عاجل
الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
نساء مصر وفوبيا الفيسبوك

نساء مصر وفوبيا الفيسبوك

بقلم : محمد دويدار

يبدو ان انتشار ثقافة الفيسبوك العشوائى اصابت مجتمع بأكمله بنوع من انواع الفصام فالرجل فى مجتمعاتنا الشرقيه يبيح لنفسه ما لا يبيحه للانثى ويبيح للانثى الغريبه عنه ماللا يبيحه لاهله واقاربه ويبيح لاهله واقاربه مالا يبيحه  لزوجته اما الانثى فتبيح لنفسها التخفى خوفا من القيل والقال وافعال من فى قلوبهم مرض و لكنها فى نفس الوقت تشكو من قهر المجتمع وحقوقها الضائعه والقيود المفروضه عليها تحت سطوة الرجال!



بالامس سألت سؤالا عن سبب امتناع النساء عن وضع صورهن على الفيسبوك؟  فوجدت عجب العجاب فى الاجابات ,منهم من يحدثك باسم الله وكأنه هو الذى سينتصر للاسلام من اعداءه الذين يحاولون تدميره وتجد ايضا من يحدثك عن الرجوله والنخوه وكأن كل امرأه لها صوره شخصيه على الفيسبوك مجرمه فاسقه وزوجها او ابوها ديوث ! وتجد من يحدثك عن دعوتك للفجور ويدعونك للعوده الى الله وان اعلن توبتك يا اخى لمجرد سؤال عن سبب امتناع السيدات عن وضع صورهن حتى بدون ابداء رايي الشخصى! ومنهم من يحدثك عن امور عقائديه ثابته ويحاول التشكيك فيها ويتهمك بانك لا تفهم فى دينك ويدعونك للحديث عن ان المرأه كلها عوره صوتا ووجها وكيانا ولا يصح لها الظهور او الحديث لاحد! والاغرب ان هناك سيدات محترمات يدعون لذلك ولهم ولهن جميعا كامل الحريه فيما يعتقدن بشرط عدم فرض ارائهم على الاخرين والتشكيك فيمن دونهم ..

اما خلاصه ما استنتجته من هذا التفاعل "السوشيالميديوى" القصير ان نظرية المؤامره الكونيه تسيطر على الجميع ولم يسلم احد من التفكير فيها او الاقتناع بها فالفوتوشوب صار غول العصر الحديث الذى يخيف النساء لا الاطفال وهو ايضا شماعة التقاليد والاعراف التى يعلق عليها الجميع خوفهم من الظهور بأشخاصهم الحقيقيه وللحق فبعضهن لهن الحق بل وكل الحق فى هذا العذر حيث نشاهد بالفعل افعالا قذره من رجالا او اشباه رجال وايضا من سيدات اما كيدا او حقدا او ابتزازا وهذا مايضطر البعض الى التخفى لانهم لم يجدوا من يكف أو يردع هؤلاء السفله , كما ان فوبيا الفيسبوك مازالت تسيطر على اهالينا من كبار السن فلا يملكون الا نهى اولادهم عنه وان لم يستطيعوا ولن يستطيعوا فينهونهم عن وضع صورهم فيه خوفا عليهن او خوفا من كلام الناس , كما نجد من تستحى ان تضع صورتها كى لا يتأملها ويتفحصها كل الرجال والنساء الغرباء على حد سواء وترى فى ذلك حريه شخصيه لها وخجلا فطرى لم يجبرها احد عليه ولها كل الحق وكل الاحترام فى ذلك  ووجدت ايضا من تتحدى كل تلك الظروف المجتمعيه وتضع صورتها الشخصيه دون خوف ومقتنعه تمام الاقتناع انها لا تفعل حراما او عيب ولها كل الاحترام فى ذلك ايضا ..

اما الشاهد من الموضوع فهو اننا بالفعل مازال امامنا الكثير جدا من الوقت والعمل كى تتبدل ثقافة هذا الشعب الى الرقى فى التعامل والوعى الكامل الذى يسمح للمرأه ان تمارس ما حلل الله لها دون ان تتهم بالفجور وايضا امامنا الكثير بل والكثير جدا كى ننشر الفكر الاسلامى المعتدل والصحيح ليحل محل هذا الفكر المتشدد الذى صدمت انه مازال موجود وبقوه ..

واخيرا اقول وجهة نظرى الشخصيه التى لا ازعم انها الرأى السديد دون غيرها بل تبقى وجهة نظر خاصه بصاحبها فقط  فانا اعتقد ان الموضوع حريه شخصيه بحته لا يصح لاحد اجبار غيره عليها ولكن لك سيدى ان تنصح خوفا او غيره على من تعول ولكى سيدتى ان تستجيبى طوعا او حبا او تقديرا وليس كرها اطلاقا ولكى ايضا ان تستجيبى حياءا ولكى ايضا ان تفعلى عكس ذلك اقتناعا وثقة بنفسك.

كما انى لابد ان اذكر انى بعد ان تلقيت كثيرا من ارائكم اقتنعت تماما بمدى المآسى والمضايقات التى تتعرض لها النساء جراء ذلك ولكن جميعا اقول انتن الصواب فيما تفعلن عن اقتناع ويبقى ان نذكركم ونذكر انفسنا ونذكر حكومتنا بأن هناك شرطه خاصه بمثل تلك الجرائم الفيسبوكيه وهي مباحث الانترنت وعلى كل من تتعرض او يتعرض لمضايقات ان يلجأ اليها فالمواقف الايجابيه هى فقط السبيل لنشر الوعى وهى فقط بدايه الطريقه كى نقضى على اشباه الرجال وانصاف المتعلمين ومدعين الدين الذين يتحدثون باسم الله والله براء مما يدعون .      

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز