكن أن ينهار الاقتصاد الألماني.
قال المستشار الألماني الحالي أولاف شولتز يوم الجمعة الماضي إن حظر الغاز قد لا يكون له النتائج التي يريدها أنصاره، في حين أنه قد يؤدي إلى "حظر على الغاز"، وأزمة اقتصادية حادة، وفقدان ملايين الوظائف، وإغلاق المصانع بشكل دائم.
يخطط الاتحاد الأوروبي لحظر النفط الروسي تمامًا، والولايات المتحدة قلقة من أن القيام بذلك "سيجعل موسكو أكثر ثراء".
إذا كان هناك حظر كامل على الطاقة الروسية، فكم ستدفع ألمانيا؟: تحذير من البنك المركزي الألماني.
يشترك الصناعيون الألمان في وجهة نظر مماثلة. حذرت BASF، أكبر شركة كيماويات في العالم، في وقت سابق من أنها ستتوقف عن الإنتاج إذا تعطلت واردات الغاز من روسيا.
فيما صرح رئيس اتحاد الصناعة الألماني، أن الحظر المفروض على الغاز الروسي سيؤدي إلى "انهيار الشبكات الصناعية الألمانية".
وقالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بربوك لصحيفة بيلد الشهر الماضي إن "ثلث وارداتنا النفطية يأتي من روسيا"، "إذا أوقفت ألمانيا استيراد هذا العنصر من روسيا على الفور، فلن تكون حركة المرور في ألمانيا غدًا بعد الآن". ومع ذلك، عدلت بربوك في وقت لاحق موقفها لدعم حظر تدريجي على واردات النفط والغاز الروسية.
ومع ذلك، عندما نصحت الحكومة الألمانية الناس بتقليل التدفئة والاستحمام لتوفير الطاقة، قال شرودر إن حظرًا كاملًا للطاقة "لن يحدث".
وفقًا للمستشار الألماني الأسبق شرودر، عندما تنتهي الأزمة الحالية، "سيتعين على ألمانيا العودة إلى التعامل مع روسيا، ونحن نفعل ذلك دائمًا".
جوجل نيوز
