عاجل
الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
وطارت البومة بعيداً!

وطارت البومة بعيداً!

بقلم : محمد الرفاعي

أخيرا.. وبعد 28 سنة من الخيبة التقيلة، وعمامة الإحباط والفشل التى كبسناها فوق نافوخنا، حتى صرنا نرى الأشياء مجرد أشباح متحركة بلا ملامح، تكاد تنط فى كروشنا.. وصلنا كأس العالم.
أخيراً.. وبعد بهدلتنا فى ملاعب أفريقيا ولا بهدلة كونتاكنتى فى زمانه، ومعايرة مجدى عبدالغنى لنا بالهدف اليتيم الذى أحرزه فى آخر كأس عالم دخلناه كما خرجنا منه يا مولاى كما خلقتنى، والمهم الستر وراحة البال، وبعد العذاب والضنا.. الست مرجانه.. طول يومها نشوانة.. والفرح طول الليل.
أخيرا.. ونحن نقبض على جمرة الحلم المستحيل، أصبح الطريق من القاهرة إلى موسكو، أسهل من الطريق من العتبة للوراق، أصبحت المسافة من رمسيس حتى روسيا مجرد فركة كعب.. بعدما حققنا حلم السنوات حتى ظلت تراوغنا وتحاورنا.. وتنكرنا أحيانا كثيرة.
لكن ما استوقفنى طويلا.. هو تلك الإعلانات الكثيرة، التى ظلت تنط فى خلقتنا نطة القرود، والتى تؤكد أننا شعب منحوس، وبلد منحوس، وأن البومة الواقفة فوق رءوسنا هى سبب وكستنا، وعدم وصولنا إلى كأس العالم، ومن ثم فإن الانتصار القادم، لن يتحقق بجهد وعرق، بقدر ما يتحقق بفك النحس، وطرد الشياطين الحمر والزرق، وربما الاستعانة بمشايخ الفضائيات، الذين يستطيعون إحضار الحبيب - رغما عن عين أهله - فى ثلاث ساعات، حتى لو كان لابد ورا سور الصين العظيم. لقد قال العبقرى إديسون صاحب المائة اختراع، العبقرية 99% عمل، و1% ذكاء، لكننا للأسف لم نؤمن بتلك النظرية فى يوم من الأيام.
لقد تعودنا دائما أن نرد خيبتنا وفشلنا فى كل حاجة، إلى نظرية المؤامرة، أو أننا معمول لنا عمل سفلى بالخيبة، وأن النحس ساب الدنيا كلها، وجه يتضايف عندنا، على اعتبار إننا أهل الكرم، ولذلك ظلت تلك الإعلانات تؤكد أننا نتكلم فى أى حاجة غير الماتش عشان ما نقاطعش، وكل واحد يلطع عين زرقة على صدره أو بطنه عشان النحس يختشى على دمه، ويغور فى داهية بعيدا عننا، حقيقة أن لعبة كرة القدم بها شيء كثير من الحظ، لكن هذا وحده لايكفى لتحقيق حلم الصعود إلى كأس العالم، أو أى حلم نريد سرقته من هذا الزمن الوحشى، العالم ينجح بقدر ما يخطط وما يبذل من جهد وعرق، العالم كله يعرف البومة بتاعتنا، ولا يعرف حكاية النحس المرسوم على جبهتنا عموما.. ألف مبروك الصعود إلى كأس العالم.. حلم المصريين الذين كانوا ينتظرون تلك الفرحة بفارغ الصبر.



تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز