عاجل
الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

التحليل النفسي والجنائي: السوشيال ميديا تحول ظاهرة الانتحار إلى عدوى

اللواء دكتور نبيل حسن
اللواء دكتور نبيل حسن

ساهمت مواقع التواصل الاجتماعي في تسليط الضوء على ظاهرة الانتحار بوسائل متعددة، ما أحدث انزعاجًا في أوساط المجتمع المصري، الأمر الذي يستدعي ضرورة، تناول تلك الظاهرة من كل جوانبها.



 

ومؤخرًا ظهرت وسائل جديدة في التخلص من الحياة، باستخدام تناول حبوب الغلال السامة بخلاف الوسائل الأخرى القديمة، كالقفز من أعلى، قطع الشرايين، أو الخنق باستخدام حبل من الرقبة.

 

“بوابة روزاليوسف” في تلك السطور تستطلع آراء علماء النفس، والخبراء الجنائيين، في تحديد أسباب ظاهرة الانتحار وطرق معالجتها.  

 

الدكتور إبراهيم مجدي، استشاري الطب النفسي بجامعة عين شمس، يرى ضرورة التفرقة بين المريض النفسي والانتحار، قائلا: ليس كل من يقدم على الانتحار يكون مريضًا نفسيًا أو مصابا بالاكتئاب، وليس كل مريض نفسيا يقوم بالانتحار.

 

السويد تنجح في القضاء على الظاهرة 

وأشار الدكتور إبراهيم مجدي، إلى أن هناك أشخاصًا يقدمون على الانتحار لأنهم يواجهون مشاكل في الحياة، وليس لديهم طرق لحل المشكلة، مؤكدًا أن مريض الاكتئاب يكون من أعراضه الأفكار الانتحارية والتي تتحول لمحاولات انتحار، مؤكدًا أن هذا الاكتئاب يكون اكتئابا بيولوجيا عضويا نتيجة خلل في كيمياء المخ يجعل مزاج الشخص حزينًا ورافضًا الرغبة في الحياة.

ولفت إلى أن بعض الاضطرابات النفسية وليس الاكتئاب فقط، قد تؤدي للانتحار، كذلك هناك بعض الأشخاص يهددون دومًا بفكرة الانتحار، أما الاكتئاب فإذا لم يتم علاجه فقد يسبب الانتحار.

 

كما أشار استشاري الطب النفسي بجامعة عين شمس، إلى أن الإفراط في الحديث عن حالات الانتحار وحوادث العنف الفردي في "السوشيال ميديا" ووسائل الإعلام المختلفة يزيد من المشكلة ويعقدها، مطالبًا كل وسائل الإعلام بالامتناع عن نشر أخبار الانتحار والعنف الأسري، مشيرًا إلى أن مملكة السويد نجحت في علاج ظاهرة ارتفاع معدلات الانتحار، بعدما قرر المسؤولون هناك عدم إذاعة أي أخبار عن الانتحار في وسائل الإعلام المختلفة لمدة ٦ أشهر، وبصراحة هناك بعض الأشخاص لهم مصلحة في تضخيم الأحداث على مواقع التواصل الاجتماعي.

 

 

أكد استشاري الطب النفسي، أن ظاهرة الانتحار عدوى، والحديث عنها بشكل متكرر يجعل الكثير يفكرون في هذا الأمر، ما يزيد من حالات الانتحار، مشددًا على ضرورة وقف تناول هذه الأحداث خاصة على مواقع التواصل الاجتماعي التي تتسبب في نشر حوادث الانتحار بشكل مبالغ فيه.

 

وطلب استشاري الطب النفسي، من النائب العام منع النشر في جرائم الانتحار، ومنع وسائل الإعلام من مناقشة مثل هذه الأفكار حتى نحد من انتشارها.

 

من جهته، حذر الدكتور وليد هندي استشاري الطب النفسي، من خطورة تداول أخبار الانتحار كل يوم بين الحين والآخر، مشيرة إلى أن تداولها باستمرار له تأثير سلبي على المجتمع، لا سيما أنها تفتقد الدقة بل وتفتقد عدم الأمانة وعدم الموضوعية بأسلوب طرح، خصوصًا في وسائل الاتصال المعلوماتي أو شبكة الإنترنت مثلا عندما يروج أن مصر الأولى عربيا في حالات الانتحار بمعدل ما يقارب 379 حالة بأسلوب يستهدف التحريض وعدم الأمانة في العرض وتصدير عدم الأمان والخوف والقلق للناس.  

 

ومن جانبه، يقول لواء دكتور نبيل حسن أستاذ القانون الجنائي بكلية الشرطة: أولا الانتحار غير معاقب عليه في التشريع المصري وللأسف لم يتطرق تشريعنا للتحريض عليه، رغم أن التشريعين الفرنسي والإيطالي جرما التحريض والمساعدة عليه، ولكن إذا حرض شخص شخصا آخر غير كامل الإدراك كالصغير أو المجنون حوكم الشخص المحرض على جريمة قتل عمد لأنه فاعل معنوي للجريمة، والذي يهمنا القتل والإيذاء بالتأثير النفسي من خلال "السوشيال ميديا" إذا ثبتت العلاقة بين ما نشر وما ارتكب من جرائم، بمعنى أن الجريمة قتل أو ضرب ما كانت لترتكب لولا ما نشر عوقب الناشر عن الجرائم التي ارتكبت بناء على ما نشر.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز