عاجل
الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
مصر من 2014 حتى 2030 «عند منتصف الطريق» الذين أفسدوا الدين والدنيا! "4"

مصر من 2014 حتى 2030 «عند منتصف الطريق» الذين أفسدوا الدين والدنيا! "4"

لم يَعُد هناك مَجال لتجاهُل ملف تطوير «الفكر الدينى» وليس مُجرّد «الخطاب الدينى».. الأزمة فى الأساس أزمة فكر؛ لأن الخطابَ منبته فكرٌ أفسَد الدنيا وأفسَد الدين.



كنت أستغرب مَطلب الزميل الكاتب الصحفى الأستاذ محمد مصطفى أبوشامة بوضع مسألة الخطاب الدينى كأحد مَحاور الحوار الوطني والمجتمعى، والآن أستوعب مَطلبه وأضم صوتى إليه.. إذا كنا بالفعل نريد أولويات للعمل الوطني تَضمَن العبورَ نحو مستقبل أفضل لهذا البَلد وأهله الكرام.

الأمْرُ الآن تَجاوَزَ مَرحلة وجهات النظر وتنظير المثقفين وتعقيب من متخصصين.. الأمْرُ وصَل إلى السِّلْم والأمْن المُجتمعى بتغييب الوعى الحقيقى وبناء وعى مُزَيَّف يُبرّر للمُجرمين أفعالهم ويدفعهم إليها ويلتمس لهم العُذرَ.. لم يَعُد مجرد الفكر الدموى الذي يختص بتغييب بعض البَشر ويجعل منهم إرهابيين؛ لكنه امتد للمُدمنين والمُحبطين.. فيجعل من الأول إرهابيًا مُحتَمَلاً ينتظر الفرصة ويُبَيّض وجه الثانى بارتكاب جريمته، ووسط كل هذا الإفساد كيف يتم بناءُ إنسان؟ 

هذا هو السؤال.. حتى لو امتلكنا أعظمَ أنظمة التعليم.. حتى لو امتلكنا مئات وآلاف الأفكار التقدمية التي تدفع المُجتمعَ إلى الأمام سيظل هذا الفكرُ مُدمِّرًا لكل أمَل وكل طموح يمضى بالأمّة المصرية نحو نسق حضارى جديد يتماشَى مع المعجزة التي حققها هذا الشعبُ عندما قرّر ألا يُحكم بفكر إرهابى متخلف عن كل ما هو إنسانى.. فكر يعادى الإنسانية نفسَها.

أطاح المصريون برأس الأفعَى فى ثورة يونيو العظيمة التي نحيا أيام ذكراها المَجيدة، ولكن لا تزال أذنابُ هذا الفكر ترتع وتعبث. استخدموا فوضَى التواصُل الاجتماعى وزيّن لهم شهوة الشهرة والتريند.. والمُحصّلة ترسيخ جهل وبناء سياق من التخريف يصطف فيه يوميًا قطيعٌ من الهَمَج.

هذه الأصواتُ الغوغائية وهذه الأفكارُ المتطرفة جذورُها ممتدة منذ القِدَم ليست وليدةَ اليوم ولا الأمْس ولطالما كان الأزهرُ الشريفُ حصنًا حقيقيًا للعالم الإسلامى كله وليس للمسلمين المصريين فقط.. ولولا وجود الأزهر ودوره على مدار ألف عام لاستفردت هذه الجماعات وهذا الفكرُ بالإسلام والمسلمين.

لا نريد أن نرَى هؤلاء على الشاشات؛ ولكن نريد أن نرَى فضيلة الإمام الأكبر أحمد الطيب شيخ الجامع الأزهر.. ولا نريد أن نقحم الإمامَ الأكبرَ فى تفصيلات جدلية لا تليق مع مقام الأزهر الشريف؛ ولكن نريد أن يظل صوتُ الأزهر مسموعًا وصداه حاضرًا دائمًا.. تَحَدّث يا فضيلة الإمام.

وأتمنّى أن يكون الحديث عن الدين دون ترخيص من الأزهر الشريف والجهات المَعنية مُجَرَّمًا حتى ولو كان على السوشيال ميديا، وأتمنّى أن يصل هذا النداءُ إلى أستاذنا الكاتب الصحفى كرم جبر رئيس المجلس الأعلى للإعلام وألا تنقل الصحفُ عن هؤلاء المرتزقة باسْم الدين.

إننا نريد أن نمضى إلى الجمهورية الجديدة والإنسان المصري بعنفوانه الفكرى.

وللحديث بقية.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز