عاجل
الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
متى سنفهم.. لماذا فعلها ترامب الآن؟!

متى سنفهم.. لماذا فعلها ترامب الآن؟!

بقلم : أيمن عبد المجيد

لماذا الآن فعلها الأمريكان وما أهدافهم؟ سؤال جوهري يتطلب البحث عن إجابة، فالقانون الخاص بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب للقدس، صادر في عهد الرئيس الأمريكي كلينتون، ويشترط موافقة الرئيس، ويبيح للرئيس حق الإرجاء المتكرر كل ستة أشهر.



لتواجه عدوك عليك الاجتهاد لقراءة عقله بحرفية، قراءة واقعية، قطعًا التحالف الصهيو-أمريكي، حدد أهدافه بدقة، ثم سعى إليها بخبث ومهد بيئتها بدهاء، واختار التوقيت بدقة، فهؤلاء لا تحكمهم العواطف.

في اعتقادي، أن ما فعله ترامب مجرد مرحلة جديدة في المخطط الذي بدأ مع بوش الأب، بحصار العراق، ثم احتلالها بواسطة الابن، ونهب ثرواتها، ثم جاءت مرحلة أوباما، أسمر اللون يزعمون أن أصوله إسلامية، لتفريغ شحنة الغضب بالصدر العربي، وجاءت المرحلة الثالثة استثمار شيخوخة الحكام، وطموحات التغيير، بتحويل موجات التغيير إلى تدمير.

اقرأ أيضا.. رسالة إلى ترامب.. أحمق القرار

وكون مصر وعدد من البلدان، كالأردن والمغرب، نجوا من مخطط ما سمي بالربيع العربي، ونجحت مصر بوعي شعبها، في تفويت الفرصة على محاولات تحريك الشارع، بل تحول الشارع إلى ممول وداعم للمشروعات القومية، كان لابد للأمريكان أن يستخدموا ورقة لتأليب الرأي العام حتى يخرج بقوة دفع حميته ودفاعه عن المسجد الأقصى، أملًا في إعادة استثمار الحراك الشعبي وتوجيه موجات الغضب إلى صدر الدولة، وليس الكيان الصهيوني والأمريكان.

الهدف الثاني: بعد أن أدت التنظيمات الإرهابية أهدافها في العراق وسوريا، سعى صانعوها إلى نقلها إلى سيناء لتهديد شرق مصر واستنزاف الجيش المصري الذي فشلت كل محاولاتهم في كسره، وبات هو الجيش الوحيد الذي يقف حجر عثرة في مواجهة أطماع الكيان الصهيوني، فكان أن نقل الحلف الصهيو-أمريكي الإرهابيين إلى ليبيا لتهديد مصر شرقًا وغربًا، في محاولة لاستنزاف القدرات الاقتصادية والعسكرية، لكن الخبثاء شعروا بخيبة الأمل بعد أن نجح الجيش المصري في دحر الإرهاب وتطوير القدرات التسليحية وتنويع مصادر السلاح، فجاءت المرحلة الخامسة من المخطط، وهي إعلان القدس عاصمة للكيان الصهيوني، أملًا في تحقيق هدفين، الأول: منح رؤوس التنظيمات الإرهابية وهم عملاء صنيعة المخابرات الصهيو- أمريكية، قوة دافعة لتجنيد المتحمسين ضعاف العقول.

والهدف الثاني: محاولة خلق ضغط شعبي على الدولة المصرية أملًا في إقحامها في صراع مسلح مع الكيان الصهيوني، لمواصلة استنزاف اقتصاد الدولة، واستبدال اقتصاد التنمية باقتصاد الحرب.

إذا كان لدينا القدرة على فهم مخططاتهم وفلسفة التوقيت، فعلينا بناء وعي لإحباط هذه المخططات.

إلى الذين يتشدقون بالسؤال أين مصر؟! نجيب عليهم، مصر الراعي الرسمي للقضية الفلسطينية منذ حرب 1948، حيث رويت بدماء شهداء الجيش المصري، مصر هي التي تقود المصالحة الفلسطينية اليوم، وهي الظهير الداعم لفلسطين في جميع المحافل الدولية، في ظل وجود متاجرين بالقضية مثل قطر وأردوغان.

إذا كان لدينا وعي: فيجب أن نوجه غضبنا إلى العدو الصهيوني، وترامب مصدر القرار في الفعاليات الاحتجاجية، فلا نسمح لمن يندس بين الحشود لتحويل البوصلة إلى هجوم على الدولة، في محاولة لهدم أنظمة عربية، فالهدف الأعم والأشمل للصهاينة هو تحويل دول الطوق لدول فاشلة يشغلها الاقتتال الداخلي، حتى تلتهم فلسطين، ثم تعيد احتلال أراضٍ عربية على غرار 1967.

فهل آن الأوان أن نفهم لماذا فعلها الآن ترامب؟!.. أتمنى.

[email protected]

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز