دراسات علمية تكشف متحورات كورونا لديها القابلية لمقاومة أنواع العلاج الفيروسي المتداولة

كشفت دراسات علمية حديثة عن أن متحورات فيروس كورونا لديها الاستعداد لمقاومة العلاجات المضادة للفيروسات والتي تم الموافقة عليها مؤخرا لعلاج الإصابة بكورونا ومن أشهرها عقار "باكسيلوفيد" لعلاج الحالات الأكثر عرضة لخطر الإصابة والذي تنتجه شركة فايزر الأمريكية وعقار "ريميديسفير" المعتمد لعلاج البالغين والأطفال أكثر من 12 عاما.

وأوضحت الدراسات، التي نشرتها مجلة "ساينس انسايدر"، ونقلا عن ديريك يوخمانز، أستاذ علم الفيروسات بجامعة لوفان البلجيكية المشرف على إحدى الدراسات البحثية لأن 12 دورة علاجية بمضاد الفيروسات المعروف باسم "نيرماتريلفير" تمكنت ثلاث متحوارت لكورونا من تفادي التأثر بالمضاد الفيروسي بمقدار عشرين مرة.

وفي نفس الوقت، أظهرت دراسة أخرى، تحت إشراف جوديث جوتوين أستاذ الفيروسات بجامعة كوبنهاجن، أن متحورات كورونا، عندما تتواجد معا فإن فيروس كورونا يكون غير قابل للتأثير عليه من المضاد الفيروسي "نيرماتريلفير" بمقدار 80 مرة، وهذا الأمر يعتبر مهم جدا في الكشف عن نوعيه المتحورات التي تصيب مرضى كورونا وكيفية التعامل معهم في تلقى العلاج.

وقالت مجلة "ساينس انسايدر" في تقريرها إن هذه الدراسات الحديثة تشير إلى تعدد فرص ومدى استعداد فيروس كورونا لمقاومة العلاجات المتداولة حاليا في مختلف البلاد سواء لعلاج الحالات الأكثر عرضة للإصابة أو العقارات الأخرى المتداولة للبالغين والأطفال.

وأضافت المجلة أن هذه الدراسات في الوقت الذي تشهد فيه العديد من دول العالم انتشارا جديدا لحالات الاصابة بفيروس كورونا نتيجة الإصابة بمتحورات جديدة حيث تزداد مخاوف الأطباء من جديد من أن هذه المتحورات قد لا يؤثر فيها العلاجات المتداولة لعلاج كورونا. وفي هذه الصدد، نقل التقرير عن البروفيسور ديفيد هو، عالم الفيروسات بجامعة كولومبيا، قوله إنه "عندما يتم الضغط لمقاومة الفيروس فإنه يبدي مقاومة وهي فقط مسألة وقت وسيظهر ذلك والدليل على ذلك نسبة الإصابات المنتشرة حاليا".

يشار إلى أن البروفيسور ديفيد هو أحد العلماء الذين قاموا بتوثيق مقاومة فيروس الإيدز للعقارات الدوائية منذ ثلاثة عقود.

وكانت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية قد اعتمدت في شهر ديسمبر الماضي عقارًا اسمه باكسلوفيد للاستخدام في حالات الطوارئ، ويجمع هذا العقار بين مكونين رئيسين أولهما نيرماتريلفير، وهو يثبط نشاط إنزيم معين يحتاجه الفيروس المسبب لمرض كوفيد 19 في عملية التكاثر، والثاني مضاد للفيروسات يحمل اسم ريتونافير، وهو يعمل على إبطاء تحلل المكوِّن الأول نيرماتريلفير.

وقد اعتُمد عقار باكسلوفيد لعلاج حالات كوفيد 19 الخفيفة إلى المتوسطة لدى المرضى من عمر 12 عامًا فأكثر ممن هم أكثر عرضةً لحدوث مضاعفات خطيرة بسبب الإصابة وتُعطى هذه الأدوية عن طريق الفم على شكل أقراص.