عاجل
الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

الصناعة في غرب إفريقيا

د. إبراهيم محمد مرجونة
د. إبراهيم محمد مرجونة

الصناعة: وكما قدم الإسلام للأفارقة المبررات النفسية والاجتماعية للعمل في الزراعة والتجارة؛ فإنه خلق نوعًا من النشاط في الصناعة اليدوية فأصابت تقدمًا ملحوظًا.



 

وكان وصول الإسلام إلى إفريقيا الغربية قد أذن بانقضاء العرى الوثنية، وحث الناس على ارتداء الملابس فازدهرت نتيجة لذلك حياكة الملابس وصناعة النسيج وكانت تومبوكتو، منذ نشأتها تشتهر بصناعاتها النسيجية، كما يقول المؤرخان كاتي وديوب الإفريقيان.

 

 

ومن جهة أخرى فإن الصناعات الاستهلاكية المحلية قد نمت نموًا عظيمًا، فقد انتفع الإفريقيون بالثروة الحيوانية في بلدانهم انتفاعا كبيرا، فظهرت الدباغة واشتهر ارمها خلال القرون الوسطى في البلدان العربية بشمال إفريقية، وكان الإفريقيون يصدرون أنواعا من الأحذية إلى تلك البلاد ضمن حركة التبادل التجارية.

 

 

وكانت مواقف الإسلام ضد الوثنية العنيفة المهاجمة تقتضي أن يدفع المسلمون غوائلها، واضطرهم ذلك إلى صناعة أنواع من الأسلحة التي يحتاجون إليها في الحروب وفي مقاومة الحيوانات المفترسة وفي الصيد، وكان الحدادون يمثلون مكانة مرموقة في المجتمع الإفريقي وكانت صناعتهم رائجة نظرا لحاجة الفلاحين إلى الأدوات الزراعية ولحاجة العمال اليدويين إليها في التجارة والدباغة والحياكة. 

 

 

وكان قيام قبائل السونجاي بتشكيل دولة غاؤ على النيجر نوعا من التكتل الإسلامي، وكان وجود هذه الدولة على ضفاف نهر النيجر العظيم قد دعاها إلى إنشاء أسطول تجاري وحربي يمخر عبابه، ومن الطبيعي أن تنشط صناعة القوارب بأشكالها المختلفة. 

 

 

وكان الصيد في هذا النهر قد أدى إلى ظهور صناعة تجفيف السمك التي اختصت بها مجموعة من سكان المدن النهرية وقد استطاع الإفريقيين أن يستغلوا الثروة الذهبية في بلادهم بمساعدة جماعة من التجار العرب من شمال إفريقية، واشتهرت في هذه الصناعة في منطقة البورة في غينيا، ومنطقة البامبوك في السنغال.

 

 

وقد أكد المؤرخ كولبان أن سبائك الذهب الإفريقية قد وصلت إلى بلدان البحر المتوسط، ولم يتقن الإفريقيون هذه الصناعة إلا عندما دخل الإسلام إلى بلدانهم فعرفهم قيمة الذهب في الحياة الاقتصادية.

 

 

وكانت صناعة الأسلحة- فيما عرف بدولة الحاج عمر- راقية متطورة، يشهد بذلك موجودات المتاحف الفرنسية، وكان عند الحاج عمر جماعة من الصناع يتقنون إصلاح الأسلحة النارية التي اشتراها الحاج عمر من السيراليون، وكان هذا السلطان يحث أتباعه على الاستمرار في استخراج الذهب حتى يتمكن من شراء الأسلحة لمقاومة الاستعماريين.

 

 

كل هذا، ما كان له أن يحدث لولا سلطان الإسلام، لأن الوثنية لم تكن في مستوى مقاومة الاستعمار من الناحية الاقتصادية أو الاجتماعية، لقد تهالكت الوثنية تحت أقدام المستعمرين لأنه لم يكن لها سند الدولة المنظم.

 

 

كان شعار الوثنيين: انتظر ثمار الأشجار حتى تسقط، وكان شعار الإفريقيين المسلمين: اعمل واكسب من الطريق الشريفة والوسيلة النزيهة.

 

أستاذ التاريخ والحضارة الإسلامية – كلية الآداب بدمنهور  

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز