عاجل
الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
جرائم لا يُعاقب عليها القانون

جرائم لا يُعاقب عليها القانون

بقلم : د. داليا مجدى عبدالغنى

الجميع يعلم أن قانون العقوبات يُعاقب على جريمة الاحتيال، لكن للأسف، ليست كل التصرفات الاحتيالية يتم العقاب عليها، فمن يحتال على مشاعر الناس وعلى أحلامهم، ويتخذ من حلاوة لسانه وسيلة لاقتحام حياتهم، ويستغل نقاط ضعفهم؛ لطعنهم في مقتل، لا يتم مُحاسبته أو مُعاقبته قانونًا، فهذه الجريمة لم تُدْرَجْ في قانون العقوبات، على الرغم من أنها، من وجهة نظري، لا تقل ضراوة ولا جسامة عن أفعال الاحتيال الأخرى، وإن كانت تفوقها كثيرًا، فمن يحتال من أجل المال أو المصالح، ربما كان في حاجة ماسة إليها، وباستطاعته أن يُعيد هذه الأشياء لصاحبها؛ حتى يتجنب العقاب، أو حتى ليريح ضميره، أما من يسرق المشاعر، وينحر العواطف، ويقتل الحلم، فماذا باستطاعته أن يُقدمه لفريسته.



فهل المشاعر يُمكن أن تُعوض، وهل للأحلام دور ثانٍ، أو مُلحق، يُمكن من خلالها النجاح بعد الرسوب، فللأسف، هذه الأشياء لا يمكن تقديرها أو تعويضها، وربما لهذا السبب لم تُدْرَجْ هذه التصرفات الاحتيالية من ضمن بنود هذه الجريمة لأن أي عقاب، مهما بلغت شدته، سيقف عاجزًا أمام بشاعة هذه الجريمة، فهي حقًا جريمة تقتل الروح قبل الأوان، وتَشِلُّ أعضاء الجسد وهو يتحرك، وتُغَيِّبُ العقل، دون أن يُوصَفَ صاحبها بالسفه أو الجنون.

والآن، لست أدري، هل هذه التصرفات يتم توصيفها بجرائم الاحتيال، أم القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد، ولكن أيًا ما كان التوصيف، فهي لن يُعاقب عليها القانون، وهذا وإن كان يدل على شيء، فإنما يدل على أن الحياة مليئة بالكثير من الجرائم التي لا يُعاقب عليها القانون، مهما تسببت من خسائر في الأرواح والأعصاب والنفوس.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز