عاجل
الثلاثاء 19 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
عند منتصف الطريق «30 يونيو» فى عيدها التاسع.. فلسفة الثورة التى علينا التمسك بها! "5"

عند منتصف الطريق «30 يونيو» فى عيدها التاسع.. فلسفة الثورة التى علينا التمسك بها! "5"

تظل وتَبقَى ثورة يونيو العظيمة مساحة حُرّة داخل وجدان هذه الأمّة.. تَظل وتَبقى الحدث الإنسانى الأعظم فى العصر الحديث.. طوفان من البَشر خرجوا لهدف وحيد هو استعادة الوطن من براثن جماعة الإخوان الإرهابية وأن يكون هذا الوطن للجميع.. صوت الجماهير المُعَبر عن المجتمع المصري بكل مكوّناته هذا الصوت الذي استدعَى قواته المسلحة ليخرج القائد من بين صفوف هذا الشعب وهذه القوات المسلحة العظيمة مُعلنًا تحرير مصر منتصرًا لإرادة الشعب مؤكدًا أن لا إرادة تعلو فوق إرادة الأمّة المصرية إذا اتحدت مَهما بلغت التحديات وأنه بالمصريين يستطيع أن يواجه العالم.



وهذه هى «فلسفة الثورة»  ومحدّداتها الواضحة التي علينا التمسُّك بها واستعادة حضورها على الدوام ونحن نَعبر إلى الجمهورية الجديدة التي جاءت ثورة يونيو بنور فَجْرها.

وهذه المُحدّدات إذا توقفنا أمامَها بالتفصيل والتأصيل تكمن فى النقاط الآتية:

أولاً: إن الخصم والعَدوّ الرئيسى هو جماعة الإخوان الإرهابية وأنهم ليسوا فصيلاً مصريًا لم يكونوا ولن يكونوا. ثانيًا: إن الإخوان ليسوا مجرد حفنة من الإرهابيين، ولكن يمثلون أخطر فكر عرفته الإنسانية وأن لهذه الجماعة تنظيمًا دوليًا له تحالفاته وإن كانت ثورة يونيو العظيمة قد قطعت رأسَ الأفعى؛ فإن علينا دائمًا الانتباه لما تبقّى من أذناب هذا الفكر فى كل موقع.

ثالثًا: إن الشعب المصري خرج من أجل وطن يتسع للجميع لا وصاية عليهم فيه من أحد إلا الدستور والقانون وهما أعمدة الدولة المدنية الحديثة فلن يُستعبَد المصريون مَرّة أخرى باسْم الدين فالكل سواسية لا فرق بين مسلم ومسيحى ولا بين رجل وامرأة فالمساواة والمواطنة إرادة شعب.

رابعًا: إن الكتلة المصرية فى مجموعها لا يستطيع أحدٌ هزيمتها إذا اتحدَت على هدف واحد، ومن ثم فإن هدف خصوم هذه الأمّة تفتيت وتشتيت هذه الكتلة وإثارة النّعرات بينها.

خامسًا: إن ثورة يونيو فاصل تاريخى غيّرت مصرُ من خلاله مسارَ التاريخ وحركته فى المنطقة وفى العالم، وكل التوزانات الدولية التي تحاول الإعلان عن نفسها الآن مردها الفعل التاريخى الذي قام به شعبُ مصر.

سادسًا: إن محاولات إضعاف مصر وإسقاطها استهدفت إسقاط دولة المؤسّسات وإحداث الوقيعة بين الشعب والجيش، وبالتالى فإن الدرسَ التاريخى هو أن دولة المؤسّسات القوية والقوات المسلحة القادرة هم حصن هذه الأمّة إلى الأبَد وأن الدولة القوية المستقرة هى التي تأتى بالديمقراطية ولا قيمة للديمقراطية فى وطن لا ينعم أهله بالأمان والاستقرار.

سابعًا: إن الرئيس عبدالفتاح السيسي يظل فى تاريخ هذه الأمّة أحدَ أبطالها العظام ويبقى للأبَد البطل الذي أنقذ مصرَ من أخطر مصير استهدف الأرض ومَن عليها.. مصير سعى لمُصادرة كل المستقبل ووضعه فى خانة الظلام والتخلص من كل الإرث الحضارى لبَلد ينتمى لأعظم الحضارات الإنسانية. لقد أراد الإخوان أن يخرجوا مصرَ من حسابات التاريخ والجغرافيا، فكان مصيرهم مَزبلة التاريخ كحال كل عدوّ سعَى لكسر مصر.

أخيرًا.. إن ثورة يونيو جاءت لكى يعرف المصريون أنفسهم ومعرفة النفس هى الطريق للحكمة.. وحكمة المصريين دائمًا حاضرة فى أصعب المواقف يستدعى خلالها المصري مخزونًا حضاريًا عُمقه سبعة آلاف عام متراكم تحت جلد أبسط فلاح فى مصر.. وبفضل هذه الحكمة اجتاز هذا الشعبُ العظيمُ معركة تلو الأخرى وفى كل مرّة يكون النصر حليفه.. اجتاز معركة الإرهاب.. اجتاز معركة الإصلاح الاقتصادى وتَحَمَّل تبعاته بصبر جميل لا يعرفه إلا المصريون.. اجتاز معركة البناء والتنمية.. توحّد وتماسَك فى لحظة اختلال كونى بفعل وباء عالمى سوف يكتب التاريخ يومًا تفاصيله الحقيقية والآن يواجه ويسعى بشرف لامتلاك قدراته فى زمن مَن لا يمتلك القدرة لن يملك قراره.

وللحديث بقية.. عاشت ثورة يونيو.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز