عاجل
الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
ديني يمنعني

ديني يمنعني

بقلم : غادة نوارة

عندما سئل بطل الجودو محمد رشوان في دورة الألعاب الأوليمبية 1984 لماذا لم ينقض على منافسه الياباني وتعمد الخسارة في المباراة النهائية عن الفوز الرخيص، ورفض استغلال اصابة منافسه الياباني ياماشيتا ولم يوجه ضربه لرجله المصابة وفضل أن يخسر الميدالية الذهبية؟ .. قال: لأن ديني يمنعني، وضرب بذلك أروع الأمثلة في الايثار وحب الخير للغير، وقدم نموذج للخلق الاسلامي الكريم ونال احترام العالم أجمع،وسجل التاريخ اسمه في صفحاته، وأثنت على موقفه كل وسائل الاعلام العالمية، وتم تكريمه في اليابان واستقبله عشرات الآلاف من اليابانيين وحصل على العديد من الجوائز والأوسمة،وحصل على جائزة أفضل خلق رياضي في العالم، كما أنه تسبب في اسلام الكثير من اليابانيين الذين آمنوا بهذا الدين الذي يحث على اعلاء القيم السامية والتمسك بالأخلاق الحميدة، إن الاسلام بخير ويزداد أتباعه كل يوم.



ولكن علينا أن نسأل أنفسنا في هذه الأيام المباركة التي حاولنا جميعاً اغتنامها علينا أن نسأل أنفسنالماذا لا نجعل حياتنا كلها رمضان؟ لماذا لا تكون سلوكياتنا وأخلاقنا طوال العام كما كانت في هذا الشهر الكريم؟ نجتهد في العبادات ونتقرب إلى الله بالطاعات وفعل الخيرات والأعمال الصالحة؟ لماذانتبارى بعد كل حادث ارهابي يحدث في مصر أو في أي بلد آخر في أنحاء المعمورة لنصرة الاسلامودحض الاتهامات الباطلة والافتراءات المستمرة عليه ودرء المحاولات المستميتة لالصاق تهمة العنف والقتل به، فالجميع يستنكر ويشجب ويدين هذه الجرائم الوحشية البربرية التي يروح ضحيتها الأبرياء والآمنين والتي لا تمت لأي دين بصلة فقد أنزل الله كتبه لخير وصلاح الناسوليس لقتلهم، وأرسل الرسل لهداية البشر لا لكي يعيثوا في الأرض فساداً .. والاسلام بالطبع برئ من هذا الارهاب فهذا الدين الخاتم أنزله الله لنشر الخير والحق والعدل والمساواة والسلاموالتسامح بين كافة البشر، المسلمون منهم وغير المسلمين؛ وأرسل رسوله الكريم محمد صلى الله عليه وسلم رحمة للعالمين لا لتكفيرهم وترويعهم وقال الله تعالى لرسوله الكريم ما عليك إلا البلاغ.

وإن كنا ندرك أن كل دين له أتباعه المتطرفين والارهابيين الذين يقومون بعملياتهم الارهابيةالخسيسة في كل مكان لتحقيق أغراضهم الدنيئةمستحلين دماء الأبرياء سواء على عقيدتهم أو المخالفين لهم، وفي حالتنا المصرية فنحن نؤمن أن هؤلاء الارهابيين مجرد مأجورين هدفهم الوصول للحكم عن طريق زعزعة أمن واستقرار مصرنا الغالية والنيل من جيشنا العظيم، واحداثالفوضى واشعال نار الفتنة بين نسيج الوطن، وان كنا في هذه الأحيان الكثيرة نجد أنفسنا كمسلمينمطالبين بالتأكيد على أن المسلمين والاسلام براءمن هذه الأعمال الارهابية التي يرتكبها هؤلاءالعابثين بأمن مصر ووحدة شعبها بشكل خاصوالمسيئين لاسلامنا الحنيف بشكل عام .. وعليناتصحيح الصورة الذهنية السيئة للاسلام والتينتحمل كمسلمين النصيب الأكبر من المسئولية عنها، فأنصاف الدعاة وشيوخ الفتن وما يصدروه من تصريحات عجيبة وفتاوي غريبة وشاذة على الفضائيات لا يختلفون كثيراً عن عصابة داعش الارهابية المأجورة الابن الشرعي للقاعدة الأداة الصهيوأمريكية لهدم المنطقة .. فعلينا أولاً أننحل مشاكلنا ونواجه أنفسنا ونصحح الفهم الخاطئ لدينا للنصوص القرآنية. 
على من يريد نصرة الاسلام وتصحيح الصورة الذهنية له أو بالأحرى تقديمه في صورته الحقيقية والصحيحة له، عليه أن ينصره بالأعمال لا بالأقوال، عليه أن يقتدي بأخلاق رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم في معاملاته مع الناس، عليه أن يقوم بعمله على أكمل وجه ويراعي ضميره في كل تفاصيل حياته عليه أنيكون نموذج للاسلام الحقيقي، فكل مسلم يجب أن يكون سفيراً لدينه، قدوة بأخلاقه وسلوكياته كما فعل بطل الجودو المصري محمد رشوان.

كم واحد من المسلمين ينصر دينه كما فعل هذا البطل الرياضي؟ بل كم واحد بدلاً من أن يقوم بنصرة دينه يسئ إلى ديننا الحنيف بسلوكياته السيئة وأخلاقه المنحطة؟ 

فكيف يقتنع غير المسلمين أن الاسلام دين رحمة وعدل وحب وتسامح وسلام وعمل وهم لا يرون إلا تصرفات وسلوكيات منحرفة واجراميةوهمجية؟

كم واحد يحمل في قلبه وعقله وضميره أفكار داعش .. فيوجد بيننا الكثير ممن يحملون التفكير المتطرف والارهابي ... وان كان على المسلمين مهمة تعريف العالم بالدين الحق، فعلينا وقبل أننعرفهم بهذا الدين ونصحح صورته في أذهانهمعلينا أن نصحح مفاهيم وتعاليم الاسلام في أذهاننا نحن.

يجب أن ندرك نحن أن الدين الاسلامي الذي نتبعهليس مجرد بعض الشعارات التي نتشدق بها أوالعبادات التي نؤديها مجرد تأدية بدون أن تؤثر في أخلاقنا وتُهذب سلوكياتنا وبالتالي فلا طائل من ورائها، علينا أن ندرك نحن المسلمين فعلاً وليس قولاً أن ديننا دين حب ورحمة وعدل وسلام وتعاون وتسامح وعمل، لا دين حقد وكراهية وقتل وتكفير وفساد، يجب أن نتحلىبالقيم النبيلة والأخلاق الحميدة التي يدعو إليها ديننا والتي بُعث رسولنا الكريم ليتمم مكارمهاويجب علينا أن نبثها في نفوس أبنائنا ونزرعها في أذهانهم منذ الصغر كما يجب على المؤسسات الدينية أن تقوم بتطهير الخطاب الديني من الأفكارالضالة.

وعلينا أن نشيد بالدور الذي يقوم به المرصد العالمي للأزهر لمكافحة التطرف وما يبذله منجهود مضنية في سبيل رصد وتصحيح الفهم الخاطئ للآيات القرآنية وبث صحيح الدينالاسلامي باللغات الأجنبية وتوضيح قيم وأخلاقيات ومبادئ ديننا الحنيف.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز