عميد زراعة الزقازيق: المخلفات الزراعية قيمة اقتصادية غير مستغلة
الشرقية_ مي الإزمازي
في إطار ما يواجهه العالم من تحديات لمجابهة أزمة التغيرات المناخية، التي تطرأ علي الكرة الأرضية، بسبب الانبعاثات الحرارية على الغلاف الجوي، التي تهدد حياة الإنسان والحيوان والنبات والغذاء وغيرها، تسعى الدولة جاهدة للعمل على التكيف مع التغيرات المناخية، والحد من الآثار الناجمة عنها وتحقيق التنمية المستدامة، من خلال الاستراتيجية الوطنية لتغير المناخ، لذلك تعمل كلية الزراعة بجامعة الزقازيق على التقليل من هذه التغيرات والحفاظ على البيئة من خلال إعداد مجموعة من الأبحاث العلمية.
ربما يعجبك
قال الدكتور أسامة محمد عبدالمنعم عميد كلية الزراعة، وأستاذ رعاية الحيوان بقسم الإنتاج الحيواني بجامعة الزقازيق، لـ"بوابة روزاليوسف" إن كلية الزراعة بالزقازيق من الكليات العريقة على مستوى الجمهورية، تاريخها يتعدى الـ65 عامًا، تم إنشاؤها كـ"معهد عالي زراعي"، وترتبط الكلية ارتباطا وثيقا بالبيئة، والنبات هو المصدر الوحيد للأكسجين في الكون، قد يتأثر النبات بالحيوان والإنسان والعكس، والتغيرات المناخية التي تحدث في العالم، الزراعة هي جزء أساسي فيها، لأنها تؤثر علي الإنتاج الغذائي وإنتاج الغذاء سيؤثر في التغيرات المناخية، وكلما توسعت المساحات الخضراء انخفضت التغيرات المناخية والتصحر، وكلما زادت درجات الحرارة تعمل على زيادة التغيرات وينخفض المطر ويجف الماء ويزداد التصحر ويسبب أزمة.
وتابع عميد كلية الزراعة: مصر ستستضيف مؤتمر المناخ في نوفمبر المقبل، وقامت كلية الزراعة، بإرسال عدد من الأبحاث التي تمت تجربتها وتطبيقها للمجلس الأعلى للجامعات بالإضافة إلى أن كل الجامعات سترسل أبحاثها العلمية للعرض في المؤتمر والاستفادة من التجارب.
وأشار الدكتور أسامة محمد عبدالمنعم، إلى أن كلية الزراعة بجامعة الزقازيق لديها أبحاث تم تطبيقها في هذا المجال لحل المشكلة، من خلال محورين "نباتي وحيواني"، في المحور النباتي، حصلت الكلية على 4 سلالات من القمح و4 آخرين من الأرز مقاومين للجفاف والحرارة وتحتاج لكميات قليلة من المياه وفترة زمنية أقل، يتم زراعتها أكثر من مرة خلال العام الواحد، وتم تسميتها عرابي 1،2،3،4، نسبة للزعيم الراحل أحمد عرابي ولوجو الجامعة.
وأوضح عميد كلية الزراعة بجامعة الزقازيق، أنه منذ عام 1990 والكلية تعمل على هذه الأبحاث، حتى أصبح الأمر واقعًا وله أهمية بالغة من القيادة السياسية، مشيرًا إلى أن بعض النباتات تحمل أمراض وتحولات وتحورات في الحشرات التي تُصيبها لم تكن موجودة من قبل، مثل حشرة تسمى بدودة "الحشد" تتغذى على أوراق وأعواد نبات الذرة، وذلك بسبب التغيرات المناخية التي ساعدت على انتشارها، وأصابت النباتات بالأمراض.
كما أن التغيرات المناخية أدت إلى إنخفاض معدل نمو الإنتاج الحيواني في "اللبن" وحتى الإنتاجي والتناسلي في حالات الولادة يصبح حجم ووزن المولود صغير أو يحدث إجهاض للأم بسبب التغيرات المناخية العالية، أو التعرض للعطش أو الملوحة، سواء في النبات أو الحيوان، موصحًا أن إنخفاض الانبعاثات الكربونية الناتجة عن المصانع والسيارات، تأتي من خلال الحفاظ على البيئة بزيادة المساحات الخضراء للتقليل منها، لافتًا إلى أن الحيوانات الحلابه عالية الإنتاج ينبعث منها غاز الميثان وهو الأخطر بعشر مرات من غاز ثاني أكسيد الكربون في التغيرات المناخية.
وفي السياق ذاته، قال الدكتور أسامة محمد عبدالمنعم، إن المخلفات الزراعية هي قيمة اقتصادية غير مستغلة، لافتًا إلى أنها كنز لا يمكن حرقها بأي شكل من الأشكال، ويمكن الاستفادة منها في الكثير من الصناعات مثل "قش الأرز"، والذي يستخرج منه مُركبات قيمتها المالية والاقتصادية مرتفعة الثمن "مركبات السيليكا"، ويدخل في صناعة الطوب ، الأعلاف، الأخشاب، الأوراق.
ولفت عميد كلية الزراعة، إلى أنه يتم الإعداد والتجهيز لمؤتمر عن تأثير التغيرات المناخية على المياه والنبات والحيوان والتربة والآثار السلبية الناتجة عن هذه التغيرات. مشيرًا إلى أن الكلية قامت بعقد ندوة عن التغيرات المناخية، وعرض مجموعة من الأبحاث في هذا الشأن، وعن كيفية الاستفادة من هذه الأبحاث في تقليل الانبعاثات الحرارية، للخروج بمجموعة من التوصيات كالتالي:
الحفاظ على البيئة، من خلال الاستخدام الأمثل للمخلفات وتقليل الانبعاثات الكربونية وزيادة المساحات الخضراء، الاستعداد، للحفاظ على السلالات الحيوانية والنباتية المقاومة لدرجات الحرارة والتغيرات المناخية، ولابد من انتشار دور ثقافة التغيرات المناخية، من خلال وسائل الإعلام بجميع أنواعها.
جوجل نيوز
