إفريقيا وصيد الأسماك
د. إبراهيم مرجونة
صيد الأسماك: بالرغم من أطوال الساحل الإفريقي الكبيرة وكثرة المياه الداخلية النهرية والبحرية، لكن إفريقيا لا تساهم كثيرًا في إنتاج السمك العالمي، ومن أهم أسباب قلة المصايد البحرية ضيقُ الرصيف القاري الإفريقي، باستثناء أقصى شمال غرب القارة وأقصى جنوبها. وفيما يختص بقلة إنتاج المياه العذبة الداخلية، فالسبب راجع إلى تنوُّع كبير في نوع الأسماك، ما يتعذَّر معه الصيد التجاري الذي يستلزم أعدادًا كبيرة وأنواعًا محدودة.
وأخيرًا فإن عدم وجود أساطيل صيد إفريقية تتوغل داخل المحيط هو سبب حاسم في قلة إنتاج الأسماك في إفريقيا.
والملاحظ أن الكثير من الإفريقيين يقومون بالصيد البحري والنهري، لكن ذلك يتم دون أن يكون الصيد هو الحرفة الأساسية، بل حرفة ثانوية تهيِّئ مصدرًا ثانويًّا للغذاء، ويمكن أن نستثني من ذلك بعض المناطق التي يعتمد فيها السكان على الأسماك كغذاء أولي، ومن هذه المناطق سكان بعض ضفاف النيجر والكونغو، ولاجونات داهومي وتوجو ونيجيريا، وسكان سواحل موريتانيا وأنجولا.
ولكن الإفريقيين يقومون بالصيد بوسائل قديمة، بينما يقوم الأوروبيون بالصيد تبعًا للوسائل الحديثة في البحار المجاورة لإفريقيا.
وأهم ما نلحظه بالنسبة لتنمية موارد الصيد، مشروعٌ بدأه البلجيكيون في الكونغو، هو مشروع مزارع السمك، الذي أصبح الآن يتكون من ١٢٢ ألف حوض تُربَّى فيها الأسماك، مساحاتها جميعًا أكثر قليلًا من عشرة آلاف فدان، ومعظم هذه المزارع تُربَّى فيها أسماك البلطي، ويعطي الفدان الواحد من هذه المزارع قرابة طن من السمك سنويًّا. وأهمية نمو الثروة السمكية أنها تعطي مصدرًا جديدًا للغذاء يعوِّض نقص اللحوم الملحوظ في الغذاء الإفريقي.
مساهمة إفريقيا في الصيد البحري العالمي لا تزال محدودة؛ إذ بلغت ٦٪ عام ١٩٧٠، وتنتج مصايد سواحل الأطلنطي ٦٢٪ من إنتاج القارة؛ حيث تحتكر جنوب إفريقيا وناميبيا وأنجولا ٤٧٪ منه، تليها منطقة سواحل المغرب والسنغال وغانا، وأهم الأنواع المصادة: السردين والماكريل والتونة، إلى جانب القشريات في السواحل الشرقية، والحيتان في سواحل ناميبيا وجنوب إفريقيا.
أستاذ التاريخ والحضارة الإسلامية – كلية الآداب بدمنهور
جوجل نيوز
