عاجل
الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

لياو لي تشيانغ: ما يسمى بـ فخ الديون الصينية شائعات مغرضة للإساءة لبلادي

السفير الصينى بالقاهرة يكشف كل الحقائق فى حوار حصري لـ"بوابة روزاليوسف"

لياو لي تشيانغ
لياو لي تشيانغ

ما بين اتهامات الغرب للصين بمحاولة إقامة إمبراطورية جديدة فى إفريقيا عبر الاقتصاد والتجارة، وتسابق دول القارة السمراء على جذب الاستثمارات الصينية وتوطيد العلاقات مع بكين، تتراوح القراءات المختلفة لطبيعة الشراكة الصينية - الإفريقية، وتفرض الأسئلة حول طبيعة و مستقبل هذه العلاقات.



 

السفير الصينى: لم تُجبر أي دولة إفريقية على رهن مواردها للصين والغرب أكبر دائن لإفريقيا

 

فى حوار خاص لـ”بوابة روزاليوسف” تحدث السفير الصينى بالقاهرة، لياو لي تشيانغ عن العلاقات الصينية الإفريقية  كما دحض الاتهامات الغربية بسعى الصين لإيقاع الدول الإفريقية في ما يعرف بفخ الديون.

 وإليكم نص الحوار:

- في السنوات الأخيرة، تطورت العلاقات الصينية الإفريقية بشكل سريع، ما هو تعليق سعادة السفير على الوضع الراهن للعلاقات الصينية الإفريقية؟ 

 

 

الصين هي أكبر دولة نامية في العالم، وإفريقيا هي القارة التي تضم أكبر تجمع للدول النامية. ولقد ربطت الأحداث التاريخية المماثلة والبعثات التاريخية المشتركة بشكل وثيق بين الصين وإفريقيا، وكانت الصين وإفريقيا دائمًا مجتمعًا له مستقبل مشترك. لذا إن تطوير التضامن والتعاون مع الدول الإفريقية هو حجر الزاوية المهم في السياسة الخارجية للصين، وهو أيضًا خيار الصين الاستراتيجي الراسخ على المدى الطويل. مع دخول حقبة عصر جديد، طرح الرئيس الصيني شي جين بينغ، مبادئ سياسة الصين تجاه إفريقيا والمتمثلة في مبادئ الإخلاص والنتائج الحقيقية والصداقة والتقارب وحسن النية ومبدأ السعي لتحقيق منافع أفضل والمصالح المشتركة، ما أوضح الاتجاه الصحيح والقواعد الأساسية للتعاون مع إفريقيا في العصر الجديد. في عامي 2015 و2018، عُقدت قمة جوهانسبرج لمنتدى التعاون الصيني الإفريقي وقمة بكين لمنتدى التعاون الصيني ـ الإفريقي بنجاح، مما عزز وصول التعاون الصيني الإفريقي إلى مستوى جديد غير مسبوق. 

 

وقرر الرئيس شي جين بينج والقادة الأفارقة في قمة بكين لمنتدى التعاون الصيني ـ الإفريقي في عام 2018، بالإجماع بناء مجتمع صيني إفريقي أوثق ذي مستقبل مشترك، ووضع معلم جديد في تاريخ العلاقات الصينية ـ الإفريقية، وقيادة العلاقات الصينية ـ الإفريقية.

 

 

 والتعاون الصيني ـ الإفريقي إلى مستوى جديد. وفي مواجهة الاختبار القاسي للوباء الجديد، قدمت الصين وإفريقيا التضامن والدعم المتبادل، وعُقدت بنجاح القمة الصينية -الإفريقية الاستثنائية حول التضامن لمكافحة مرض فيروس كورونا الجديد "كوفيد-19"، وكتبت فصلًا جديدًا في التضامن لمكافحة الوباء والتغلب على الصعوبات بشكل مشترك. في نوفمبر 2021، عُقد المؤتمر الوزاري الثامن لمنتدى التعاون الصيني الإفريقي بنجاح. 

 

 

وفي خطابه الرئيسي في حفل الافتتاح، طرح الرئيس شي جين بينغ روح الصداقة والتعاون بين الصين وإفريقيا وهي - "الصداقة المخلصة والمعاملة المتساوية والمنفعة المتبادلة والفوز المشترك والتنمية المشتركة ودعم العدالة والدفاع عن العدالة والتكيف مع الوضع الحالي المنفتح والشامل"؛ كما طرح الرئيس أربعة مقترحات بشأن بناء مجتمع صيني إفريقي ذي مستقبل مشترك لعصر جديد، وهي أن "أولًا، الاستمرار في الوحدة لمكافحة الوباء؛ ثانيًا، تعميق التعاون العملي ؛ ثالثًا، تعزيز التنمية الخضراء ؛ رابعًا، الحفاظ على الإنصاف والعدالة".

 

 

كما أعلن الرئيس شي جين بينج عن "تسعة مشاريع" للتعاون الصيني الإفريقي في السنوات الثلاث المقبلة، والتي تغطي مختلف المجالات بما في ذلك الصحة والحد من الفقر والاستفادة من الزراعة وتعزيز التجارة والاستثمار والابتكار الرقمي والتنمية الخضراء وبناء القدرات والتبادلات الثقافية والسلام والأمن؛ كل ما سبق يوضح التصميم الراسخ للصين وإفريقيا على السعي لتحقيق التنمية المشتركة ومواجهة التحديات وتقاسم الفرص في العصر الجديد. في الوقت الحاضر، تخطو الصين وإفريقيا خطوات كبيرة على طريق بناء مجتمع صيني إفريقي ذي مستقبل مشترك في العصر الجديد. 

 

 

تتبع الصين وإفريقيا بثبات مسار التنمية الذي يتناسب مع ظروفهما الوطنية، ويحرصان على تعميق الحوار والتبادلات بشأن حوكمة الدولة وإدارتها، ولديهما اصرار على اتخاذ مستقبل بلدهما ومصيرهما بأيديهما، ويدعم كل منهما بقوة جهود الآخر لحماية السيادة الوطنية والأمن والتنمية. 

ودائما ما يؤكد الطرفان على ضرورة بذل الجهود لتعزيز المواءمة الاستراتيجية المتعمقة بين البناء الصيني-الإفريقي المشترك لمبادرة الحزام والطريق ومبادرة التنمية العالمية من جانب، وجدول أعمال الاتحاد الإفريقي 2063، وبناء منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية، واستراتيجيات التنمية الخاصة بالدول الإفريقية على الجانب الآخر. 

 

 

كما أن هناك التزام من الطرفين للدخول في حقبة جديدة من الارتقاء والتطور عالي الجودة في التعاون الصيني-الإفريقي. حيث تلتزم الصين وإفريقيا بروح المنتدى المتمثلة في المشاورات المكثفة والمساهمات المشتركة وتقاسم المنافع، والعمل سويا لتنفيذ "البرامج التسعة" ورفع مستوى التعاون الصيني-الإفريقي في مجالات تشمل الرعاية الطبية والصحية وتحسين سبل معيشة الشعب والتنمية الخضراء والاقتصاد الرقمي وبناء القدرات، من أجل تقديم مساهمة أكبر في تحقيق التعافي الاقتصادي والتنمية المستدامة في إفريقيا في فترة ما بعد الجائحة. 

 

 

لطالما كانت الصين الشريك التعاوني الأكثر إخلاصا وموثوقية لإفريقيا، وإن مساهمة الصين في إفريقيا ستزداد فقط، ولن تنقص في يوم ما.

 لذا من الضروري الحفاظ على الصداقة التقليدية والمضي قدما في الصداقة الصينية-الإفريقية عبر الأجيال.

 

 

و يسير الجانبين قدما في روح الصداقة والتعاون بين الصين وإفريقيا، وتسرد قصص إفريقيا بشكل جيد في الصين، وكذلك تسرد قصص الصين بشكل جيد في إفريقيا، ويسعى كلا الطرفين للمساهمة في الصداقة الصينية-الإفريقية والحفاظ عليها.

 

 إنني على ثقة أن الجانبين سيعززان التبادلات بين شباب البلدين، وسيلعبان دورا نشطا في رعاية وحماية المواطنين الصينيين في إفريقيا والمغتربين الأفارقة في الصين، وسيعملان على تنشئة المزيد من الأشخاص المطلعين على العلاقات الصينية-الإفريقية الذين يكنون كل الاعتزاز بالتعاون الصيني-الإفريقي ويعتزون بالصداقة بين الصين وإفريقيا، حتى تستمر زهرة الصداقة الصينية-الإفريقية التي غذتها الأجيال الأقدم يانعة إلى الأبد.

 

 

 إن الصين وإفريقيا تدعمان التعددية الحقيقية والإنصاف والعدالة الدوليين. يلتزم الجانبان بالمقترحات العادلة لإفريقيا والدول النامية الأخرى، ويعززان تطوير النظام الدولي في اتجاه أكثر عدلًا ومعقولية، والصين مستعدة للعمل مع إفريقيا لتشجيع المزيد من الدول والمنظمات الدولية على الانضمام إلى "مبادرة التنمية العالمية" و"مبادرة الشراكة من أجل تنمية إفريقيا"، وذلك بهدف خلق تضافر أقوى بين المجتمع الدولي في دعم تنمية إفريقيا. 

 

- ما هي الإنجازات البارزة التي حققتها الصين وإفريقيا في البناء المشترك لـ "الحزام والطريق" في السنوات الأخيرة؟ 

 

إفريقيا هي الامتداد التاريخي والطبيعي لمبادرة الحزام والطريق. تاريخيًا، جلب طريق الحرير البحري الشاي والبورسلين وخبرة التنمية الصينية إلى إفريقيا، وعزز الصداقة بين الشعبين الصيني والإفريقي والتعلم المتبادل للحضارات، وأصبح طريقًا للصداقة بين الصين وإفريقيا وسيظل في ذاكرة التاريخ إلى الأبد. منذ اقتراح مبادرة الحزام والطريق، لاقت المبادرة دعمًا ومشاركة نشطة من الدول الإفريقية. 

وحتى الآن، ومن بين 53 دولة إفريقية أقامت علاقات دبلوماسية مع الصين، وقعت 52 دولة بالإضافة إلى مفوضية الاتحاد الإفريقي على وثائق تعاون بشأن البناء المشترك لـ "الحزام والطريق" مع الصين.

 

أصبحت إفريقيا واحدة من أكثر المناطق نشاطًا للمشاركة في تعاون "الحزام والطريق"، وقد حقق التعاون في إطار "الحزام والطريق" بين الصين وإفريقيا تغطية كاملة بشكل كبير لكافة المجالات.

 

في السنوات الأخيرة، وتحت جهود التعاون في إطار " الحزام والطريق"، تسارعت وتيرة التنمية بين الصين وإفريقيا.

 

توالت المشاريع واحدة تلو الأخرى، حيث تم افتتاح مشروع خط السكك الحديدية مومباسا-نيروبي الرابط بين العاصمة الكينية نيروبي وميناء مومباسا، كما قامت الصين وجمهورية الكونغو ببناء طريق الكونغو الوطني رقم 1 كمشروع تعاون متبادل المنفعة.

 

كما عزز أنشاء مشروع ميناء متعدد الوظائف في جيبوتي بشكل فعال القدرة التجارية المحلية.

 

وهناك العديد من المشاريع الكبرى في إطار "الحزام والطريق"، والتي لعبت دورًا مهمًا في عملية الترابط والتكامل الإقليمي. 

 

إجمالي حجم التجارة بين الصين وإفريقيا  بلغ 254.3 مليار دولار أمريكي، بزيادة سنوية قدرها 35.3٪  

نمو التعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين وإفريقيا بشكل مطرد، في عام 2021، وصل إجمالي حجم التجارة بين الصين وإفريقيا إلى 254.3 مليار دولار أمريكي، بزيادة سنوية قدرها 35.3٪، وبلغت صادرات إفريقيا إلى الصين 105.9 مليار دولار أمريكي، بزيادة سنوية قدرها 43.7٪. كما ظلت الصين أكبر شريك تجاري لإفريقيا لمدة 12 عامًا متتالية. 

ويوضح تقرير مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية أن الاقتصاد الإفريقي تحسن بشكل ملحوظ في عام 2021، ويرجع ذلك بشكل رئيسي إلى تحسن البيئة الخارجية، وعلى وجه الخصوص، دعم الصين ودول أخرى إفريقيا لتعزيز قدرتها على التصدير. 

 

هذا العام هو العام الأول لتنفيذ نتائج المؤتمر الوزاري الثامن لمنتدى التعاون الصيني الإفريقي؛ وقد تغلبت الصين وإفريقيا على الآثار السلبية للوضع الاقتصادي الخارجي والوباء، وعززتا تنفيذ النتائج التي خرج بها المنتدى. 

في الفترة من يناير إلى مايو من هذا العام، زادت واردات الصين من إفريقيا بنحو 20٪ على أساس سنوي. 

 

المركز الصيني الإفريقي المشترك لعرض وتدريب تبادل التكنولوجيا الزراعية الحديثة، "القناة الخضراء" للمنتجات الزراعية الإفريقية المصدرة إلى الصين، مهرجان التسوق الإفريقي الجيد عبر الإنترنت"، "برنامج التعاون الصيني الإفريقي في التعليم المهني"، أنشطة الرفاهية العامة للتخفيف من حدة الفقر للمؤسسات الصينية في إفريقيا "مائة مؤسسة وألف قرية" والتعليم الرقمي، المراكز الذكية الإقليمية ومراكز الحوسبة الفائقة وشبكات الألياف الضوئية كل تلك المشاريع الصينية تسير بشكل مطرد وسريع، وتظهر حيوية التعاون الصيني الإفريقي.

 

في الوقت الحاضر، دخلت كل من الصين وإفريقيا مرحلة جديدة من التنمية. تعمل الصين على تعزيز بناء نمط تنمية جديد مع الدورة المحلية مما سيجلب المزيد من "الفرص الصينية" لتنمية إفريقيا.

 

كما تتقدم أعمال بناء منطقة التجارة الحرة الإفريقية بشكل مطرد، مما يسرع من التكامل الاقتصادي الإفريقي والتكامل الاقتصادي الإقليمي، ويتيح مساحة تنمية واسعة للتعاون الصيني الإفريقي. 

 

 

إفريقيا هي الامتداد التاريخي والطبيعي لمبادرة الحزام والطريق

 

ستتخذ الصين وإفريقيا البناء المشترك عالي الجودة لـ "الحزام والطريق" كنقطة انطلاق، وستعملان على تعزيز التكامل والالتحام العميق للبناء المشترك لمبادرة "الحزام والطريق " مع جدول أعمال الاتحاد الإفريقي 2063، وخطة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة لعام 2030 واستراتيجيات التنمية للبلدان الإفريقية، لجعل بناء "الحزام والطريق" يتحول إلى طريق للسلام والازدهار والانفتاح والتنمية الخضراء والابتكار والحضارة، للمساهمة في بناء مجتمع صيني إفريقي ذي مستقبل مشترك في العصر الجديد. 

 

- ولكن لاحظنا أن هناك بعض السياسيين والإعلاميين في الدول الغربية استخدموا بشكل متكرر قضية الديون الإفريقية لتشويه التعاون الصيني الإفريقي، فما تعليقك على ذلك؟

 

 

 

نحن أيضًا لاحظنا وجود مثل تلك التعليقات. إن ما يسمى بـ "نظرية مصيدة الديون الصينية" أو " فخ الديون " هو مجرد تضليل وفخ سردي اختلقتها قوى لا تريد أن ترى النمو السريع والمتزايد للتعاون الصيني مع البلدان الإفريقية والدول النامية، ولكن في الواقع، رأس المال من الغرب هو أكبر دائن لإفريقيا. 

 

وفقا لبيانات صادرة عن البنك الدولي أوضحت أن 49 حكومة إفريقية مدينة بديون خارجية تصل إلى 696 مليار دولار أمريكي، ونحو ثلاث أرباع هذا المبلغ مستحق لمؤسسات تعددية ودائنين من القطاع الخاص غير الصيني.

 

 

ووفقًا لمسح شمل 24 دولة إفريقية ذات أعلى أعباء ديون أجرتها مؤسسة "عدالة الديون" الخيرية البريطانية، فإن متوسط مدفوعات الديون للمؤسسات المالية الخاصة والمؤسسات المالية متعددة الأطراف في هذه البلدان على مدى السنوات السبع المقبلة سيكون 32٪ و35٪ على التوالي.

 

 

ويبلغ متوسط سعر الفائدة على القروض من المقرضين التابعين للقطاع الخاص في الغرب، ضعفي سعر فائدة القروض من المقرضين الصينيين. وللأسف، فإن مشاركة كبار الدائنين الغربيين والدائنين التجاريين في "مبادرة تعليق خدمة الديون لأشد البلدان فقرًا" لمجموعة العشرين محدودة، بل إن المؤسسات المالية المتعددة الأطراف ترفض المشاركة في تخفيف عبء الديون بموجب "الإطار المشترك لمتابعة مبادرة معالجة الديون".

 

كما قال رئيس السياسات في مؤسسة "عدالة الديون": يلوم قادة الغرب الصين إزاء أزمات الدين في إفريقيا، ولكن هذا يعد إلهاء عن الحقيقة، والحقيقة هي أن بنوكهم ومديرو الأصول وتجار النفط لديهم مسؤولون عن ذلك بدرجة أكبر كثيرا". 

إن جوهر مشكلة ديون إفريقيا هو مشكلة إنمائية، ويكمن الحل الأساسي في مساعدة البلدان الإفريقية ودعمها لتعزيز قدرتها على التنمية المستقلة وتحقيق تنمية أكبر. بصفتها شريكًا مخلصًا وصديقًا لإفريقيا، فإن مبادئ سياسة الصين تجاه إفريقيا تتمثل في الإخلاص والنتائج الحقيقية والصداقة والتقارب وحسن النية ومبدأ السعي لتحقيق منافع أفضل والمصالح المشتركة، مما عزز بشكل فعال التنمية الاقتصادية والاجتماعية وتحسين معيشة الناس في إفريقيا. 

 

 

قامت الصين بمساعدة إفريقيا في إنشاء أكثر من 80 منشأة طاقة واسعة النطاق، وبناء أكثر من 130 مرفقا طبيا و45 صالة ألعاب رياضية وأكثر من 170 مدرسة، ودربت أكثر من 160 ألف متخصص في مختلف المجالات داخل القارة، وتم خلق سلسلة من "العلامات الذهبية" للتعاون الصيني الإفريقي، بما في ذلك مركز مؤتمرات الاتحاد الإفريقي. كذلك، ساعدت الشركات الصينية البلدان الإفريقية في بناء وتحديث أكثر من 10 آلاف كيلومتر من خطوط السكك الحديدية، وما يقرب من100 ألف كيلومتر من الطرق، ونحو 1000 جسر و100 ميناء. 

 

 

كما ساهم ميناء ليكي ديب سي في نيجيريا، ومشروع طريق مطار نيروبي السريع في كينيا، اللذين استثمر فيهما وشيدهما الجانب الصيني، إلى إثراء طرق الاستثمار والتعاون التمويلي بين الصين وإفريقيا، وساعدا إفريقيا على تحقيق تنمية مستقلة ومستدامة. لطالما التزمت الصين بمساعدة إفريقيا في تخفيف عبء الديون. 

وقد نفذت الصين بالكامل مبادرة تعليق الديون لمجموعة العشرين، واحتلت الصين المرتبة الأولى بين أعضاء مجموعة العشرين من حيث تأجيل مبالغ خدمات الديون المستحقة بموجب المبادرة للدول الأكثر فقرًا ووقعت اتفاقيات لتعليق الديون أو توصلت إلى توافق في الآراء بشأن تعليق الديون مع 19 دولة إفريقية.

 

كما أعلن الرئيس شي جين بينج في المؤتمر الوزاري الثامن لمنتدى التعاون الصيني الإفريقي وأنه سيتم إعفاء أقل البلدان الإفريقية نموا من ديون قروضها الحكومية التي دون فوائد مستحقة في عام 2021.

 

كما وانه ومن حقوق السحب الخاصة الصادرة عن صندوق النقد الدولي، تم إقراض10 مليارات دولار أمريكي للدول الإفريقية. إن ما يسمى بـ "فخ الديون الصينية" هي شائعات مغرضة من صنع تلك القوى التي لا تريد أن ترى التنمية المتسارعة في إفريقيا وتغار من التعاون الودي بين الصين وإفريقيا. 

 

 

لم تُجبر أي دولة إفريقية على رهن مواردها الاستراتيجية مثل الموانئ والمناجم للصين بسبب تعاونها التمويلي مع الصين. الغرض من اختلاق هذا المفهوم هو التدخل في ممارسة حق البلدان الإفريقية في الاختيار المستقل لشركاء التنمية، ومنع البلدان الإفريقية من تحقيق التصنيع والاعتماد على الذات اقتصاديًا، وعرقلة الاقتصادات الإفريقية مما يجعل إفريقيا محاصرة إلى الأبد في "فخ التخلف" وتستمر في أن تكون مصدرًا للموارد الرخيصة المستباحة بالنسبة لتلك الدول. 

في الوقت الحاضر، لا يزال الاقتصاد الإفريقي يواجه تحديات الآثار المشتركة التي لحقت به سواء بسبب فيروس كورونا المستجد أو الأزمة الأوكرانية.

 

 

إن الجانب الصيني على استعداد للعمل مع الجانب الإفريقي من أجل التنفيذ الفعال لنتائج المؤتمر الوزاري الثامن لمنتدى التعاون الصيني الإفريقي وتعزيز التعاون الصيني الإفريقي لتحقيق نتائج مثمرة أكثر.

 

وفي الوقت نفسه، ندعو المجتمع الدولي إلى زيادة حقبة الاستثمار في إفريقيا، واحترام إرادة إفريقيا والاستماع إلى صوت إفريقيا، ومساعدة البلدان الإفريقية على تحقيق التنمية المستقلة والمستدامة في أسرع وقت ممكن.

 

ونحن نأمل أن تنظر تلك الدول إلى التعاون التمويلي بين الصين وإفريقيا بطريقة موضوعية وعادلة، وتقدم مساهمات أكبر لتنمية إفريقيا، لتحقيق تآزرًا دوليًا لدعم التنمية في إفريقيا. 

 

 

مصر لعبت دورًا هامًا في تعزيز  العلاقات الصينية الإفريقية   

- مصر هي الدولة الإفريقية الأولى التي أقامت علاقات دبلوماسية مع جمهورية الصين الشعبية، ما هو الدور الذي لعبته مصر في تعزيز تنمية العلاقات الصينية الإفريقية؟

 

 

لفترات طويلة، لعبت مصر دورًا نموذجيًا ورائدا وهامًا في تعزيز تنمية العلاقات الصينية الإفريقية؟

 

 

تعد مصر أول دولة إفريقية تقيم علاقات دبلوماسية مع جمهورية الصين الشعبية، وبدأت العلاقات الدبلوماسية بين الصين وإفريقيا بداية من مصر. ومنذ إقامة العلاقات الدبلوماسية قبل 66 عاما، صمدت العلاقات الثنائية أمام اختبار الوضع الدولي المتغير، وحافظت على زخم جيد للتنمية، وأصبحت صورة حية لوقوف الصين وإفريقيا جنبا إلى جنب في السراء والضراء.

 

وبدخول حقبة جديدة، وفي ظل التوجيه الاستراتيجي الشخصي للرئيسين شي جين بينج والرئيس السيسي، تم تعزيز الثقة السياسية المتبادلة بين الصين ومصر، وأسفر التعاون العملي عن نتائج مثمرة، وكانت هناك العديد من النقاط المضيئة ظهرت من خلال التضامن لمكافحة الوباء، وأصبحت العلاقات الصينية المصرية نموذجا للتضامن والتعاون والمنفعة المتبادلة والفوز المشترك بين الصين وإفريقيا والدول العربية والنامية. 

 

تم تعزيز الثقة السياسية المتبادلة بين الصين ومصر بشكل مستمر، وتم بناء إجماع سياسي لبناء مجتمع صيني إفريقي ذي مستقبل مشترك في العصر الجديد. 

في يونيو 2020، حضر الرئيس السيسي القمة الاستثنائية لتعزيز التضامن الصيني-الإفريقي في مكافحة وباء كورونا"، وقال إنه في إطار الوحدة السياسية وتحقيق نتائج مفيدة للجانبين، فإن القارة الإفريقية مصممة على تعزيز التعاون مع شريك دولي مهم وجاد مثل الصين. وفي نوفمبر 2021، حضر الرئيس السيسي حفل افتتاح المؤتمر الوزاري الثامن لمنتدى التعاون الصيني الإفريقي عبر الإنترنت، مؤكدًا أن مصر مستعدة لمواصلة لعب دورها، وتعزيز الوحدة والتعاون بين الحكومتين المصرية والصينية وبين شعبي البلدين، لتصبح جسرا يربط بين الصين وإفريقيا.

 

 

 الرئيس السيسي هو الرئيس الإفريقي الوحيد الذي حضر دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين 

 

في فبراير من هذا العام، قام الرئيس السيسي برحلة خاصة إلى الصين لحضور دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين، وكان الرئيس الوحيد من القارة الإفريقية الذي يحضر دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين. 

 

وخلال لقائه مع الرئيس السيسي، قال الرئيس شي جين بينج إنه يتعين على الصين ومصر قيادة التعاون الصيني الإفريقي بشكل مشترك، وتعزيز "المشاريع التسعة" لمنتدى التعاون الصيني الإفريقي لتحقيق نتائج مبكرة، وتعزيز التنمية الإفريقية.

 

في يونيو الماضي، ترأس الرئيس شي جين بينج حوارًا رفيع المستوى حول التنمية العالمية في بكين، تمت فيه دعوة الرئيس السيسي للمشاركة عبر الإنترنت، وأشاد بخطاب الرئيس شي جين بينج، وأعرب عن تقدير مصر لمبادرة التنمية العالمية التي طرحتها الصين، بهدف إعادة التركيز على قضايا التنمية، من خلال تنشيط التعاون التنموي الدولي. تحافظ الصين ومصر على التنسيق والتعاون الوثيقين في الشؤون الدولية، وتدعمان التعددية بشكل مشترك، وتعارضان الأحادية، وتدافعان عن المصالح المشتركة للدول النامية بما في ذلك إفريقيا، وتدفعان بالنظام الدولي إلى نظام اتجاه أكثر عدلًا ومعقولة.

 

 

 لقد أعطت النتائج المثمرة للتعاون البراجماتي بين الصين ومصر زخم وقوة دفع قوية في بناء مجتمع صيني إفريقي ذي مستقبل مشترك في العصر الجديد. في عام 2021، وصل حجم التبادل التجاري بين الصين ومصر إلى 20 مليار دولار أمريكي، بزيادة قدرها 37٪ على أساس سنوي، وتعد الصين أكبر شريك تجاري لمصر لمدة ثماني سنوات متتالية.

 

مصر الدولة الأولى في إفريقيا التي تتعاون مع الصين لبناء أول خط إنتاج مشترك للقاح

 

التضامن بين الصين ومصر لمكافحة الوباء والتعاون البراجماتي بينهما جعل مصر " الأولى في إفريقيا " في النقاط التالية: مصر أصبحت هي الدولة الأولى في إفريقيا التي تتعاون مع الصين لبناء أول خط إنتاج مشترك في إفريقيا للقاح COVID-19؛ تساعد الصين مصر في بناء أكبر مخزن تبريد للقاحات في إفريقيا؛ تم تشغيل خط سكة حديد "العاشر من رمضان" وهو أول سكة حديدية كهربائية خفيفة في إفريقيا والتي قامت بأعمالها الشركة الصينية؛ تم الانتهاء من تشييد الهيكل الرئيسي لمشروع البرج الأيقوني لمنطقة الأعمال المركزية، بالعاصمة الإدارية الجديدة لمصر، وهو أطول برج في إفريقيا والذي قامت ببناءة شركة صينية في مصر.

 

 

 بالإضافة إلى ذلك، تحفر الشركات الصينية الآبار للمساعدة في تحويل الصحراء المصرية إلى واحة خضراء، وفرت منطقة التعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين ومصر تيدا السويس فرص عمل لأكثر من 40 ألف مصري، كما وتوفر ورشة عمل لوبان ومدرسة التكنولوجيا التطبيقية بجامعة قناة السويس التي تم تأسيسها بالاشتراك بين الصين ومصر تدريبًا على المهارات المهنية للشباب المصري؛ وفي إطار البناء المشترك عالي الجودة بين الصين ومصر لمبادرة "الحزام والطريق"، تم تنفيذ مجموعة من المشاريع لتعزيز التنمية وتحسين معيشة الشعب بشكل كبير، مما يدل على طبيعة المنفعة المتبادلة والتعاون المربح للجانبين الصيني والإفريقي، مما يسهم في ضخ زخم قوي لبناء مجتمع صيني إفريقي ذي مستقبل مشترك في العصر الجديد.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز