عاجل
الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

"المعيدة".. قصة قصيرة

جميلةٌ أنتِ حين تتحدثين، حين ترتدين هذا الزي المنمق دائما، تحملين حقيبة الأوراق يا لحظها هذه الحقيبة تبقى في يدكِ طوال الوقت تحمل أوراقًا مهمة لإن بها ورقتي أيضا نعم لا اصدق أنكِ تحملين ورقة تحمل إسمي بين ثنايا أوراقك، ولكن يا ترى متى ستعطيها لي مرة أخرى؟"



 

هكذا كان يردد تلك الكلمات في ذهنه وهو يحدق بعينيه في معلمته التي يحبها من كل قلبه ولا أحد يعلم، بينما كانت تشرح في إحدى فصول الجامعة درسًا هامًا في كلية الهندسة بجامعة لوكسومبرج.

 

كان يحضر لها مفاجأة على ورقة الإختبار التي كانت تحمل كلمة "احبكِ" بجانب الإجابات على الأسئلة، لم يفكر قبل أن يكتبها عما سيحدث نتيجة لذلك، الوحيدة مشاعره هي التي كانت تحركه وتملأ قلبه وعقله ووجدانه.

 

ولكن ما حدث لم يحمد عقباه، تفقدت المعلمة الأوراق بعد يوم عمل طويل لتقوم بتصحيحها ووضع العلامات التي يستحقها كل طالب، وجاءت ورقة إختبار الطالب المحب وكلمة "احبكِ" بلون القلم الأحمر تثير الإنتباه للورقة، تفاجئت المعلمة وبدت شبه مصدومة غير مدركة خطورة الموقف ولكن سرعان ما تمالكت نفسها وقررت إرسال بريد إلكتروني بسرعة فائقة لعميدة الجامعة لتشرح لها الأمر وماذا حدث قبل أن تتأثر سمعة المعلمة بمثل هذه المواقف لإن جرأة الطالب أخافتها من تناقل الأحاديث في الجامعة حول هذا الموضوع ويكون مصدرها الطالب نفسه.!

في الصباح الباكر بدأ يوم عادي من أيام الجامعة تفقدت العميدة بريدها الإلكتروني كالمعتاد ولكن جاء لها اتصال على هاتفها الخليوي أعاقها عن المتابعة.

لم تجد المعلمة رد فعل من العميدة للبريد الإلكتروني التي قامت بإرساله فتابعت وجودها لإلقاء محاضراتها للطلاب كعادتها ولكن شعرت بشيء غريب في تصرفات بعض الطلاب ونظراتهم لها قبل بدء المحاضرة فأيقنت أن الطالب قد أفشى سره لزملائه، ولكنها لم تكترث وأصرت على متابعة المحاضرة وقالت في وجدانها أنها سوف تذهب للعميدة بعد إنتهاء المحاضرة.

وبالفعل إنتهت المحاضرة وذهبت المعلمة للعميدة ولفتت إنتباهها للبريد الإلكتروني الذي أرسلته لها في عشية اليوم الماضي وأدركت العميدة خطورة الموقف وقررت استدعاء الطالب والتحقق من الأمر فاستشفت صدق المعلمة والتزامها بالآداب العامة وأن يجب معاقبة الطالب ومنعه سنة من ممارسة الدراسة وتأخيره عن زملائه.

وهكذا لا يمكن إيقاف الحب ولكن يجب أن نتحمل نتائجه في موقفه سواء سلبي أم إيجابي، ولا يموت الحب.

 

بقلم.. ياسمين نصار

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز