عاجل
الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
ماذا يحدث في سيناء؟

ماذا يحدث في سيناء؟

بقلم : أيمن عبد المجيد

في أديس أبابا، وأثناء رئاسة مصر للجنة السلم والأمن الإفريقي منذ أيام، شدد الرئيس عبد الفتاح السيسي، على أن مكافحة الإرهاب، تتطلب استراتيجية شاملة، أهم ما فيها هو توجيه ضربات متزامنة ومتوازية لكل التنظيمات الإرهابية على جميع الجبهات، لمنعها من الانتقال من ساحة لأخرى.



فهزيمة الإرهابيين في الموصل دفعهم للانتقال إلى سوريا، ومع توجيه ضربات لهم في الرقة انتقل عدد منهم إلى ليبيا وهكذا، بينما الضربات الشاملة المتزامنة في التوقيت على جميع الجبهات كفيلة بالقضاء عليهم، وتحقيق ذلك يتطلب تعاونًا وتنسيقًا دوليًا، فضلًا عن مواجهة الممولين والداعمين تسليحيًا ولوجستيًا.

ما دعا إليه الرئيس إفريقيًا وعالميًا من قبل في القمة العربية الإسلامية الأمريكية في الرياض، يمثل رؤية مصر وقناعتها الناجمة عن خبراتها في مكافحة الإرهاب، وهو ما تطبقه اليوم في عمليتها الشاملة (سيناء ٢٠١٨) لاقتلاع الإرهاب من جذوره.

فماذا يحدث في سيناء الآن؟!

ما يحدث في سيناء، هو عملية شاملة، لاقتلاع الإرهاب من جذوره، وتطهير كل ربوع مصر من دنس هذه الآفة القاتلة، يتم ذلك عبر توجيه ضربات للتنظيمات الإرهابية بشكل متزامن ومتكامل، ضربات لكل الأوكار الإرهابية في سيناء، والظهير الصحراوي بالدلتا، وعلى جميع المحاور الاستراتيجية في عملية شاملة.

ولكي تحقق العملية النجاح، تم توجيه الضربات لكل الأوكار في وقت واحد، في جميع ساحات القتال بسيناء، وكذلك الظهير الصحراوي بالدلتا، وكل مكان يتواجد فيه فلولهم.

ولكون الضربات يحتمل معها محاولة الإرهابيين الفرار، فإن شمول العملية، تزامن معه إحكام السيطرة، على منافذ سيناء البرية والبحرية لمنع انتقال الفارين إلى خارجها، سواء إلى المحافظات المجاورة أو عبر السواحل، وهنا كان دور التنسيق الكامل بين الجيش والشرطة.

ولوجود احتمالية لجوء الخبثاء صانعي الإرهاب لدعم ذيولهم، أحكمت قوات البحرية المصرية السيطرة على سواحل مصر، كما توالت الطلعات الجوية لتأمين الحدود الغربية وجميع المحاور الاستراتيجية.

وهنا تقدم مصر النموذج للاستراتيجية الشاملة محليًا، لاقتلاع الإرهاب، والتي تدعو إلى تعميمها عالميًا، فالضربات متزامنة على جميع الجبهات، في توقيت واحد، مع قطع طرق الفرار أو الإمداد لضمان اقتلاع جذور الإرهاب.

قد يتساءل البعض، لماذا لم يتم ذلك من زمن؟

تأتي الإجابة ببساطة، لأن توجيه الضربات المتزامنة للإرهابيين على كل الجبهات، يتطلب جهدًا مضنيًا، ومعلومات دقيقة وموثقة، فتوجيه الضربات، يسبقه تحديد للأهداف، المتمثلة في الأوكار الإرهابية ومخازن سلاحها، والطرق التي يلجأ إليها الفارون منهم، في دروب الصحراء أو عبر السواحل، وكذا طرق الإمداد، فضلًا عن اختيار التوقيت.

وهذا يعني أن جهدًا استخباراتيًا على أعلى مستوى بذل، في الفترات الماضية، للإعداد لهذه العملية الشاملة لتطهير سيناء، والحيلولة دون فرار أو بقاء خلية إرهابية على قيد الحياة، فكل عملية خلال السنوات الماضية كانت مقدمة وتمهيدًا للعملية الشاملة.

ولعل من أهم مدلولات العملية الشاملة من حيث التوقيت، هو الضربة الاستباقية، فمصر مقبلة على انتخابات رئاسية هي الأهم في تاريخها، كونها الدفعة الأقوى لمواصلة بناء مصر الحديثة القوية عسكريًا واقتصاديًا، ومن المؤكد أن أعداء هذا الوطن جمعوا قوى الشر لتوجيه ضربات للوطن، في محاولة لإعاقة مواصلة البناء، ومن ثم فإن العملية الشاملة ضربة استباقية تُحبط مخططات استهداف الوطن وشعبه، وتأمن مساراته الديمقراطية.

وهنا يأتي دور كل مصري، كلنا مستهدفون من أعداء الوطن، وكلنا جنود في ساحة القتال، نقف صفًا واحدًا خلف جيشنا ومؤسسات دولتنا التي تعبر المستحيل نحو مستقبل أفضل، تدوس بعزم رجالها على مؤامرات الأعداء، ليتحقق للشعب الرخاء.

كلنا فداء للوطن.. تحية لأرواح شهداء الحرب ضد الإرهاب، وكل الدعم لرجال رحماء بينهم أشداء على من عاداهم، يسطرون اليوم بطولات في أشرف معركة، سيناء ٢٠١٨، تطهير أرض الفيروز ومصر من الإرهاب.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز