في يوم ميلاده.. الملك المصري محمد صلاح في الملاعب الأوروبية

محمد صلاح الذي شهدت قرية نجريج، إحدى قرى مركز بسيون، التابع لمحافظة الغربية بجمهورية مصر العربية، مولده في الخامس عشر من يونيو عام 1992 حدثا لم يعلم حينها الكثير من أبنائها أن ذلك الأمر سيتحدث عنه العالم أجمع فيما بعد.

حيث وقف السيد “صلاح حامد محروس” أحد أفراد القرية ينظر إلى طفله ويحلم معه بمستقبل باهر مثل كل الآباء الذين يريدون أن يصبح أبناؤهم الأفضل في المجال الذي سيعملون به.

“محمد” هو الاسم الذي أطلقه الوالد على الابن، وبدأت الخطوات الأولى في عملية متابعة ميول الطفل، وبالطبع كانت الساحرة المستديرة هي الهواية التي احبها، ولم يعلم والده إنه في يوم من الأيام سيكون أحد نجومها.

بدأت مسيرة “محمد صلاح مع كرة القدم في ناشئي نادي المقاولون العرب عام 2006 وهو في الرابعة عشرة من عمره، وتدرج بالمراحل السنية المختلفة حتى ظهر للمرة الأولى مع الفريق الأول بالدوري المصري الممتاز في مايو 2010.

ونظرا للموهبة التي تمتع بها “مو” انهالت عليه عروض الاحتراف الخارجية وبدأ مشوار التألق، وفي عيد ميلاده رقم 30 ترصد “بوابة روزاليوسف” في السطور التالية مسيرته الناجحة بالملاعب الأوروبية.

المحطة الأولى – بازل السويسري

أتم فريق بازل السويسري تعاقده مع الموهبة المصرية في إبريل 2012 بصفقة بلغت 2 مليون يورو، بالإضافة إلى نسبة من البيع لأي نادٍ آخر لصالح ناديه السابق، بعقد لمدة 4 سنوات لتبدأ رحلة التواجد في الملاعب الأوروبية.

خاض “صلاح” مع بازل 79 مباراة في جميع المسابقات، وساهم في 37 هدفا “سجل 20 وصنع 17“، وحقق مع الفريق لقب الدوري السويسري موسم 2012-13 كما ساهم في تحقيق لقب نسخة 2013-14 بعد مشاركته خلال النصف الأول من الموسم حتى الانتقالات الشتوية، وأصبح اللاعب محل اهتمام الأندية العالمية، خاصة بعد المستوى الرائع الذي ظهر عليه وتسجيله 4 أهداف في مرمى كل من توتنهام وتشيلسي الإنجليزيين بالبطولات الأوروبية على مدار موسمين.

حصل “محمد صلاح” على لقب أفضل لاعب في الدوري السويسري لموسم 2012-2013 وقبل نهاية موسمه الثاني في سويسرا انتقل إلى الدوري الإنجليزي.

الظهور الأول في إنجلترا من بوابة تشيلسي

بات لاعب المقاولون العرب السابق أول لاعب مصري في صفوف تشيلسي عندما وقع معه في يناير 2014 بعد منافسة مع ليفربول لكن قرار “صلاح” حسم الأمر بالذهاب إلى “بلوز” بمبلغ قارب على 14 مليون يورو.

لكنه لم يجد الفرصة للمشاركة كأساسي مع الفريق اللندني حيث شارك في بعض المباريات، وكان يشارك بديلاً ولفترات قليلة جداً، وظهر في 19 مباراة بجميع المسابقات وتمكن من تسجيل هدفين في شباك أرسنال وستوك سيتي، وصناعة 4 فقط، وفاز معهم بلقب كأس الاتحاد الإنجليزي 2015.

وخرج أفضل لاعب إفريقي ناشئ عام 2012 على سبيل الإعارة إلى فيورنتينا الإيطالي من أجل البحث عن فرصة المشاركة أساسيا، وبالفعل استعاد الكثير من مستواه بعد المشاركة كأساسي من جديد وساهم في 13 هدفا خلال 26 مباراة.

مزاملة “توتي” في روما

في أغسطس 2015 انضم “محمد صلاح” إلى نادي روما الإيطالي على سبيل الإعارة قادما من تشيلسي لمدة عام واحد مع أحقية روما في الشراء وذلك مقابل 5 ملايين يورو، ليتواجد إلى جانب “فرانشيسكو توتي” أيقونة الكرة الإيطالية.

وانتفض “مو” من جديد ليبرهن أحقيته بالتواجد في أفضل أندية العالم، وخلال موسمه الأول مع فريق العاصمة، سجل 15 هدفا وصنع 7 أهداف خلال 42 مباراة في جميع المسابقات.

وواصل التألق في الموسم الثاني، وفاز بجائزة أفضل لاعبي فريقه بالدوري الإيطالي لموسم 2016-2017، ورحل عن الفريق بعد خوض 83 مباراة في جميع المسابقات مساهما في 56 هدفا.

العودة لبلاد الإنجليز والتوهج مع ليفربول

نجح الريدز في الحصول على خدمات الدولي المصري بصفقة تأخرت ثلاث سنوات، بعد الحصول على توقيعه في يونيو 2017 وبلغت قيمة الصفقة 42 مليون يورو بالإضافة إلى 8 ملايين يورو كمتغيرات ليكون الصفقة الأغلى في تاريح النادي.

ومنذ اليوم الأول له وأثبت “صلاح” أنه يستحق هذا المبلغ، بعد أن بزغ نجمه وانفجر تهديفيا في الدوري الإنجليزي الممتاز، وتمكن من زيارة شباك معظم الفرق التي واجهت ليفربول.

ظهر “أبو مكة” في 254 مباراة بالقميص الأحمر لمدينة ليفربول بجميع المسابقات، وساهم في 219 هدفا، حيث سجل 156 هدفا منها 33 في دوري الأبطال الأوروبي، وصنع 63 هدفا كأكثر لاعب مساهمة في الأهداف منذ انضمامه إلي ليفربول.

نجح “صلاح” بالتتويج مع فريقه بلقب دوري أبطال أوروبا لموسم 2018-2019، ولقب الدوري الإنجليزي موسم 2019-2020 وكأس الرابطة وكأس الاتحاد الإنجليزي للموسم السابق، بالإضافة لكأس السوبر الأوروبي 2019 وكأس العالم للأندية في نفس العام، كما فاز بالعديد من الجوائز الفردية، وأبرزها أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي موسم 2017-2018 والحذاء الذهبي 3 مرات “2017 و2018 و2022”.

ويأمل الملك المصري أن يشهد عامه الثلاثون تتويجه بالجائزة التي يحلم بها كثيرا وهي أفضل لاعب في العالم.