عاجل
الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
مصر نادتنا فلبيناها

مصر نادتنا فلبيناها

بقلم : د.إيمان بيبرس

لا أعتقد أنه يوجد شخص مصري وطني بحق لم تدمع عيناه فرحًا وهو يرى الطوابير الانتخابية في الخارج، وهو يرى أشقاءه المغتربين حريصين على التصويت بالانتخابات الرئاسية رغم الغربة، فما شاهدناه من كثافة التصويت بالانتخابات التي أقيمت على مدار الأيام الماضية أثبتت لنا أن وفاء وولاء المصريين لا يتغير بالغربة ولا بسنواتها، ويبقى حبهم لوطنهم خير دليل على أنهم حريصون على المشاركة في صنع مستقبل بلدهم.



وكم سعدت وأنا أرى أسر بأكملها تتواجد في الانتخابات الرئاسية في مشهد أقل ما يقال عنه إنه ملحمة انتخابية تورث حب الوطن للأجيال القادمة، حيث قطع بعض أبناء الجالية المصرية في بعض الدول مسافات طويلة من مدن بعيدة نسبيًا عن العاصمة التي تجري بها الانتخابات للقيام بواجبهم الوطني، ما عكس لكل دول العالم أن المصري لديه شعور بالمسؤولية ورغبة في تقديم صورة حضارية لمصر أمام العالم، ولا يعكس أيضا سوى روح جميلة موجودة في نفوس المصريين وعزمهم وتصميمهم على بناء مستقبل الوطن ومساهمتهم في دعم الاستقرار والبناء الديمقراطي لبلدهم بالرغم من عدم تواجدهم بها.

ورغم أن أشقاءنا المصريين في الخارج ليسوا بحاجة أو انتظار لشكر من أحد، إلا أنني أود أن أوجه رسالة عرفان وتقدير وشكر لهم: "ضربتم أروع مثال في الوطنية وحب الوطن وشرفتم وطنكم مصر ووفيتم بالعهد للشهداء، ورسمتم الفرحة في قلوب أمهاتهم اللاتي شعرنّ بأن دم أبنائهنّ لم يذهب هدرًا".

 والآن عزيزي القارئ فأنا أود أن أتناول جانبًا آخر في مقالي، وهو تأثير مظاهر الفرحة ونسبة التصويت المرتفعة على الكارهين والحاقدين لمصر وبالتأكيد أنا أقصد هنا جماعة الإخوان الإرهابية وكل من يناصرها ويؤيدها والذين أرادوا بمصر خرابًا، ولكن الله أراد لنا أن ننتصر بيد جيشنا العظيم الذي يحارب قوى الإرهاب بكل ما أوتي من قوة وصلابة لا توجد في أي جيش آخر.

فحقيقة القول عزيزي القارئ، فإن طوابير الانتخابات التي توثق لحظات فرحة ونصر أمام سفاراتنا في الخارج، فهذه الصور بكل تفاصيلها، وهذه الهتافات بحرارتها وقوتها وكل لفتة قمتم بها، هناك من قابلها بحرقة دم وحسرة، لأن هذه المشاهد أثبتت فشل جماعة الإخوان الإرهابية؛ فهم كانوا يتوقعون ضعف نسبة مشاركة المصريين بالخارج في الانتخابات، وما حدث كان عكس ذلك حيث تجاوزت نسبة المشاركة في الانتخابات بدول الخليج إلى 40%، وتجاوزت 50% في الدول الأوروبية طبقا لتصريح أحد أعضاء مجلس إدارة اتحاد المصريين بالخارج، فهذا بالتأكيد دليل قوي على فشل قوى الإرهاب وخيبة أملهم ودليل أكبر على وعي وإدراك المصريين بالخارج بمرحلة البناء والتقدم والتطور الذي يعشها وطننا الآن.

ويبقى أن نؤكد أن طوابير الانتخابات أفضل كثيرًا من طوابير اللاجئين المشردين عن وطنهم، الفرحة والغناء أمام اللجان أفضل من سماع نواح وصراخ وعويل الجنود والأبناء على الحدود والمخيمات وفي المدن المدمرة، وبالتأكيد أيضا أن كثرة المشروعات أفضل من خراب ودمار أوطان بأكملها.

والآن، ونحن على بُعد أيام قليلة من بدء الانتخابات داخل مصر، أود أن أقول لكل مصري: "أنزل وشارك، لا تبخل على مصر بصوتك، أشقاؤنا بالخارج قطعوا مسافات طويلة للقيام بواجبهم الوطني، ونحن على بعد أمتار قليلة من لجاننا الانتخابية، فلنشارك جميعا في استكمال رسم لوحة الحب والوفاء التي بدأها أشقاؤنا بالخارج، ولنشارك في الانتخابات الرئاسية وندلي بأصواتنا لنثبت للعالم أننا مع مشروع بناء دوله مصرية حديثة، فلنشارك لنقوم بواجبنا الوطني والدستوري سواء مؤيدين للنظام أو معارضين، ولنشارك أيضا من أجل دم الشهيد ومن أجل مصر غير المقسمة ومن أجل مصر الحديثة القوية".

كما أدعو المرأة المصرية بشكل خاص للإداء بصوتها، فهي تمثل كتلة تصويتية هامة قوامها 49% من الكتلة التصويتية في قواعد بيانات الناخبين، كما أنها دائما ما مثلت عنصرًا أساسيًا لإنجاح جميع الاستحقاقات السياسية السابقة.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز