عاجل
الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
الحوار الوطني
البنك الاهلي

د. عصام خليل لـ "بوابة روزاليوسف": الحوار الوطني يستهدف طرح أفكار ورؤى تناسب "الجمهورية الجديدة"

د. عصام خليل
د. عصام خليل

 
 
 
 

- حزب "المصريين الأحرار" يرى أن بعض مواد الدستور بحاجة إلى تعديل وأخرى يجب إلغاؤها.. وعلينا استخدام الدراما التليفزيونية لعلاج الثقافات والظواهر الدخيلة على المجتمع المصري

 

- الدولة المصرية فى ضوء إمكانياتها استطاعت الصمود فى أزمة كورونا وأدائها فى مواجهة تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية "رائع"

 
 
خلال إفطار الأسرة المصرية فى شهر رمضان الماضى، دعا الرئيس عبد الفتاح السيسى، كل القوى الوطنية والأحزاب السياسية لبدء حوار وطني حول أولويات المرحلة المقبلة، وتم إسناد مهمة التنظيم للأكاديمية الوطنية للتدريب، التي أعلنت منذ أيام إجراءات تنفيذية للحوار الوطني.
 
وفى حواره مع "بوابة روزاليوسف" يوضح الدكتور عصام خليل، رئيس حزب المصريين الأحرار، رؤية الحزب لمفهوم الحوار الوطني وأولوياته، وما يستهدفه فى المرحلة المقبلة، كأحد القوى المهمة على الساحة السياسية والوطنية.
 
وإلى نص الحوار..
 
 

- حزب المصريين الأحرار استجاب لدعوة الرئيس السيسي للحوار الوطني.. ما هو مفهوم الحوار الوطني من وجهة نظرك؟

 

 
أنا معجب بالسؤال لأننى لاحظت فى الفترة الأخيرة تصريحات وتصرفات من بعض القوى السياسية تشير إلى أن هناك قليلاً من الانحراف في فهم الحوارالوطني، وسمعت مصطلحات غربية مثل "الوفاق الوطني"، وفى الحقيقة ليس هناك اختلاف على الوطن، وفهمنا للحوار الوطني يأتى من كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي عندما دعا إليه قائلاً: القوى السياسية تجتمع وتتحدث على قضايا الوطن القادمة لإرساء مبادئ جديدة.
 
 
ومن وجهة نظرنا فإن الحوار الوطني هو حوار من أجل النهوض بالوطن "إحنا رايحين جمهورية جديدة"، جديدة فى كل شيء، حتى الأفكار والمحاور التي ستقدم عن الوضع الحالى لابد أن تراعى كل الظروف المحيطة وإمكانيات الدولة، والوضع الداخلى والخارجى.
 
 
الحوار الوطني هو حوار لكل أطياف الشعب، كى يشعر أنه مشارك فى بناء الجمهورية الجديدة، هذه أحد الإرساءات التي فهمناها، وهى أن نتحول كقوى وطنية وسياسية من مشاهد إلى لاعب، وندلى بأرائنا ونتحاور عليها، وبالتأكيد كل القوى السياسية والمجتمع المدنى لهم آراء لكنهم بحاجة لمعرفة بعض المعلومات، وخلال  النقاش والحوار والرأى والرأى الآخر ستضح الصورة بشكل كامل.
 
 
هناك آراء ترى أن الحوار لابد أن يبدأ بالإفراج عن المحبوسين على ذمة قضايا سياسية، وهناك قطاع كبير يفهم الحوار الوطني على أنه جلسة لإبداء مقترحات وشكاوى ومطالبات، وهذا غير صحيح، الحوار الوطني هو تبادل رؤى وأفكار وطريقة نختارها للذهاب إلى الجمهورية الجديدة، والرئيس يريد أن يرسي قاعدة جديدة، وهى أن إصلاح يلزمه بداية صحيحة، دون استخدام مسكنات، بل بالإدارة الحكيمة.
 
 
والجمهورية الجديدة يلزمها أن تشارك القوى الوطنية والمجتمع المدنى والأحزاب السياسية، وإبداء أراء قابلة للتنفيذ. 
 
 
 

- هل ترى أن التوقيت مناسب لإجراء حوار وطني فى ظل الأوضاع المحلية والعالمية؟

 

 
التوقيت مناسب لأننا أنهينا مرحلة وفى طريقنا لمرحلة بناء وطن جديد، فى ظل ظروف اقتصادية عالمية طاحنة، وتتطلب تكاتف الجميع من أجل التقدم إلى الأمام.
 
 

 

 

 - وما هى أولويات أجندة الحوار الوطني فى رأيك؟

 

 
لدينا ملفات محددة والمعنيين بالأكاديمية الوطنية للتدريب أعلنوا المحاور الرئيسية، وهو المحور السياسي، والمحور الاقتصادى، والمحور الاجتماعى، وبعض القضايا الأخرى، منها على سبيل المثال الخطاب الديني، والزيادة السكانية.
 
ومن وجهة نظرنا فالأولوية حالياً هى أن نجتمع ونتحاور حول بناء الإنسان المصري، وكيف نضع كل إمكانيات الدولة الثقافية والاجتماعية والدراما فى تطويره بما يليق بالجمهورية الجديدة، لأن ذلك يعنى أنه إذا تسلم إدارة موقع اقتصادى على سبيل المثال فسيديره بأسلوب جديد يضع الدولة فى مصاف الدول العظمى، ونحن لدينا مشكلة رئيسية تتعلق بأن المفاهيم ملتبسه.
 
 
 

- تحدثت عن إعادة بناء الإنسان المصري، كيف يتم ذلك؟

 

 
هذه النقطة محاورها كثيرة جداً ومتشعبة، ومع ذلك أتمنى أن تكون العنصر الرئيسي فى الحوار الوطني، لأنها ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالاقتصاد، فالمواطن عندما تكون أحواله المادية جيدة، واقتصاده قوياً، يكون لدينا أدوات لإعادة بناء الشخصية المصرية.
 
 مهم جداً عند إعادة بناء الشخصية المصرية دراسة ما أصابها والظواهر التي ساهمت فى التغيير، وبناء عليه نبدأ فى وضع أولويات العمل، وبناء الشخصية أو تطويرها يأخذ سنوات طويلة، فمن الممكن نبنى ناطحات سحاب خلال عام لكننا نستهلك سنوات كى نطور شخصية، وقد رصدنا ظواهر أصبح من الملح بحثها وعلاجها وأذكر منها ظاهرة "المستريح"، هذه ظاهرة لابد من دراستها ومعرفة من المستفيد منها، وماذا حدث للشخصية المصرية، هل أصبح العمل لا قيمة له، هل تلخصت القيمة فى كيفسة الربح أياً كانت الطريقة.
 
وأذكر أن أهلنا الكبار كانوا يقولون "الجنيه تحس بطعمه لما يكون من عرق جبينك"، ومعنى تلك الحكمة أن العمل يحقق كيانك ويطور شخصيتك، وعندما تنجح فى عملك فمن الطبيعى أن يعود عليك ذلك بالمال.
 
وقس على ذلك ظواهر كثيرة جداً، مثل البر بالوالدين، والطلاق، ومشكلات الميراث التي قد تصل إلى حد قتل الابن لوالديه. 
 
وهناك حلول سريعة لعلاج تلك الظواهر، أو ما أسميه بلغتى الطبية "نقل دم"، رغم أنها لن يؤتى ثمارها فى يوم وليلة، لكن تأثيرها أسرع، وهو استخدام "الدراما"، يجب أن يكون لدينا سياسة درامية تعمل على علاج تلك الظواهر.
 
 وعلى سبيل المثال نحن بحاجة إلى زرع ثقافة العمل، ومسلسل على غرار "لن أعيش فى جلباب أبى" سيساهم فى زرع تلك الثقافة، كما نحتاج إلى زرع ثقافة الانتماء وهو ما تقوم به مسلسلات مثل "الاختيار" وهكذا .
 
هذا فى رأيى أهم من الدعم المادى، وليس معنى ذلك أن نلغى الدعم، لكن علينا أيضاً تغذية العقل.
 
وأيضاً إرساء القيم فى المناهج التعليمية، وأيضاً من خلال برامج التوك شو.
 

 

 

 
 

- وما رأيك فى اختيار الأكاديمية الوطنية للتدريب لتنظيم الحوار الوطني؟

 

 
 الأكاديمية الوطنية للتدريب من أكثر الجهات المنظمة فى مصر، ولها سابقة في تنظيم مؤتمرات الشباب ومنتدى شباب العالم بحرفيه غير عادية، وهذه مؤشرات على أن دورها التنظيمي واللوجيستى سيكون أكثر من رائع .
 

- من وجهة نظرك ما هى العوامل التي تساعد على إنجاح الحوار الوطني؟

 

المشاركون في الحوار الوطني، بمعنى أنه لابد أن نعى مفهوم الحوار الوطني جيداً وبشكل صحيح، وهو أنه حوار وطني للانتقال لدولة جديدة، مستخدين أفكاراً جديدة وأساليب جديدة، وليست جلسات لعرض مقترحات وتقديم شكاوى وطلبات، كلنا على أرضية وطنية واحدة والحوار والتفاهم يدفعان لنجاح أى عمل.
 

- تحدثت عن الجمهورية الجديدة .. هل ترى أنها تتطلب تعديلات دستورية ؟

 

هناك بعض المواد الدستورية بحاجة لتعديلات، لأن دستور 2014 دخل في تفاصيل التفاصيل، وهذا أمر معيق.
 
وفي التعديلات الدستورية السابقة تقدمنا بـ37 مادة بحاجة للتعديل و37 أخرى طلبنا إلغاءها، وتقدمت إلى الأمانة العامة لمجلس النواب بذلك فى وقتها، وعلى سبيل المثال فإن اللجنة العليا للانتخابات موجودة، لكن النص الدستورى ما زال "لحين إنشاء الهيئة الوطنية للانتخابات".
 
وهناك مثال آخر يتعلق بالمحليات، وقتها ذكرنا أنه من المستحيل أن يخرج قانون للمحليات، لماذا؟ لأن مادته الدستورية معيبة، بما معناه، نحن نريد أن ندفع بالمرأة والشباب فى المحليات، والمادة تنص على أن الشباب يمثل 25% ولم تقل "على الأقل بل حددتها، وكذلك المرأة 25%، وأيضاً لم ترد جملة "على الأقل"، وينص الدستور على 50% عمال وفلاحين على الأقل، وفى منطقة مثل مصر الجديدة كيف سيترشح بها 50% عمال وفلاحين؟!
 
لن نستطيع أن نضبط نظام انتخابى يحقق هذه النسب، إذن لابد من تعديل، وهناك مواد كثيرة في الدستور تحتاج إلى تعديلات.
 

- ما رأيك فى النظام الانتخابى الحالى.. وما هو النظام الانتخابى الأفضل فى وجهة نظرك؟

 

أنا لا يهمنى النظام الانتخابى، وإنما أن يكون لدينا ثقافة حزبية سياسية لدى المواطنين ولدى من يعملون في الأحزاب السياسية.
 
إذا نزلنا إلى الشارع سنجد معظم الشعب ليس لديه الرغبة فى الإقبال على الحياة السياسية، وغالباً ما يقول المواطن العبارة الشهيرة: "الأحزاب لم تقدم لى شيئا".
زرع عند المواطن أن الحزب السياسى هو الذي يقدم له خدمات عينية، وهذا ما بدأه جماعة الإخوان سنة 1928 .
 

 

 

 
 

- إذن أين دور الأحزاب في التوعية بدور الحزب السياسي؟

 

أولاً يجب أن يعرف المواطن ما هو الحزب السياسي، هو فكرة وله أيديولوجية وأهداف، بمعنى أن المواطن ينضم إلى الحزب الذي يتماشى مع أيدلوجيته وأهدافه، ولابد أن يعرف المواطن خريطة الأحزاب وملامحها، الناس تتحدث عن وجود 104 أحزاب، أتمنى يكون عندنا 300 حزب، ولكن الأهم هو أن يعرف المواطن خريطة تلك الأحزاب، من هو وسط ومن يسار ومن يسار الوسط، لابد أن نزرع الثقافة الحزبية لدى المواطن.
 
دور الحزب ليس رصف طرق وتقديم طلبات من خلال نوابه، وإنما دوره رقابى تشريعى، دوره هو خدمة المواطن من خلال التشريعات والرقابة الفعلية على الحكومة.
 
ثانياً دون الحزب أن يكون مدرسة وأكاديمية لتخريج رجال سياسة ورجال دولة.
 
عندما تريد القيادة السياسية تشكيل حكومة، أنا متأكد أنه لن يكون هناك مشكلة فى أن تختار قيادة من حزب كذا في السياسية، وكذا في الاقتصاد .

 

 

 

- ما رأيك في حكومة الدكتور مصطفى مدبولى؟

 

الحكومة بها وزارات تؤدى وأخرى لا، وكلها لا تؤدى بنسبة واحدة، لكن هناك تنسيقا بين بعض الوزارات، وهذا أمر جديد .
 

- فى ظل استمرار  الحرب الروسية الأوكرانية.. هل نجحت الدولة المصرية فى التغلب على الأزمات الاقتصادية، وما رأيك فى المشهد الاقتصادي الراهن؟

 

دعنا نتفق أن الأزمة عالمية، ولابد من قياسها في المستوى العالمى، بمعنى على أنا أفهم ماذا فعلت الدول التي تشبهنا اقتصادياً، ولا أقارن نفسى بالدول الأكثر تقدماً.
 
في مصر في ظل الأزمة حدثت زيادة طفيفة في أسعار البترول، بالمقارنة بالدول الأوروبية والولايات المتحدة التي وصل فيها سعر الجالون إلى 4 و5 دولارات، بنسبة ارتفاع 200% ، وهذا لم يحدث في مصر، الدولة المصرية تحاول ضبط الأسعار بأى شكل ممكن.
 
وشاهدنا فيديوهات بدول أوروبية عظمى، وأرفف السوبر ماركت لديها خالية من المنتجات، إذن هناك عجز في توفير المنتج، وليس فى كونه غاليا أو رخيصا، وهذا لم يحدث فى مصر، المواطن يشعر بارتفاع الأسعار لكن المنتج متوفر، وارتفاع الأسعار ممكن يكون قاسيا لكننا  نبنى دولة كانت أشلاء، وفى ظل تفشى فيروس كورونا وتأثيره اقتصادياً على العالم كله، وهذا أداء أكثر من رائع يحسب للقيادة السياسية والحكومة، وكلامى ليس تطبيل إنما قائم على المنطق.
 
الدول الأوروبية مستقرة سياسياً واقتصادياً، وعانت في ظل أزمة كورونا والحرب الروسية الأوكرانية، لكن الدولة المصرية في ضوء إمكانيتها استطاعت الصمود حتى الأن، والصمود لن يكون بدون الشعب المصري.
 
ما حدث من إصلاحات اقتصادية هو ما جعل الدولة المصرية صامدة حتى الأن، ولولا أزمة كورونا والأزمة الروسية الأوكرانية لكانت مصر حاجة تانية.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز