عاجل
الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
اختفاء الجامعة التكنولوجية!

اختفاء الجامعة التكنولوجية!

بقلم : د. حماد عبدالله

في خمسينيات القرن الماضي ظهرت كلمة التعليم الصناعي مع اتجاه ثورة يوليو لتصنيع مصر، ونقل المجتمع الزراعي إلى مجتمع صناعي جندت له الدولة كل الإمكانات، وأفسحت لجمع الصناعات مجالا للازدهار والدعم السياسي والاقتصادي حتى أطلق أن مصر ستصنع من (الإبرة إلى الصاروخ) وإن كان هذا المعنى قد أصابه خيبة أمل من المصريين، خاصة بعد أن تآمرت قوى عالمية وإقليمية ضد التيار الثوري الذي بدأ صباح 23 يوليو 1952 من القاهرة ومع ظهور مصانع الحديد والصلب والأسمنت والسكر والكيماويات والغزل والنسيج وآلاف المصانع التي اندمجت بعد التأميم سنة 1961 في هيئات القطاع العام، وأنا هنا لست بصدد الحكم على قرارات هذا العصر في اتجاة التصنيع والتأميم وتحويل المال الخاص إلى المال العام (مال سايب)!



 لست هنا بقصد الحكم فكلنا نعلم أن أخطاء ثورة يوليو لا يمكن احتسابها بموازين اليوم، ولكن لكل عصر ولكل ظروف دولية حساباتها.. ولكن ما اهتم به في مقالي هنا، مع هذه الطفرة الصناعية الوطنية ظهرت المدرسة الإعدادية الصناعية في الغزل والنسيج والميكانيكا والطباعة والنجارة، وظهرت المدرسة الثانوية الصناعية في نفس التخصصات وأضيف إليها تخصصات الكهرباء والسكك الحديدية، ومن ثم ظهرت المعاهد العليا الصناعية.

وكانت هذه الشهادات من الإعدادية إلى المعاهد العليا هي شهادات منتهية أي أن الحاصل على الإعدادية الصناعية هو خريج يعمل بالمصنع كعامل فني مدرب مؤهل، وكان يسمح لمن يحصل فوق "السبعين في المائة" في المواد النظرية بالالتحاق بالمرحلة التالية وهي "الثانوية الصناعية"، ومن ثم من يحصل على أكثر من 70 % في الثانوية الصناعية يمكن الالتحاق "بالمعاهد العليا الصناعية"، وفى الاكتفاء بالمرحلة الثانوية منها يكون الخريج بمثابة (مساعد مهندس) هكذا يطلق عليه وعلى وظيفته بالمصنع (شيء محترم) أما من يستكمل تعليمه في المعاهد العليا هنا لكي "يؤهل مهندساً ويمكن لبعضهم أن يلتحق بإحدى كليات الهندسة في التخصص لمدة عامين، لكي يحصل على لقب مهندس عضواً بنقابة المهندسين"، التي كنا نتباهى (بالكارنيه الجلد) التي تمنحه النقابة لأعضائها وكنا نضعه في مكان ظاهر من القمصان "اللينوهات" التي كانت تنتشر في سوق الأقمشة المصرية في الخمسينيات والسبعينيات، وكان التعليم الصناعي على مستوياته الثلاثة مدعومة بالأغذية التي تصرف للطلاب في اليوم الكامل، حيث الدراسة كانت تبدأ بالطبع من الثامنة صباحا حتى الخامسة مساء شاملة التدريب في ورش المدارس والمصانع ولعل من نجوم تلك المدارس أتذكر "مدرسة القاهرة الميكانيكية" في شبرا "ومدرسة القاهرة الثانوية للنسيج" بشبرا ومدرسة "الجيزة الإعدادية الصناعية بالجيزة" "ومدرسة العباسية الزخرفية" ومدرسة "منيل الروضة الثانوية الصناعية للبنات" مدارس نجوم في مجتمع التعليم المصري لن ننسى "المعهد العالي الصناعي بحلوان" "والمعهد العالي الصناعي بشبرا"، والتي تحولت بقدرة قادر من وزارة التعليم العالي والمعاهد العليا إلى جامعات وكليات، وأبرز تلك الجامعات هي جامعة حلوان، التي أتشرف بالانتماء إليها، حيث ضمت كل المعاهد العليا الصناعية غيرت أسماءها إلى "كليات هندسة المطرية وهندسة حلوان"، وضاعت أهداف تلك الجامعة التكنولوجية التي أنشئت على يد أستاذنا "المرحوم الدكتور عبد الرازق عبد الفتاح" عام 1975.

ثم تعددت رئاسة الجامعة حتى جاءها الدكتور محمد الجوهري من جامعة القاهرة فخرج بها عن هدفها "كجامعة تكنولوجية" متخصصة وأضاف لها كليات الآداب والحقوق والصيدلة وضاعت هوية الجامعة كنا في التعليم الصناعي نجوم للمجتمع ونجوم للصناعة وقامت صناعات مصر ومصانعها الضخمة على أكتاف خريجي المدارس والمعاهد الصناعية، ثم ظهرت في الثمانينيات مدارس فنية مثل (مبارك كول) وغيرها إلا أنها كانت محدودة للغاية ولا سبيل إلا بعودة التعليم الصناعي مرة أخرى بنفس الشروط ورفع قيمته التفضيلية في المجتمع.

 

  Hammad [email protected]

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز