عاجل
الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
الأمثال حسب المزاج!

الأمثال حسب المزاج!

بقلم : محمد نوار

اعتاد المصريون الاستعانة بالأمثال الشعبية خلال حديثهم عن مواقف مرت بهم، أو عند توجيه النصيحة للتدليل على صحة وجهة نظرهم.



وتعريف المثل حسب كتاب "الفلسفة المصرية من الأمثال الشعبية" للدكتور حامد طاهر: "قول مأثور يتضمن نصيحة أو خلاصة تجربة، أو موقفاً ساخراً من عادة اجتماعية أو أسلوب سياسي، ويصوغ المثل الشعبي شخص حكيم، عنده موهبة في اختيار الألفاظ".

وتعتبر الأمثال الشعبية جزءاً من التراث المصري، وترجع لعصور مختلفة منذ الفراعنة، مروراً بالعصرين القبطي والإسلامي، وقد يحدث تناقض بين الأمثال، ويرى أستاذ علم الاجتماع الراحل سيد عويس أن ذلك يرجع للتغيرات الثقافية الاجتماعية التي مرت بالمجتمع المصري خلال تاريخه، ومنها التغير في اللغة والدين، فنتج عن ذلك ازدواجية في التراث الثقافي المصري والأمثال الشعبية.

فالأمثال منها ما يعبر عن القيمة وعكسها، ونفس الشخص يستخدم المثل وعكسه حسب الموقف، مثلاً هناك أمثال تدعو لعمل الخير "اعمل الخير وارميه في البحر"، لكن حين يتم ظلم إنسان بسبب فعل الخير يقال مثل عكسي "خيراً تعمل شراً تلقى".

وإذا أرادت المرأة تحذير أخرى من الرجال: "يا مآمنة للرجال يا مآمنة للمية في الغربال"، أما إذا أرادت تهدئتها في موقف آخر: "ضل راجل ولا ضل حيطة".

ومن أمثلة المثل وعكسه: "جرب وياصابت ياخابت".. "مش كل مرة تسلم الجرة"، و"كلنا ولاد تسعة".. "الناس مقامات"، و"حلاوتها في حموتها".. "كل تأخيرة وفيها خيرة"، و"النار ما تحرقش مؤمن".. "المؤمن مصاب"، و"يا بخت من وفق راسين فى الحلال".. "إمشى فى جنازه ولا تمشي في جوازه"، فأي الأمثال نصدق؟.

كل مثل شعبي يتم تفصيله لموقف معين وحسب المزاج الشخصي، وبعض الأمثال قد تكون مفيدة "لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد"، وقد تضر إذا تم فهمها بطريقة خاطئة "اجري يا ابن آدم جري الوحوش، غير رزقك لن تحوش"، فقد يحرض على عدم العمل.

صحيح أن تناقض الأمثال الشعبية مشكلة، لكن التعامل مع الأمثال على أنها ثوابت لا تقبل الجدل يبقى هو المشكلة الحقيقية.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز