لماذا يقترح (الأزهر) هذا القانون؟!

بقلم : جورج أنسي

جميل أن تستشعر مؤسسة الأزهر الشريف الخطر الذى يحيط بالمجتمع من جراء تنامى حالات التطرّف والتشدد والتعصب وتغير نفسية المجتمع بصورة باتت تهدد السلام الإجتماعى .

ورغم أنه  لم يتضح بعد ما اذا كان مقترح القانون الذى عرف بقانون الأزهر،بهدف  إعلاء مبادىء المواطنة والمساواة وحرية العقيدة وقيم التسامح والتعايش السلمى بين جميع طوائف المجتمع المصرى، نابعا فعلًا من الأزهر او بتوجيه من حريصين على مستقبل هذة الدولة ، فإن المثير للتساؤل  : لماذا يصدر مثل المشروع البناء عن الأزهر؟! ، خاصة أن الجهة المنوط بها سن التشريعات... موجودة فعلًا ،الا وهى مجلسالنواب ولديه الصلاحيات كافة لإنجاز قوانين تحفظ سلام المجتمع.

 أيضًا فإن مما يثير الدهشة، أن غالبية المواد التى ضمها مشروع قانون الأزهر موجودة بالفعل في القوانين الحالية وبعقوبات رادعة وإن كانت لا تطبق الا كلما دعت الحاجة الى ذلك وفى ظروف معينة وفى اتجاه معين ، مما يجعل هذه القوانين محل انتقاد !

الأعجب أن مشروع قانون الأزهر يضم من القيود ما انزل اللهبها من سلطان ، وهو إن دل على شيىء فإنما يدل على رغبة فى التقييد وليس الحفاظ على سلامة المجتمع ، وكان الاجدر بالحريصين على هذا المجتمع أن يفعلوا ترسانة القوانين الموجودة ، مع إعمال روح القانون فى بعض الحالات حرصاعلى عدم تمكين المتشددين من إستغلال بعض مواد القانون المقيدة لحرية الرأى والابداع فى تقييد المفكرين والمثقفين.

وإحقاقًا للحق ، فإن العقلية المصرية مبدعة فى وضع القواعدوالقوانين بحرفية عالية سواء على المستوى الداخلي أوتصديرها للاشقاء العرب ؛ الا انه تبقى دائمًا (الثغرات) المقصودة بين سطور مواد القوانين ،فرصة للاسترزاق واكل العيش والتنكيل بالمخالفين فى الرأى على جميع المستويات !