عاجل
الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

"سقوط الأقنعة".. كتاب جديد يرصد صعود وانهيار التيارات السياسية الإسلامية في زمن الثورات

د. أسامة السعيد: فشل الإسلاميين في الخروج من عباءة التنظيمات السرية وارتباطهم بالإرهاب وراء تحولات صورتهم الذهنية



الإعلام لعب دورًا كبيرًا في كشف تناقضات خطاب ومواقف جماعات الإسلام السياسي

 

 

صدر حديثًا كتاب جديد للكاتب والباحث الدكتور أسامة السعيد تحت عنوان "سقوط الأقنعة .. صورة الإسلام السياسي في زمن الثورات"، عن الهيئة العامة للكتاب ويرصد المؤلف في كتابه تطور الصورة الإعلامية والذهنية لقوى الإسلام السياسي لدى الجمهور العربي في الدول التي شهدت ثورات خلال العقد الماضي، وكيف ارتبطت تلك الصورة سواء المقدمة في وسائل الإعلام أو لدى الجمهور بصعود وانهيار تلك القوى الإسلاموية في العديد من دول المنطقة، وأسباب تحولات تلك الصورة. والكتاب يتضمن سبعة فصول تتضمن تحليلا وتأصيلا علميا لمصطلح "الإسلام السياسي"، وما يثيره من إشكاليات علمية وسياسية وفكرية، كما يتطرق إلى رصد جذور ظهور جماعات الإسلام السياسي في المنطقة، وأبرز تلك الجماعات كجماعة "الإخوان" والتيار السلفي.

تحولات 

يقول مؤلف الكتاب أسامة السعيد نائب رئيس تحرير جريدة الأخبار إن الكتاب يقدم رصدا تحليليا لتحولات الإسلاميين في زمن ما بات يُعرف بـ"ثورات الربيع العربي"، ودورهم في بدايات تلك الثورات، وصولا إلى تولي الحكم في عدد من دول المنطقة، ومآلات تجربة وجود تلك الجماعات في السلطة بعد عقود طويلة من البقاء في مربع المعارضة السرية أو العلنية.

واضاف أن الكتاب يرصد أيضًا تطور الصورة الإعلامية المقدمة عن جماعات الإسلام السياسي في كل من مصر وتونس وليبيا، إضافة إلى الصورة الذهنية السائدة لدى الجمهور العام في تلك الدول، وتحولات تلك الصورة سواء بين الدول التي تمت دراستها، أو بين المراحل التي سبقت تولي تلك الجماعات للسلطة أو التي أعقبت وصولها إلى مقاعد الحكم، وكيف أثرت تجربة الحكم على الصورة الذهنية السائدة عن تلك الجماعات، إضافة إلى رصد وتحليل الاختلافات البينية بين الدول الثلاث، وأسباب تلك التباينات.

ويشير السعيد إلى أن الكتاب استغرق إعداده عدة سنوات للوقوف على مدى التحولات الكبيرة التي شهدتها صورة جماعات الإسلام السياسي في المنطقة العربية، وكيف أسهمت الأخطاء المتوالية وعدم قدرة الإسلاميين على الخروج من عباءة التنظيمات السرية، وإدراك حجم التحولات الكبيرة المحيطة بهم بتوليهم السلطة وتصدر المشهد السياسي بعد سنوات طويلة من العمل التهميش، في إحداث تحولات درامية في الصورة الذهنية لدى قطاعات واسعة من المواطنين العرب.

 

الوهم والحقيقة 

 

يضيف أن القوى الإسلاموية سعت على مدى سنوات طويلة لبناء صورة إعلامية وذهنية لنفسها كجماعات منظمة وتمتلك قدرات كبيرة على أن تكون بديلًا للأنظمة العربية القائمة قبل اندلاع الثورات العربية، كما ركزت على تكريس صورتها، باعتبارها بديلًا لم يجرب بعد، فضلًا على المبالغة فيما يتعلق بتعرضهم للاضطهاد، والاعتماد على الخلط الكثيف للخطاب الديني والسياسي، واستخدام مظاهر الالتزام الديني كوسيلة لإقناع أعداد غفيرة من المواطنين بصلاحيتهم السياسية.

 ويشير مؤلف الكتاب إلى أن التحولات العميقة التي شهدتها تلك الصورة في أعقاب وصول بعض تلك الجماعات للحكم وتصدر المشهد السياسي في العديد من الدول، وفشلها في تجربة الحكم، أو تقديم أداء سياسي يتناسب مع الصورة التي سعوا على مدى عقود لتكريسها، فضلًا على انتهاج بعض تلك الجماعات للعنف والارتباط بتنظيمات إرهابية عقب خروجهم من معادلة السلطة، كان في مقدمة الأسباب التي أدت إلى تحول صورة قوى الإسلام السياسي إلى صورة سلبية لدى قطاعات غالبة من المواطنين العرب، خاصة غير المسيسين منهم، وهو ما يمثل خسارة فادحة لرأسمال اجتماعي وجماهيري سعت تلك الجماعات إلى الاستثمار فيه على مدى عقود. 

ويوضح د. أسامة السعيد في كتابه أن الإعلام لعب دورًا كبيرًا في كشف تناقضات خطاب ومواقف جماعات الإسلام السياسي، خاصة جماعة "الإخوان"، والقوى السلفية، وهو ما ساهم في تحول صورة تلك القوى لدى المواطن العادي، وهو ما أدى على مدى سنوات إلى أن تكون وسائل الإعلام هدفا متكررا لهجوم جماعات الإسلام السياسي، سواء اللفظي أو حتى المادي، وسعي تلك الجماعات إلى الهيمنة على وسائل الإعلام أو تقديم إعلام بديل تابع للجماعة، إلا أنها فشلت في تحقيق أي من تلك الأهداف، واكتفت بالاستخدام النشط والمكثف للإعلام الرقمي. 

 

مسارات 

 

أخيرًا يطرح الكتاب رؤية مستقبلية لمسارات جماعات الإسلام السياسي، في ضوء الكثير من التطورات التي شهدتها تلك الجماعات عقب الإطاحة بحكمها في العديد من الدول، بطرق مختلفة، وقدرة تلك الجماعات على التفاعل مع تلك المتغيرات، سواء على مستوى التنظيم الداخلي لتلك الجماعات، أو على مستوى قدرتها على استيعاب التحولات الجوهرية التي شهدتها السنوات الماضية.

يُذكر أن كتاب "سقوط الأقنعة .. صورة الإسلام السياسي في زمن الثورات" هو الكتاب الرابع عشر في مسيرة د. أسامة السعيد، حيث أصدر العديد من الأعمال الفكرية والسياسية والعلمية المتخصصة، ومن بينها كتابه "الربيع الزائف.. الثورات وأزمة الإصلاح في الوطن العربي"، وكتاب "دواعش عبر التاريخ"، كما صدر له كتاب "إمبراطورية الدم .. حقيقة الوجود التركي في المنطقة العربية".  

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز