عاجل
الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
وما نيل المطالب.. بالتمنى !
بقلم
محمد نجم

وما نيل المطالب.. بالتمنى !

بقلم : محمد نجم

يقول أمير الشعراء أحمد شوقي في قصيدة سلوا قلبي:



وما نيل المطالب بالتمني

ولكن تؤخذ الدنيا غلابا

وما استعصى على قوم منال

إذا الإقدام كان لهم ركابا

والمعنى واضح.. فالآمال لن تتحقق بمجرد التمني، والسماء لن تمطر ذهبا، وإنما إذا زرعت ستحصد، وإذا حاولت ستصل.

وبالطبع لا يجب أن تظل «عالة» على أهلك الذين بذلوا الغالي والنفيس من أجل تربيتك وتعليمك تمهيدًا لبدء حياتك العملية، خاصة أن هناك إخوة آخرين لديهم الحق في أن يحصلوا على ما حصلت عليه من قبل.

إذن لا مفر من أن تبحث لنفسك عن فرصة عمل، بأن تتابع «مسابقات التعيين» التي تعلن عنها الشركات والهيئات من آن لآخر.

وإذا تعذر الفوز في أي منها فلا مانع من البدء بمشروع خاص، وفي كل الحالات.. يجب أن تعمل على «تأهيل» نفسك أولا.. سواء بدورات كمبيوتر أو لغة، أو تدريب عملي في مراكز التدريب المتخصصة والمنتشرة في جميع أنحاء الجمهورية.

ولا مانع أن تلتحق بأي مشروع صغير يمتلكه أحد أصدقائك أو أقاربك.. حتى لو كان المقابل غير مناسب، وذلك حتى تتعرف على عمليات الإنتاج وتكتسب خبرة في كيفية إدارة المشروع، والأهم تفهم السوق وكيفية تصريف ما تنتجه.

وعندما تشعر أنك تأهلت عمليا.. ابدأ مشروعك الخاص، وإن لم يك لديك رأسمال كاف للبدء به، فلا مانع من المشاركة مع مجموعة من الأصدقاء أو الاستعانة بالدعم الأسري.

وإن لم يتوافر التمويل المطلوب من خلال «الحالات» المتقدمة.. فلديك مبادرة البنك المركزي والذي يبلغ حجم المبالغ المخصصة لها 200 مليار جنيه، أتيحت لتمويل المشروعات الصغيرة والمتوسطة من خلال جميع البنوك العاملة في السوق المصري.

وللعلم.. لم تعد البنوك وحدها هي مصدر التمويل الأساسي للمشروعات الجديدة وأيا كان حجمها، فهناك شركات أخرى غير مصرفية يمكنك الاعتماد عليها، ومنها شركات التخصيم، ورأس المال المخاطر، وشركة ضمان مخاطر الصادرات، ثم شركات التمويل التأجيري والتي توفر المعدات والآلات الضرورية لعمليات التصنيع والإنتاج، حيث تقوم الشركة بشراء هذه المعدات ثم تؤجرها إلى من يحتاجها لفترة زمنية يتم الاتفاق في نهايتها على أن تؤول ملكيتها إلى المستأجر إذا رغب في ذلك.

وهذا النشاط الجديد بدأ في السوق المصري عام 2006 بست شركات فقط وبعقود بحوالي 3 مليارات جنيه، وفى نهاية العام الماضي وصل عدد هذه الشركات إلى 32 شركة، وبعقود بلغت 28 مليارًا.

ولكن يجب أن تعلم إذا كنت راغبًا في التعامل مع المؤسسات الرسمية سواء كانت بنوكًا أو شركات قانونية من السابق الإشارة إليها، تكون شركتك منضبطة.. أي تمسك دفاتر، ولديها مراقب حسابات ودورة مستندية معروفة.

المهم أن تبدأ وأن يكون لديك عزيمة وإصرار على النجاح ولا تخشى التعثر، فإن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا، مع العلم بأن نسبة التعثر في مصر لا تتجاوز 7.2% من إجمالي من حصلوا على قروض من البنوك، مقارنة بدولة مثل اليونان ترتفع فيها هذه النسبة إلى 36%.

فالسوق المصري.. غول كمعدة المصريين التي تبلع الزلط! بمعنى.. أنك إذا أنتجت منتجًا جيدًا وبسعر مناسب، وقدمت خدمات جيدة وبشكل لائق.. فالسوق المصري واسع وعظيم الاستهلاك!

وإذا تعثرت لأسباب طارئة أو خارجة عن إرادتك، فلا تهتز.. ولا تحبط.. فلا مانع من المبادرة بشراء «شهادات الأمان» بنوعياتها المختلفة، باعتبارها إحدى وسائل الادخار الإجباري.. ويمكن استخدامها وقت الزنقة إذا- لا قدر الله- حدثت.

وإن لم تكن هذه الشهادات كافية.. فأيضا لا تخش شيئا، فلديك شركة مصر لرأس المال المخاطر، وهي شركة متخصصة في إعادة هيكلة الشركات المتعثرة بضخ ما تحتاجه الشركة من السيولة المطلوبة، سواء كان ذلك في صورة قرض، أو مساهمة، أو مرابحة.

وللعلم.. هذه الشركة يساهم فيها صندوق تحيا مصر بنسبة 47% من رأس المال، ومركز تحديث الصناعة بنسبة 20%، وبنك الاستثمار القومي 20%، وإحدى الشركات الخاصة «أيادي» بنسبة 13%.

مع العلم أيضا أن الدولة حاولت وتحاول تهيئة البيئة التشريعية الملائمة لمزاولة كافة الأنشطة الاقتصادية حيث أصدرت قانونًا جديدًا للاستثمار، وعدّلت قانون الشركات، وقانون سوق المال، وتنظيم الإفلاس.

كما أصدرت قانونًا جديدًا خاص بالضمانات المنقولة، حيث لم تعد الأرض أو الشقة وحدها والتي يقوم عليها المشروع، هي الضمان الوحيد للاقتراض، فيجوز رهن المعدات والآلات حتى لو كانت ماكينة خياطة، مع استمرار حيازتك لها بخلاف ما كان يحدث من قبل.. حيث كانت تنتقل ملكية «الشيء» المرهون إلى البنك المقرض لحين سداد القرض.

وجار أيضا إصدار قانون جديد للمشروعات الصغيرة يتيح إنشاء ما يسمى شركة الشخص الواحد، ويتيح الترخيص المؤقت للمشروع الجديد لفترة ثلاث سنوات لحين استكمال كافة الإجراءات الرسمية المطلوبة.

كما يجب أن تعلم أن البنك المركزي بصدد إنشاء أكثر من 40 موقعًا جديدًا في كافة المحافظات المصرية تحت اسم رواد الأعمال، وذلك لتدريب الشباب وتأهيلهم على بدء مشروعهم الخاص، وتوفير التمويل المطلوب لذلك.

وبصراحة.. عزيزي الشاب.. لم يعد لديك حجة في أن تظل عاطلا وعايش عالة على أهلك! الكرة الآن في ملعبك.

وختاما، شكرًا للمركز المصري للدراسات الاقتصادية على المعلومات التي استعنت بها في كتابة هذا المقال من الندوة التي نظمها عن «المشروعات الصغيرة.. التمويل والتعثر».

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز