عاجل
الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
11 ألفًا.. ولسه

11 ألفًا.. ولسه

بقلم : د. أماني ألبرت

ليس صحيحًا ما يقوله البعض عن الشباب بأنهم غير مكترثين للواقع السياسي وغير مبالين بما تمر به البلاد. ففي الوقت الذي يروج البعض لهذه الفكرة أذهلني عشرة شباب وشابات من طلابي بكلية الإعلام جامعة بني سويف قسم العلاقات العامة.



مع الوقت المعتاد للتفكير في مشروعات التخرج يقدح الشباب زناد أفكارهم لأجل فكرة مشروع متميز، وبينما يطلب القسم من الطلاب إنتاج حملات تسويقية في مجال التسويق التجاري أي تسويق المنتجات أو مجال التسويق الاجتماعي أي تسويق الأفكار النافعة للمجتمع.

اجتمعت المجموعة المكونة من عشرة أشخاص في السنة الأخيرة لهم من الدراسة ليفكروا خارج الصندوق. وتواردت الأفكار فكرة وراء الأخرى لكنها للأسف لم تخرج سنتيمترا واحدا خارج الصندوق. ورغم هذا لم ييأسوا فكثفوا ساعات العمل للبحث عن فكرة مميزة.

وعلى غرار كلمة أرشميدس الشهيرة ’’وجدتها‘‘ تلقيت منهم اتصالًا تليفونيًا في وسط زخم العمل ليقولوا لي وجدنا فكرة مختلفة. حينما تحدثوا إليّ تركت كل ما في يدي وذهبت إلى مكان أهدأ وطلبت منهم فتح مكبر الصوت لأعلن تأييدي وتشجيعي الكامل لضالتهم المنشودة التي وجدوها أخيرًا.

فلأول مرة على مستوى كليات وأقسام الإعلام ينتج شباب حملة تسويق سياسي لمرشح انتخابي. وبعد ساعات طويلة جدًا من العمل خرج شعار الحملة ’’11 ألفا ولسه‘‘ في إشارة لإنجازات الرئيس السيسي ودعمًا له في فترة رئاسية ثانية. كان الحافز الرئيسي للفكرة هي أنه بينما يقف شباب مثلهم جنود في الميدان مدافعين وحامين للأمن، قرروا أن يقفوا هم أيضا مثل هؤلاء الشباب، ليس في الميدان لكن حشدًا ودعمًا وتشجيعًا لنزول الشعب في اللجان الانتخابية ثم تأييدًا للمرشح الانتخابي عبد الفتاح السيسي.

واتخذوا مما درسوه في نظرية التسويق السياسي تطبيقًا عمليًا فحددوا المنتج السياسي وهو صفات المرشح وأفكاره ومعالجته للقضايا المجتمعية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية. ثم انتماء المترشح ثم المترشح نفسه وما يتعلق بشخصيته الكاريزمية وقدراته الشخصية ثم البرنامج الانتخابي له. وبعدها قرروا خلق الفارق عن طريق تسويق الحملة الانتخابية وتسويق المرشح نفسه للحصول على النتيجة النهائية بحسب لغة التسويق وهي البيع وفي التسويق السياسي التصويت الانتخابي. لتحقيق الربح أو الفوز للمرشح.

وعبر خمسة إعلانات إنفوجرافيك قدم الشباب ملخصًا شاملًا لكافة الإنجازات التي قدمها الرئيس السيسي في مجالات الصحة والتعليم والمرأة والاقتصاد بالإضافة لتقرير يشجع الشباب على المشاركة السياسية وعدد من المطويات والبوسترات المميزة التي يزينها اللوجو الخاص بالحملة، وهو عبارة عن المنارة ومبنى للعاصمة الإدارية ممثلين للرقم 11 مع صورة الرئيس الذي أنجز إنجازات تعادل قيمة الأهرامات التي تظهر في اللوجو بتوزيع منسجم للكتل والألوان ويجمعهم سهم رأسه لأعلى إشارة لأن الإنجازات مستمرة.

وانتجوا أغنية مصورة تقول أحد مقاطعها ’’علشان وعدنا.. وياك هنكمل، بالروح نفديها.. ومعاك نتحمل، إيدنا ف ايدك.. مش راح نستسلم، هنعمر بيك مستقبل اجمل. كمل خطاويك خطاوينا وراك. من أول صوت احنا اخترناك‘‘ ثم أنشأ الطلاب حسابات على وسائل التواصل الاجتماعي فيسبوك وتويتر وانستجرام ويوتيوب وربطوها معًا وقاموا بالإرسال والتغريد بشكل احترافي مختارين التوقيت المناسب والهاشتاج المرتبط بالموضوع.

أحمد بكري وهشام الصاوي وماجده حنين وأحمد ربيع ورندا سامي وعبد الله نبيه وسامي أشرف وسارة أحمد ومريم لبيب وأميرة جمال، طلاب عاديين جلسوا ساعات طويلة أمامي في المحاضرات على مدار اربع سنوات وحينما أتى وقت تطبيق ما تعلموه لم يكونوا عاديين بل كانوا مميزين وهادفين ومخلصين لوطنهم.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز