مظلوم رغم أنفه
بقلم : د. داليا مجدى عبدالغنى
"يا بخت من بات مظلوم ، ولا باتشي ظالم" ، مقولة لا أعرف حقًا أساسها ، هل هو اجتماعي أم تاريخي أم ديني ، وأيًا ما كان ، فهي مقولة لا خلاف على سلميتها ، فهي تحاول محاربة الظلم ، وتعزية المظلوم حتى لا يقهره شعوره القاتل بظلمه .
ولكن ، لماذا يرتضي الإنسان أن يكون مظلومًا رغم أنفه ، لماذا لا يُحارب ظلمه ويواجه ظالمه ، ويسمو فوق ظلمه ، ويؤكد سلامة مبدأه ، فحقًا الشعور بالظلم شعور قاتل قاهر ، لا يفوقه أي شعور آخر ، فهو كالسكينة المغروسة في القلب لا يرتاح الإنسان ببقائها ، وقطعًا ، سيمزقه الألم لو حاول إزالتها ، ولكن ربما لو أزالها سيكون هناك أمل في شفاء جراحه وبدايته من جديد .
فالأحرى بالإنسان أن يواجه ظلمه ، ويقف أمام ظالمه ، فهذا هو بداية الشعور بشفاء النفس والقلب ، وهذا لا يعني الاستسلام لرغبة الانتقام ، وإنما هو مُبادرة لمحاربة الظلم ، فلو كل مظلوم تواكل واكتفى باكتشاف أنه ضحية ، وترك حزنه للأيام لكي تداويها ، فلن يرتدع أي ظالم ، بل إنه سيستسيغ سلوك الظلم ، ويعتبره لعبة يفوز فيها دائمًا ، وتتحول الضحايا إلى مجرد أرقام تُؤكد له مهارته وذكاءه .
فلو تفكرنا بشيء من التدبر ، سنرى أن مواجهة الظلم مهما كان حجمه ، ومهما كان فاعله هو بداية شفاء النفس وراحة القلب ، واتخاذ الإجراء الإيجابي ضد كل ظالم ، فلا تكن مظلومًا رغم أنفك .