عاجل
الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
ذكريات روزوية

ذكريات روزوية

بقلم : عماد عبد المقصود

لم يمنع مرور السنوات المديدة وتراكم الخبرات المهنية والنضج العقلي لذات المقام الروزوي الرفيع أن تظل روحها شابة غضة تحمل ذات القدر من الفضول نفسه والبهجة نفسها واستشراف المستقبل بعطر الماضي الرائع لا تكل ولا تمل رؤية ومتابعة النسخ التحضيرية المبدئية لمقالاتها قبل الطبع.



تتحرك بأرجاء المكان في خفة لا تتناسب وثقل التجارب الثرية مهنيا وإنسانيا فكل ركن مهمل وتفصيلة صغيرة من أرجاء المكان تحمل معنى فلسفيا ذا عمق وجودي لا يتجاوز إطار حضورها الطاغي إلى أن يستقر مجلسها بيننا بغرفة الزملاء بالقسم الفني.

نتبادل الحوار ويأخذني الفضول وزملائي لسبر أغوار عالمها السحري لتطلعنا على أسرار صندوقها الدنيوي.

بسعادة ورضا يرسمان ملامح وجهها

تتحدث ذات الجبهة الممتلئة والعين المتسائلة والفم المتأهب عن ذكرياتها مع العظيمة روزاليوسف وكيف كانت الأم التي تزرع الفكر والكرامة والإنسانة الحرة المستقلة بصغيرتها الغالية وأخيها الأكبر إحسان عبد القدوس.. يا لها من عائلة.

إن الست- أي "روزاليوسف"- أرسلتها بمقترح منها ذات يوم لإجراء حوار مع الرجل الثاني في دولة يوليو، المشير عبد الحكيم عامر، بعد أن رتبت لموعد مع مدير مكتبه، وأعدت جيدا لأسئلته ثم ذهبت ابنة العقد الثاني لإجراء الحوار ولم تجد المشير حسب الموعد المقرر فقررت الانتظار حتى يأتي..

ولكن الوقت يمر

وشعور الاستهانة بقدرها بدأ يتراكم، حتى شرعت مدرسة الانضباط المهني تلملم أوراقها.

في تلك الأثناء تدخلت الأقدار ليحضر المشير معتذرا عن تأخره.

وفي تلك الأثناء أيضا لا تتردد في رفض الاعتذار ورفض إجراء الحوار، فالكرامة والكبرياء المهني أهم.

مغادرة مكتبه في عجل تعصف الهواجس برأسها الصغير وتتناثر التساؤلات في فوضى عارمة:

كيف سأواجه الست بما فعلت؟

كيف أضيع على المجلة انفرادًا مهمًا كهذا؟

كيف هو رد فعلها؟.هل خذلتها؟

هل ستتخلص مني أو تعاقبني؟ ...؟ ...؟

حزمت شجاعتي ولملمت شتات نفسي وواجهتها بما فعلت

قامت مندفعة من مكتبها

للوهلة الأولى ظننتها مغاضبة، فإذا بها معانقة محتضنة، هاتفة بلهجة قوية إن لم تفعلي ذلك حيال الموقف المهين لعاقبتك عقابًا شديدًا.

حينما تذهبين لمهمة صحفية فأنت تحملين- ليس فقط كرامتك- بل كرامة مؤسستك.

المصدر هو عنوان الحوار، وأنت عنوان مجلتك

مجددا

لكن هذه المرة بقسم تنفيذ صفحات المجلة تنتظر مطالعة صفحتها الأسبوعية الثابتة.

وأنتظر مشاهدة كارتون كنت قد رسمته عن حادثة هزت الرأي العام حول طفلة تعرضت لجريمة زواج مبكر من قبل أهلها وصارت أمًا سُرقت طفولتها وبراءتها رغما عنها.

كيف أحوالك يا أستاذتنا الرائعة؟ بخير الحمد لله وكيف أحوالك؟ الحمد لله.. أرني ما رسمت؟

ومن ثم حلّقت التساؤلات:

يا إلهي كيف يفعلون ذلك ببناتهم؟

إنه لأمر مزعج حقا.

كيف تتشكل ملامح المستقبل بشكل صحي بحضور تلك الندبات والتشوهات؟

المستقبل هو بطل النقاش والمركز الذي تدور في فلكه كل المشاكل

ثم حديث جانبي عن أهمية الإيمان بما نقدم من قضايا مجتمعية وسياسية.

ثم وداع باسم متفائل إلى حيث نلتقي مجددا.

 

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز