عاجل
الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
عام الانجازات الأمن الغذائي انجازات عهد السيسي ثورة 30 يونيو المشروعات القومية تنمية الصعيد أسرار ورسائل الاختيار 3 الحوار الوطني
البنك الاهلي
"الاختيار" و"الحوار"

"الاختيار" و"الحوار"

خطوة إصلاحية جديدة، تخطوها القيادة السياسية، على طريق الإصلاح الشامل للدولة المصرية، وتعزيز القدرة الشاملة للجمهورية الجديدة.



 

تلك الجمهورية التي تَطلب وضع قواعدها، تثبيت أركان الدولة المصرية، في مواجهة هزات سياسية واقتصادية وأمنية عنيفة، أعقبت زلزال سياسي غير مسبوق ضرب المنطقة العربية 2011، بأضعاف قوة 9.5 ريختر أقوى الزلازل الجيولوجية التي سجلها العالم في 22 مايو 1960، ليوقظ توسونامي الذي حوّل تشيلي إلى أنقاض، قبل أن يعود لسُباته العميق.

 

الزلزال السياسي الذي ضرب العرب، قوته فاقت أضعاف محصلة الزلازل التي تضرب القشرة الأرضية، من حيث الآثار التدميرية، واتساع رقعة الاستهداف، والأثمان الباهظة التي دفعت من الأرواح والشهداء والمصابين، والبنية التحتية، والاقتصاد والأمن والاستقرار.

 

وفي ظل ذلك المحيط العربي متلاطم الأمواج، وموجات تسونامي لا يهدأ، مستهدفًا أركان الدولة الوطنية، تهاوت دول، بانهيار أو تصدع مؤسساتها، لكنها مصر، محفوظة دائمًا بفضل الله، وبركة المخلصين من شيوخها الركع لله بلا تحزبات ولا انتماءات تنظيمية، وأطفالها الرضع، ورجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه سخّرهم ربهم لخدمة وطنهم وشعبهم، لا يريدون جزاءً ولا شكورًا، قبلتهم وجه الله ومصلحة الوطن.

 

نجت مصر، قفزت على تحديات اختطاف الدولة، وطمس الهوية، بثورة 30 يونيو، وتضحيات قرابة 3290 شهيدًا من خيرة أبناء الوطن، جادوا بدمائهم الزكية الطاهرة، لرفعت الوطن واستقراره.

 

وبالتزامن مع ما بُذل من دماء، كان طوفان العرق والعمل الجاد يجري على الجبهات التنموية كافة، والإصلاحات الاقتصادية، والارتقاء بالبنية التحتية، وتعظيم القدرة العسكرية، كل مجالات ومكونات القدرة الشاملة للدولة شهدت طفرات إعجازية.

 

فقط علينا تذكر البداية وإعجاز المجرى الملاحي الجديد لقناة السويس، الذي أنجز بإرادة وتمويل وأيادٍ مصرية خالصة، في غضون 12 شهرًا، فارتفعت الهمة، ووصلت الرسالة لمن يهمه الأمر: الإرهاب لن تشغلنا مكافحته عن التعمير والبناء، ولن تعوقنا أزمات اقتصادية ولا هجمات تآمرية.

 

فقط تذكر مضاعفة الرقعة الزراعية بالاستصلاح الجديد، والحزم في وقف استنزاف رقعتنا التاريخية، والصوب وأنظمة الري الحديث، وأثر استراتيجيات توسعة الرقعة والكفاءة الإنتاجية، على عبور الأزمة العالمية التي ضربت العالم بتعطيل جائحة كورونا والحرب الروسية- الأوكرانية لسلاسل الإمدادات، فارتبكت دول عظمى، بينما نجت مصر وشعبها العظيم.

 

تذكر تنويع مصادر التسليح، ومضاعفة القدرة التسليحية والدفاعية، قبل ارتفاع الدولار، وما لذلك من آثار إيجابية على كلفة التعاقدات، وما لتعظيم تلك القدرة الدفاعية من أهمية لحماية الأمن القومي وردع العدائيات، ولنا في الخط الأحمر في الجفرة، لردع الأطماع التركية أسوة حسنة، وانتشار قواتنا على كامل المحاور الاستراتيجية والحدود الشرقية والغربية.

 

كل ما بُذل من جهود لتثبيت أركان الدولة، وبسط الأمن والاستقرار، وتنويع مصادر الاقتصاد والارتقاء بجودة الحياة، وتعزيز قدرة الدولة على مواجهة الأزمات، كانت ضرورة وأولويات، لا بديل عنها، وقد اختبرت تلك السياسات في أقسى الاختبارات، آثار كورونا وموجة التضخم التي خلّفتها الحرب الروسية- الأوكرانية.

 

بيد أن جهود تنمية القوى الشاملة للدولة، لم تغفل القوى الناعمة، فأولت الاهتمام لتعزيز حصون الوعي، موظفةً في ذلك الدراما أفضل توظيف عبر مسلسل "الاختيار" بأجزائه الثلاثة.

 

بيد أن "الاختيار 3"، هو قمة وذروة النجاح، بما قدمه من مواجهة صريحة ومباشرة، وفاضحة لأكاذيب ومزاعم أعداء هذا الوطن، فمزج بين التجسيد الدرامي للأحداث، التي تمثل أخطر وأهم ما شهدته مصر في عصرها الحديث، وبين تقديم الأدلة الوثائقية، التي يتحدث فيها زعماء الإخوان، فتظهر الحقائق لجميع التيارات والشخصيات التي قد يكون تبقى لديها تأثر بمزاعم المظلومية، قبل أن تتكشف للشعب وكل متابعي العمل من الوطن العربي والعالم.

 

وفي اعتقادي أن "الاختيار" هذا العام، ضرورة ونيران تمهيدية، لهدم قلاع الزيف الإخواني، وتعزيز لحصون الوعي الوطني، قبل بدء الحوار الوطني الجاد، الذي أعلنه الرئيس عبدالفتاح السيسي في حفل إفطار الأسرة المصرية، مع ما أُعلن من حزمة إجراءات إصلاحية سياسية.

 

القوى الوطنية المعارضة كافة، أو تلك ذات التوجهات الدينية، التي جمعتها تحالفات ذات يومٍ بوعي وبغير وعي، مع تنظيم الإخوان، الذي تكشف للجميع نواياه وإرهابه، طالها هي ذاتها في الخفاء والغرف المغلقة، هجماته، ومؤامراته، ليكون يقين الجميع، أنهم أعداء للوطن وليس النظام الحاكم، الآن، وحده، وأن مظلوميتهم المزعومة كاذبة، وخطابهم لحلفاء الماضي محض خداع، وما يظهرون ويدعون نقيض ما يعلنون.

 

واليوم حق على القوى السياسية والفكرية والثقافية، أن يكون على قدر المسؤولية، وأن تتمسك بالفرصة التاريخية، للمشاركة في وضع خارطة أولويات وطنية، نتاج فكر ومشاركة قوى الوطن كافة-باستثناء من تلوثت أيديهم بالدماء وقادتهم- لتكون ملزمة للجميع في بذل كل الجهد والدعم لإنجاحها، ليس لصالح تيار ولا حزب ولا فصيل، بل لوجه الله الذي حفظ هذا الوطن بكرمه ورعايته، ولأجل هذا الشعب الذي ضحى بالكثير من أجل مستقبل أفضل، يستحقه.

 

وفي اعتقادي، أن الهدف الأسمى من بلوغ الجمهورية الجديدة، مرحلة الحوار الوطني، والإصلاح السياسي المنشود، هو استكمال ما بدأه الرئيس عبدالفتاح السيسي وفريق عمل الدولة المصرية بمؤسساتها كافة، من تعظيم مكونات القدرة الشاملة، وأحد أهم مقوماتها لُحمة الشعب المصري، وقدراته الإبداعية، والسلام المجتمعي، وتقوية النسيج الوطني لتزيد مناعته في مواجهة محاولات الاختراق وإثارة الفتن.

 

ومثل هذه اللُحمة لا تزداد قوة دون شراكة وطنية، في رسم خارطة الأولويات، ووضع الآليات اللازمة لتحقيقها، وتحمل كل من يخلص لهذا الوطن المسؤولية، فالترحيب بالدعوة وحده ليس كافيًا، بل المشاركة الفعالة التي تنطلق من مقترحات واضحة، مدركة لحجم التحديات والإمكانيات، مصحوبة بآليات قابلة للتنفيذ.

 

وعن ذلك - إن شاء الله- للحديث بقية

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز