عاجل
الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
الوزراء والمحافظون الجدد .. تصريحات ووعود !

الوزراء والمحافظون الجدد .. تصريحات ووعود !

بقلم : محمد يوسف العزيزى

تصريحات الوزراء والمحافظون الجدد تتوالي متضمنة وعودا كبيرة وآمالا عظيمة ، وكنت أتمني أن يتمهل الوزراء الجدد قليلا قبل التصريح بها حتى يتعرفون علي ملفات المشاكل في وزاراتهم ، وعلي ما تم إنجازه من قبل للبناء عليه أو تعديله إذا كان لا يحقق الهدف المطلوب ، وعلي صخور الروتين التي تتحطم عليها كل جهود البناء .



وكنت أتمني أن يتمهل المحافظون قبل أن يطلقون تصريحاتهم النارية خصوصا وأن بعضهم ربما لا يعرف مبني المحافظة الذي سيمارس عمله منه ، وربما لم يزرها في يوم من الأيام ومع ذلك يتحدثون عنها وكأنهم عاشوا حياتهم فيها ، كنت أتمني أن يتعرفوا علي مشاكل محافظاتهم ويدركون طبيعتها وحدود المسئولية فيها ، وكنت أتمني أن يعرف المحافظون الذين أطلقوا وعودا كبيرة حدود اختصاصاتهم الوظيفية وصلاحياتهم في التعاطي مع بعض المشاكل أو في تحقيق الوعود التي أطلقوها .. هناك مشاكل في المحافظات لا يملك المحافظ حلها أو اتخاذ قرارات بشأنها لأنها تقع في صلاحية وزير مسئول يقبع داخل وزارته في العاصمة ، وإذا حدث واتخذ المحافظ قرارا في مشكلة ما لا يتم تنفيذه ولا يلتفت إليه أحد مما يضع المحافظ في حرج يقلل من هيبته في المحافظة !

ومع ذلك فإن تصريحات الوزراء والمحافظين لا سقف لها ولا تتوقف عند حدود معينة ، وكل المشاكل والقضايا لها حلول جاهزة عندهم حتى قبل الجلوس علي مقاعدهم في الوزارة أو المحافظة ، وقبل أن يفتح أي واحد منهم ملفا واحدا من ملفات الوزارة أو المحافظة !

البعض منهم تجاوزت وعوده حدود المسموح ، ووعد بما لا يستطيع تنفيذه أو الوفاء به.. فمثلا قال وزير الزراعة – بصرف النظر عما ناله من كلام عن فساد – لن أجلس في مكتبي .. والاكتفاء الذاتي من المحاصيل الإستراتيجية أهم أولوياتي ! .. مثل هذه التصريحات التي تداعب مشاعر الشعب ، وتلعب علي أوتار الحاجة عنده تضر صاحبها ولا تفيده لأنها لا تتفق مع المنطق ، ولا مع طبيعة مشاكل المحاصيل الإستراتيجية التي يتحدث عنها ، ولا مع قدرات موازنة الدولة حاليا .. الوزير قال ذلك ولم يقدم آلية تحقيقه إن كان لديه تصورا قابلا للتنفيذ.. لهذا تبقي التصريحات مجرد كلام ، والوعود فقاعات هواء !

وزير الشئون القانونية ومجلس النواب المستشار عمرو مروان قال : ( تكليفات الرئيس خدمة المواطنين ..)  تصريح لا علاقة له باختصاصه كوزير .. ومع ذلك لم يقل كيف يحقق تكليف الرئيس بخدمة المواطنين من خلال الأجندة التشريعية التي يحملها إذا كان قد علمها أو حصل عليها ، وكان يجدر ربه عدم التصريح بذلك حتى لا يترك علامات استفهام في أذهان المواطنين الذين تابعوا هذه التصريحات !

وزير التعليم الدكتور طارق شوقي قال : ( وداعا للقرارات الفجائية ، والمدارس تتحول إلي متنزهات لا سجون .. ! ) وأعتقد أن التصريح في حد ذاته فجائيا وتحويل المدارس إلي متنزهات أمل وطموح أتمني أن يتحقق .. لكن هل عرف الوزير المبلغ المخصص للتعليم في الموازنة العامة ، وإن كان يكفي لتحقيق ذلك أم أنه تسرع في هذا الكلام .. ربما يملك الوزير خطة جيدة علي الورق !

كثير من التصريحات التي أطلقها الوزراء والمحافظون الجدد لا يتسع المقال لذكرها والتعليق عليها لكنني توقفت أمام تصريحات أري أنها جادة وموضوعية وتتفق مع العلم والمعالجات الواقعية للمشاكل ، كما أنها تدل علي أصحابها وعلي سلامة اختيارهم .

وزير التموين والتجارة الداخلية الدكتور علي المصيلحي قال : ( خطة عمل أمام الرئيس خلال أسبوعين ..)  رغم أنه يعرف الوزارة جيدا ويعرف مشاكلها ويدرك خطورة ملفاتها لكنه لم يستعجل وقرر مراجعة كل الملفات أولا لتحديد الأولويات والتفكير في الحلول .

وزير النقل الدكتور هشام عرفات قال : ( امنحوني 45 يوما لدراسة الملفات ..) رغم خبرته في الطرق والأنفاق وانجازه الكثير من الأعمال بنجاح ضمن الخطة القومية للطرق ،

وزير التنمية المحلية الدكتور هشام الشريف قال : ( اجتماعات لمناقشة استراتيجيه عمل الوزارة في الأيام القادمة من خلال دراسة أهم الملفات وتحديد الأولويات ) .. رغم أن هذه الوزارة مسئولة عن كل المحافظين وعن المحليات في كل مصر بكل ما فيها من مشاكل وفساد يزكم الأنوف ومع ذلك لم يطلق تصريح ورديا يداعب مشاعر الناس !

ربما يكون هناك بعض إيجابيات في هذا التغيير ، وربما تكون هناك نغمة مختلفة عند البعض منهم في التعاطي مع الشعب .. لكن يبقي أن نتفاءل بحذر وننتظر النتائج.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز