أيمن عبد المجيد
اللواء أبوبكر الجندي والصعيد
بقلم : أيمن عبد المجيد
عدة ملاحظات مهمة على الأزمة التي خلفتها تصريحات اللواء أبوبكر الجندي، وزير التنمية المحلية، في الساعات الأولى لشغله الحقيبة الوزارية.
أولاً: هو اختيار صادف أهله، فهو وزير يمتلك من الخبرة، والمعلومات التفصيلية الدقيقة عن المجتمع المصري، بحكم عمله رئيسًا لجهاز التعبئة والإحصاء 12 عامًا، و9 أشهر، شهدت إنجاز التعداد الأهم في تاريخ مصر، ما يمنحه ذخيرة معرفية بمواطن القصور والاحتياج لكل بقعة جغرافية في مصر.
ثانيًا: الوزير عندما تحدث عن أولوياته وفق التكليفات الرئاسية للوزراء الجدد، أوضح أن التنمية بصعيد مصر أولوية، خاصة القرى الأكثر احتياجًا، مشيرًا إلى أن بعض القرى ما زالت بلا صرف صحي، وأن الحل في تحسين البنية التحتية، وتعظيم الفرص الاستثمارية في الصعيد، لخلق فرص عمل لأبناء الصعيد.
ثالثًا: صعيد مصر مصنع للرجال، وفيه ينشأ الشباب على المبادئ والقيم، والرجولة التي يمتاز بها الشعب المصري، وإهمال الحكومات السابقة للصعيد، خطأ تتحمله الأنظمة السابقة، وليس أهلنا في الصعيد، وما الهجرة الداخلية والخارجية إلا بحث عن فرص عمل غير متوافرة ناجمة عن إهمال التنمية بجنوب مصر.
رابعًا: خان وزير التنمية المحلية التعبير، ما جعل تصريحه الذي تجاهل الإعلام ما به من إيجابية وركز على سقطة لغوية "نبطل نخلي الصعايدة يركبوا القطر للقاهرة ويعملوا لنا عشوائيات"، فالرجل تحدث قبل تلك الكلمات عن الاهتمام بالتنمية في الصعيد، ولذا أنصح الوزير الذي عُرف بالإنجاز والدقة في المعلومة الموثقة بالأرقام بأن يقلل من الشرح الإنشائي ويدقق في انتقاء كلماته المتضمنة لتصريحاته، فالوزير منصب سياسي يتطلب انتقاء العبارات المعبرة بدقة عن رسالته.
خامسًا: فحوى حديث الوزير، تُشير إلى قضية مهمة، وهي التكدث السكاني بالعاصمة، وسببها الرئيسي، هو الهجرة الداخلية من الأقاليم وليس الصعيد وحده، وما الهجرة الداخلية والخارجية، إلا ثمرة غياب استراتيجية التنمية المتوازنة والمتوازية في كل ربوع مصر.
فإهمال التنمية في الصعيد، وتجاهل الحكومات لجودة الحياة وخلق فرص عمل، وتزايد أعباء الفلاح المصري، وتدني الخدمات في العديد من الأقاليم بنسب متفاوتة تبلغ ذروتها في الصعيد، هو السبب الرئيسي في الهجرة الداخلية للبحث عن فرص عمل وحياة أفضل في القاهرة.
سادسًا: اقتحم الرئيس عبدالفتاح السيسي، ملف التنمية بكل جرأة وصدق، سعيًا لتحقيق العدالة الاجتماعية، والتنمية المستدامة في كل ربوع مصر، ففي الوقت الذي افتتح فيه بالأمس مشروعات تنموية عملاقة بدلتا مصر بمحافظة المنوفية، يولي الصعيد اهتمامًا كبيرًا لإحداث نقلة تنموية كبيرة به، كما يجرى العمل على قدم وساق في سيناء والمحافظات الحدودية.
التنمية تسير بالتوازي في جميع ربوع الوطن لخدمة الشعب المصري، وتوسعة الرقعة العمرانية والاستثمارية، وهو ما يخلق فرص عمل أفضل معها ستتراجع معدلات الهجرة.
فضلًا عما يجري العمل عليه من إعادة ترسيم المحافظات لضمان وجود ظهير تنموي يسمح بالتوسع، فالكثير من المحافظات تشهد نموًا سكانيًا لا يقابله تنمية، وهو ما تعالجه الدولة الآن بقيادة الرئيس السيسي.
حسنًا فعل الوزير بالاعتذار، وحسنًا فعل مجلس النواب بما أصدره من بيان يُعرب فيه عن كامل تقديره لأهلنا في صعيد مصر، وبئس ما فعله البعض من محاولة الصيد في الماء العكر.
سابعًا: ننتظر من اللواء أبوبكر الجندي إنجازات تنموية في صعيد مصر، تُشعر أهلنا في الصعيد بمدى تقدير الدولة لهم، وتحقق استراتيجية التنمية الشاملة والمتوازنة التي تنتهجها دولة 30 يونيو.
جوجل نيوز
