عاجل
الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

حكاية مبنى على النيل قراراته غيرت وجه مصر من 70 سنة

متحف قيادة الثورة
متحف قيادة الثورة

يقع مبنى متحف زعماء ثورة 23 يوليو 1952، التي تحل ذكراها الـ 70” اليوم السبت، على ضفاف النيل في منطقة الجزيرة بالجيزة، وهو الشاهد على أقوى القرارات من قادة مجلس قيادة الثورة لإحداث ثورة تغير الظلم الاجتماعي والاحتكار السياسي القائم آنذاك والعمل على استقلال البلاد عن التبعية الأجنبية.



 

كان المبنى قد أنشئ تحت‏ ‏رعاية‏ ‏الملك‏ ‏فاروق‏ ‏كمبنى‏ ‏سكني‏ ‏عام ‏1949‏، على الطراز المعماري اليوناني القديم، ‏بميزانية‏ ‏لا‏ ‏تقل‏ ‏عن ‏118‏ ألف‏ ‏جنيه، وكان من المقرر الانتهاء من إنشائه خلال عامين فقط.

 

يتكون المبنى من ثلاثة طوابق على شكل مربع، يضم 40 غرفة تمتد على مساحة تصل إلى 3200 متر مربع، وتحيط به حدائق، يتوسطها بهو كبير.‏

ولم‏ ‏يكن‏ الملك فاروق ‏يتصور‏ وقتها أن هذه البقعة الهادئة الواقعة فى منطقة الجزيرة ستشهد أحداثاً درامية تطيح به.‏

 

فكان‏ ‏المبنى ‏فى‏ ‏البداية‏ ‏مرسى‏ ‏للسفن‏ ‏واليخوت‏ ‏الملكية‏، ‏وكان‏ ‏من‏ ‏المفترض‏ ‏أن‏ ‏يسلم‏ ‏للملك‏ ‏فى ‏يوليو‏ 1952، ‏غير‏ ‏أنه‏ ‏لم‏ ‏يطأه‏ ‏بقدمه‏ ‏لقيام‏ ‏الثورة،‏ ‏ليتحول‏ ‏بعدها‏ إ‏لى مقر قيادة مجلس الثورة‏، ففى ‏23‏ يوليو ‏1952 ‏كان‏ ‏يحيط‏ ‏المبنى‏ ‏أربع‏ ‏دبابات‏ ‏ومدرعات‏ ‏مزودة‏ ‏بأسلحة‏ ‏سريعة‏ ‏الطلقات،‏ ‏ومع‏ ‏ذلك‏ ‏استطاع‏ ‏الضباط‏ ‏الأحرار‏ ‏إصدار‏ ‏الأوامر‏ ‏بعدم‏ ‏خروج‏ ‏السيارات‏ ‏ومنع‏ ‏التجول‏ ‏داخل‏ ‏المبنى،‏ ‏والقبض‏ ‏على‏ المتواجدين داخله،‏ ‏الذين‏ ‏كانوا‏ ‏يدبرون‏ ‏للقضاء‏ ‏عليى ‏حركة الضباط الأحرار الذين استطاعوا السيطرة ‏على ‏المبنى‏ ‏بالكامل‏ ‏وصاغوا فيه‏ ‏بيان‏ ‏الثورة.‏

 

أصدر‏ ‏الرئيس‏ ‏الأسبق حسنى مبارك‏ ‏قراراً‏ ‏رقم 204 عام 1996، بنقل تبعية مقر مجلس قيادة الثورة الكائن بمنطقة الجزيرة إلى وزارة الثقافة، ليكون متحفاً لزعماء ثورة 23 يوليو، وفى نفس العام أصدر فاروق حسنى، وزير الثقافة الأسبق، قرارًا برقم 422 بضم المبنى إلى المركز القومى للفنون التشكيلية “قطاع الفنون التشكيلية حالياً”، ليتولى إعداده كمتحف لزعماء الثورة، وتلى ذلك تشكيل لجان متخصصة لجمع وتسلم جميع المقتنيات التي تخص زعماء الثورة والموجودة برئاسة الجمهورية.

 

بلغ عدد مقتنيات المتحف 11886 قطعة، من أهمها الميكروفون الذي أذاع منه الرئيس السادات بيان الثورة، وأول علم رفع على أرض سيناء بعد العبور عام 1973م، والعديد من صور الرئيس جمال عبدالناصر مع زعماء العالم، وصور للرئيس أنور السادات، ومجموعة من التماثيل النصفية للرئيسين عبدالناصر والسادات، ومجموعة من الهدايا المقدمة للرئيس السادات فى مناسبات مختلفة، ومجموعة من طوابع البريد التذكارية الصادرة فى المدة من 1952 إلى 1960 بمناسبة أعياد الثورة، والعديد من الوثائق الخاصة بأحداث الثورة وزعمائها.

 

بعد الانتهاء من نقل المقتنيات إلى المبنى، بدأت أعمال الترميم عام 2003م، ولكن تباطأت الشركة المنفذة فى العمل بحجة ضعف التمويل، حتى توقف العمل تماماً، ثم أجريت مناقصة لتنفيذ المشروع مرة أخرى، فازت بها شركة المقاولون العرب عام 2009.

 

وقبل ثورة 25 يناير 2011 بأيام قرر وزير الثقافة الأسبق فاروق حسني فى فبراير 2011 ضم مبنى مجلس قيادة ثورة 23 يوليو على ضفاف النيل بالجيزة إلى الآثار الإسلامية، وتحويله إلى متحف، وهو ما سيخضعه لقانون حماية الآثار رقم 117 لسنة 1983، فيحظر بيعه أو إزالته والعمل على ترميمه، وصيانة حرمه.

 

وفي إبريل عام ٢٠١٧ أصدرت القيادة السياسية قرارًا جمهوريًا بضم المتحف إلى القصور الرئاسية.

 

المدخل:

 

يؤدي إلى البهو الرئيسي للمتحف حيث نستشعر فيه عظمة وجمال عمارة المتحف المكون من طابقين فوق الطابق الأرضي والطابق السفلي.

 الطابق السفلي

 

يصل عمقه إلى ٩ م تحت الأرض، وهو عبارة عن مسرح متعدد الأغراض تقام علية الأعمال الفنية على اختلاف أنواعها.

 

 الطابق الأرضي

 

يتوسط الطابق مسرح رخامي والذي يغطيه بالكامل نسر حديدي يبسط جناحيه على المبنى وهو رمزًا للحرية.

 

مكتبة المتحف

 

تغطي المكتبة وقائع الثورة بكل تفاصيلها وكفاح الشعب المصري في مواجهة العدوان وكتب التراجم والمذكرات الخاصة لأعضاء مجلس قيادة الثورة.

 

القاعة متعددة الأغراض

 

هي واحة الفنون التي تعكس الهوية المصرية بعد ثورة يوليو ومعرض لأبرز الفنانين التشكيلين الذين أثرت الثورة بوجدانهم فعبروا عنها بإبداعاتهم.

 

الصالون الثقافي

 

هو ملتقى الأدباء والشعراء والمفكرين لعقد الندوات الثقافية والأمسيات التنويرية.

 

 

قاعة الفنون

 

هي حاضنة المواهب للمبدعين الصغار من ورش رسم للأطفال والشباب وروضة للفن والإبداع.

 الطابق الأول

 

يشتمل على قاعات العرض المتحفي والتي تمتد لتسع قاعات نتأمل فيها تاريخ الشعب المصري العظيم.

 

القاعة الأولى: 

 

تحكي أنه في عام ١٨٠٥ استطاع الشعب أن يفرض إرادته على السلطان العثماني وأن يختار محمد علي باشا واليًا على مصر لتبدء معه مرحلة من أهم مراحل تاريخها استمرت لـ ١٤٧ عامًا حيث كان بناء الجيش المصري من أهم مرتكزاتها ساعدت على تشكيل مفهوم الوطنية المصرية.

 

القاعة الثانية:

 

 تحكي أيضًا عن الاحتلال والفساد الذين حاصروا الشعب والخسائر الفادحة في حرب فلسطين فتكونت حركات وطنية سرية ومعلنة كانت أهمها:

حركة "الضباط الأحرار" بقيادة البكباشي جمال عبد الناصر ونخبة من رفقاء الدرب والسلاح.

حريق القاهرة الذي كان بمثابة الشرارة التي عجلت بقيام حركة الضباط الأحرار بعد أقل من ستة أشهر والتي أطاحت بالملك.

ألقي بيان الثورة الأول في صباح ٢٣ يوليو ١٩٥٢ معلنًا تطهير الجيش وانتفاضته على الفساد.

قاعة المحكمة فيها يقتص الشعب من ظالميه وتحاكم الثورة أعدائها ويحاسب كلًا من غدروا بآمال الشعب.

 

 

القاعة الثالثة:

 

 هي مدونة لعناوين الصحف ومؤكدة بالوثائق والمستندات ومسجلة بالصوت والصورة حيث نجد فيها مجلس الوصاية على الملك الرضيع الذي لم يستمر عهده سوى أقل من عام.

 

 

في ١٨ يونيو عام ١٩٥٣ ألغت الثورة رسميًا النظام الملكي وأعلنت مصر جمهورية برئاسة اللواء محمد نجيب.

 

القاعة الرابعة:

 

 تسرد لنا تولي اللواء محمد نجيب رئاسة المجلس ثم جمال عبد الناصر.

 

القاعة الخامسة:

 

 تضم الوثائق والمسندات التي تنقل لنا أنه في العام الثاني من الثورة نشبت خلافات في وجهات النظر السياسية بين الرئيس محمد نجيب وأعضاء مجلس قيادة الثورة حيث قدم محمد نجيب على إثرها استقالته في فبراير عام ١٩٥٤ والتي سميت بأزمة مارس، وبعد عوده نجيب مرة أخرى ومحاولة اغتيال جمال عبد الناصر في ٢٦ أكتوبر عام ١٩٥٤ "حادث المنشية" وحتى إعفاء محمد نجيب في ١٤ نوفمبر عام ١٩٥٤ ظل منصب رئاسة الجمهورية شاغرًا حتى عام ١٩٥٦.

 

القاعة السادسة: 

 

تضم الوثائق والمسندات التي تنقل لنا جلاء آخر جندي إنجليزي من مصر في ٨ يونيو عام ١٩٥٦ وبذلك تكتمل بنود معاهدة الجلاء التي وقعت في ١٩ أكتوبر عام ١٩٥٤.

 

القاعة السابعة: 

 

تضم الوثائق والمسندات التي تنقل لنا تولي الرئيس جمال عبد الناصر رئاسة البلاد وتدخل عهدًا جديدًا شعاره البناء والعمل في ظل الحرية والاشتراكية ورؤية لمشاريع طموحة من شأنها وضع مصر على طريق التقدم أهمها مشروع بناء السد العالي وتأميم قناة السويس، ودحر العدوان الثلاثي والتوسع في إنشاء المصانع والمشروعات القومية الكبرى.

على جانب القاعة توجد مقتنيات أصلية للرئيس جمال عبد الناصر والمشير عبد الحكيم عامر.

 

 

القاعة الثامنة:

 

 تضم الوثائق والمسندات التي تنقل لنا أنه لا صوت يعلو فوق صوت المعركة وهو شعار ما بعد نكسة يوليو ١٩٦٧، وهنا تبدأ فترة بناء القوات المسلحة والاستعدادات العسكرية بما سمي بحرب الاستنزاف على خطوط الجبهة، وقد أظهرت تلك الحرب بسالة المصريين وقدرتهم على محو آثار الهزيمة.

 

 

القاعة التاسعة:

 

 

 تنقل لنا خبر وفاة الرئيس جمال عبد الناصر وخروج الشعب المصري متوجهًا إلى توديع جثمانه الذي خرج من مجلس قيادة الثورة في الجزيرة.

تولى بعد ذلك الرئيس محمد أنور السادات ليتابع رحلة الكفاح وإعادة استقرار الأوضاع الداخلية واسترداد الأرض والكرامة واستمرت مسيرته إلى أن تحقق النصر العظيم الذي داوى الجراح وأعاد للشعب المصري والعربي أرضه كما أعاد له الثقة والكبرياء.

الطابق الثاني

 

يوجد به الصالون العلوي والصالون الثقافي العلوي.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز