عاجل
السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
التابعى و«روزاليوسف»: سنة أولى مسرح!

التابعى و«روزاليوسف»: سنة أولى مسرح!

بقلم : رشاد كامل

القلم لا يطاوعنى لأكتب عن «روزاليوسف» ميتة!



إنه نفس القلم الذى كثيرا ما كتب عنها وهى نجمة المسرح وكوكب الصحافة، كيف يستطيع القلم الذى كتب شهادة الميلاد أن يكتب شهادة الوفاة، لست أعرف كيف أبدأ؟!».

بهذه الكلمات الحزينة بدأ الأستاذ «محمد التابعى» مقاله بعد رحيل السيدة «روزاليوسف» فى ابريل 1958 ومضى يقول:

«روزاليوسف» بالنسبة لى لم تكن صديقة فحسب وإنما كانت شريكة الشباب.. كانت رفيقتى فى الكفاح الطويل الشاق.. كانت جزءا من صراعى فى الحياة.. وكنت جزءا من حياتها المليئة بالعرق والدم والدموع.

كان اسمى يظهر إلى جوار اسمها فى عشرات المجلات التى أصدرناها! فى قضايا الصحافة.. فى محاكم الجنايات.. فى معارك الحرية التى خضناها، وفى قمة الطغيان التى عاشتها الصحافة فى عهود الاستبداد!

وكنت أجد فيها الصديق الوفى والزميل القوى والشريك فى المحن والخطوب، ورأينا الفشل معا والنجاح معا وذقنا الإفلاس معا والأرباح معا!

ومررنا فى الهزائم والانتصارات جنبا إلى جنب، وانقطعت شركتنا ولم تنقطع صداقتنا.. وفرقتنا الأيام ولكنها لم تستطع أن تنسينا ذلك الماضى الملىء بالأحلام والآمال.. وها هى تذهب اليوم وأشعر أن جزءا منى قد ذهب معها.. إنها أيام الشباب..».

لقد كانت خشبة المسرح هى بداية المعرفة والصداقة التى طالت وامتدت بين النفانة «روزاليوسف» والناقد المسرحى «محمد التابعى» الذى كان يوقع مقالاته النقدية باسم مستعار هو «حندس»، حيث لا يزال موظفا فى مجلس النواب.

كانت مسرحية «غادة الكاميليا» بطولة يوسف وهبى و«روزاليوسف» أول مسرحية يشاهدها التابعى لها، وذلك عندما دعاه صديقه مستر «أوفارول» رئيس تحرير جريدة «الاجبشيان ميل» لمشاهدتها على مسرح رمسيس ويقول الأستاذ «التابعى»:

«وعند الانصراف من المسرح سألنى مستر «أوفارول» عن رأيى فى المسرحية  فقلت إن «روزاليوسف» - التى قامت بدور «مرجريت» قامت بدورها فى مستوى لا بأس به أما يوسف وهبى فلا! وطلب أن أكتب نقدا للمسرحية لنشره فى مجلة «سفنكس» التى كان يشرف على تحريرها إلى جانب «الاجبشيان ميل» ولم يعجب النقد فرقة رمسيس فكتبت جريدة «النظام» التى كان يصدرها الأستاذ سيد على «تهاجم المقال الذى كتبته باللغة الانجليزية»!

واضطررت أن أرد على جريدة «النظام» فكتبت أول مقال لى باللغة العربية نشرته فى جريدة السياسة التى كان قد أصدرها حزب الأحرار الدستوريين».

وعن رواية غادة الكاميليا تقول السيدة «روزاليوسف»:

«القصة فى غادة الكاميليا» بسيطة هادئة.. ليست من النوع الحافل بالمفاجآت أو الفواجع أو المواقف الصاخبة وتروى قصة حب عنيف نشب بين غادة الكاميليا مرجريت «روزاليوسف» وبين محام شاب مستقيم آت من الريف حديثا اسمه «أرمان ديفال» «يوسف وهبى»، ونجحت الرواية نجاحا لم تصادفه أى رواية مسرحية أخرى، نجحت بالإخراج الدقيق والأداء المخلص والبعد عن التهريج، ولما كان العمل الجيد فى ذاته خيرا من كل أنواع الدعايات، فقد ظفرت الرواية بإقبال من الناس منقطع النظير».

وأذكر  أن الأستاذ «التابعى» لم يشأ أن يفوته النقد فلم يجد ما يأخذه على الممثلة الأولى - روزاليوسف - إلا إن كعب حذائها كان مزودا بقطعة من الكاوتش!!

ولكن ذلك لم يمنع من أن يطلق النقاد على الممثلة الأولى لقب سارة برنار الشرق!

وتتوالى المسرحيات التى تقوم ببطولتها السيدة «روزاليوسف» وتتوالى مقالات الأستاذ التابعى عنها، ويكتب عن مسرحية «مونمارتر» قائلا: «السيدة روزاليوسف «مارى كلير» فهمت دورها جيدا وأعطته الشخصية الملائمة ولاشك إنها بذلت فى هذا الدرس مجهودا كبيرا أبدى لها إعجابى الخاص ولم أتعود الإسراف فى ألفاظ المديح والإطراء ومن الحق أن أذكر لها بالإعجاب موقفها الأخير وهو آخر موقف فى القصة وأجملها بلا مراء».

وفيما بعد تكتب السيدة «روزاليوسف» عن «التابعى» الناقد المسرحى فيقول: «كانت كل جريدة أو مجلة تفسح للمسرح صفحة أو صفحات وتخصص كاتبا من كتابها اللامعين للنقد المسرحى، وكان لكل ناقد طريقته فى النقد وفى الحياة وفى الشخصية، وكان الأستاذ «التابعى» يكتب عن المسرح فى الأهرام بتوقيع «حندس» بأسلوبه اللاذع فى الصحافة والحياة دون أن يكرهه أحد منهم على الرغم من كل شىء، ثم هو سخى مسرف ينفق ما فى الجيب ليأتيه ما فى الغيب! مولع بحضور المآدب الحافلة ودفع الحساب فى نهايتها حتى آخر مليم فى جيبه!

وقد دعته الفنانة الأولى - روزاليوسف - إلى العشاء بعد نقاش حاد حول نقده لإحدى المسرحيات، لكنه فى نهاية العشاء أصر على أن يدفع هو الحساب وكان مبلغا ضخما فى تلك الأيام - 150 قرشا - ويبدو إنها كانت آخر مائة وخمسين قرشا فى جيبه فقد اختفى من اليوم التالى حوالى أسبوعين بعد أن نشر نص المناقشة الحامية فى جريدة السياسة - وليست الأهرام!.

وللحكاية بقية!

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز